2 ـ وكما تقدم من النقطة الأولى نضيف هنا أن تحديد النسل وتقلّص عدد السكان ليس هو الحل الوحيد لتسارع إليه دون رؤية وتفكير، فلماذا لا يجد الإنسان حلولاً أخرى كالعمل على إيجاد مجتمع توزع فيه فرص العمل وتستغل فيه كل الطاقات لعمارة الأرض بدلاً من بذل الجهود وإنفاق الأموال على مشاريع التسابق في التسليح وإنتاج الأسلحة الفتاكة، فهل أن مشكلة الإنسان هي منحصرة في التفكير في كيفية القضاء على بني جنسه أما يمنعهم من دخول الدنيا أو بإنتاج الأسلحة التي بإمكانها أن تقضي عليهم إن هم ولدوا.
3 ـ ولعل من المفارقات أن يبرّر تحديد النسل بتحرير المرأة عن مسؤولياتها وفي هذا المجال لا بد من تنظيم سلّم الأوليات في مسؤوليات المرأة لنتعرف على الأهم والمهم والأقل أهمية منها، وذلك وفقاً لتركيبتها الفسيولوجية والفطرية، أليس الإنجاب والتربية وتزويد المجتمع بأجيال صالحة رجالاً ونساءً هي أهم مسؤولية للمرأة، بل هي الغاية الأولى من خلقها بهذه الخصائص والمواصفات. ولا نريد أن نحجم المرأة في هذه الدائرة فقط فبإمكانها أن تنطلق إلى آفاق أرحب إن هي نظمت وقتها وحياتها ولكن لا بد من معرفة المسؤوليات حسب أهميتها وجوهريتها بالنسبة للمرأة. ولكن الأمر الذي يخشى منه على المرأة هو أن تخفي مثل هذه الدعوات والصيحات وراءها ما يسيء إلى المرأة وحريتها فيتشكل الفكر الهدام من خلال هذه الدعوات المنمقة التي قد تنطلي على الكثير من النساء والرجال كما انطلت الكثير من الشعارات الكاذبة على هؤلاء. ومما يزيد الأمر ريبة أن أصحاب هذه الدعوات المتظاهرين بالحرقة على المرأة ومعاناتها هم صم بكم لا ينبسون ببنت شفة حينما يرون المرأة تهوي في مزالق البغاء وانحطاط الخلق وممارسة الرذيلة كما أن بعض العبارات الملغمة التي يطلقها هؤلاء تكشف عن بعض ما يضمرون كما قال أحد المسؤولين: (إن مهمة التوعية لتنظيم الأسرة هي في الدرجة الأولى مهمة لنسف القيم التي يقوم عليها المجتمع. ولكي نستطيع القيام بتنظيم حقيقي للأسرة عينا أن نخلخل المفاهيم .. فما هي المفاهيم وكيف يجب خلخلتها؟ من المعلوم أن المفاهيم هي المفاهيم الإسلامية والقيم هي مجموعة التقاليد التي تقوم عليها الأسرة .. !!
نقلاً عن شبكة الفلق الثقافية
يتبع ........
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[18 - 06 - 08, 12:46 ص]ـ
النتائج السيئة لحركة تحديد النسل:
1. إمكانية ضعف الأسرة أو انقراضها:
هل يضمن الذي لا يريد أن يزيد أولاده عن طفلين مثلاً أن يتوفى هذان الطفلان، أو أن يصاب بعاهة أو أن يصابا بعاهة أو أن يكونا غير صالحين في مجتمعنا، ولا ينفع عندئذ عض الأصابع بالندم. ولقد تقدمت أهمية الإنجاب.
2. كثرة وقائع الطلاق: إن زهد الزوجين بالإنجاب واكتفاءهما بالملذات، يعرض الرابطة الزوجية للتفكك بالطلاق حتى في الخصومات الصغيرة، وذلك لسهولة الانفصال وفقدان أو ضعف أقوى رابطة تربط بين الزوجين وهي رابطة الأطفال.
يقول تالكون بارسن بعد أن قدم في هذا الشأن الأرقام الواضحة: إن وقائع الطلاق إنما تحصل أكثر ما تحصل في السنوات الأولى بعد الزواج أو بين الأزواج الذين لا تكون لهم ذرية
3. ضعف الأمة اقتصادياً:
حيث تنخفض نسبة المواليد فتقل نسبة الشبان إلى المسنين والشباب هم عنصر الإنتاج وعليهم يبنى الأمل. أما المسنون العجائز فأغلبهم مستهلكون ولا يرجى منهم الإنتاج خصوصاً بعد تقدم السن.
ولذا فإن قلة المواليد تقود حتماً إلى التدهور الاقتصادي وخاصة إذا كانت خيرات البلاد بحاجة إلى المزيد من العاملين ودعم اقتصاد الأمة.
إن تحديد النسل إذا عمّ مجتمعاً ما، فإنه يقوض بنيان الجماعة التي يتفشى بين أفرادها ويجعلها دون منافسيها في كل شيء.
4. ضعف الأمة عسكرياً:وذلك لتدني عدد السكان بانخفاض نسبة المواليد إلى الوفيات، ولانخفاض نسبة الشباب إلى المسنين ..
والمسنون غالباً أقل حماسة وصلابة وقوة وعزيمة وصموداً في وجه الأخطار والشدائد وتجاه المخاطر التي تحف الوطن.
أما الشباب فهم غالباً أكثر جرأة وحماسة واندفاعاً في بذل النفوس والمهج في سبيل مبدأ من المبادئ النبيلة.
يقول الكتاب الشهير أميل فاكه: " إن شعباً غير ولود إذا جاور شعوباً ولودة، أو أقل ولادة منه فقط، يكون عرضة لاستيلائهم لا محالة ".
ويقول الرئيس روزفلت: " إن أمة لا يريد رجالها الحرب ولا تريد نساؤها الحمل هي أمة قد أصيبت في صميم قلبها "
نحن أمة شاء المستعمر أن يغتصبوا من أوسط بقاعها بقعة بقعة اصطنعوا فيها دولة هي رأس حربة لهم، من سياستها التوسع. فيكفينا الجهاد في سبيل الله تعالى طريقاً لتحديد نسلنا، فلا نغفل عن هذا فننقص مواليدنا وننقص شبابنا الذين هم حماة ديننا ووطننا
5. ضمور الأمة وزوال كيانها:
إن تحديد النسل إذا عمَّ مجتمعاً ما، أو شعباً أو أمة، فإنه سيؤدي بها إلى الضمور والانتكاس أو الفناء بانخفاض نسبة المواليد إلى الوفيات. ويعجل لها ذلك تعرضها لحرب أو إصابتها بقحط أو جائحة وباء كما تقدم.
¥