تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بدأت قومية هوي تستخدم اللغة الصينية (لغة هان) بعد أسرة مينغ (العام 1368م - العام 1644م)، ولكن أئمة المساجد مازالوا يستخدمون اللغة العربية في الشئون الدينية حتى اليوم. يمارس أبناء قومية هوي في الأرياف الزراعة إضافة إلى التجارة والحرف اليدوية، ويشتغل أبناؤها في المدن بتجارة السلع الصغيرة أو التجارة الجوالة، إضافة إلى صناعات المأكولات والمجوهرات والجلود وتجارتها، يبلغ عدد أبناء هذه القومية أكثر من 8.6 مليون نسمة، وبجانب تشينج يانغ، ينتشرون في أنحاء الصين، خاصة في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي ومقاطعة تشينغهاي ومقاطعة قانسو، ومقاطعة شنشي، ومقاطعة يوننان الواقعة في جنوب غربي الصين، ومقاطعات خبي، وخنان، وشاندونغ، ومنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم. وتوجد في الصين منطقة خاصة لقومية هوي - منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، وولايتان ذاتيتا الحكم لقومية هوي، و11 محافظة ذاتية الحكم لقومية هوي!

القوميات المسلمة في الصين تمتلك لغتها الخاصة، لكن ذلك يتهدد بخطر تنظيمي تمارسه مؤسسات الحكومة الصينية التعليمية بشكل تدريجي. فعلى الرغم من أن اللغة العربية هي لغة الدين الذي ينتمي له معظم هذه القوميات، فقد فرضت بعض القواعد القسرية لإغلاق المدارس التي تدرس اللغة العربية، وقد تحولت إحداها إلى مستشفى زرناه في قلب المدينة القديمة من قشغر. والأكثر من ذلك هو أن تعليم اللغة العربية يعد جريمة يعاقبُ عليها من يمارسها. والآن يبدو أن الدور على اللغات القومية مثل الأويغورية، فالحكومة الصينية جعلت تعليم تلك اللغة يبدأ من الصف الثالث، وليس عند دخول المدرسة، كما كان، وبديلا فهم يبدأون بتعليم اللغة الصينية. ويتوقعون أن الأويغورية ستلقى مصير اللغة العربية أيضا بعد سنوات، حيث إن الوظائف التي يعلن عنها تعطي الأولوية لدارسي العلوم باللغة الصينية!

وكان تعليم اللغة العربية قد استقر في المساجد مع انتشار الإسلام وزيادة عدد المسلمين في عهد جيا جينغ لأسرة مينغ (1522 1566م)، على يد السيد خو دنغ تشو (1522 1597م) العالم والمعلّم المسلم من قومية هوي في مقاطعة شانشي، وكان يستقبل الطلاب في بيته ويعلمهم مجاناً اللغة العربية والعلوم الإسلامية، قبل أن ينتقل إلى المسجد. فبدأ هذا النوع من التعليم في مقاطعة شانشي وامتد تدريجيا إلى مقاطعات خنان وشاندونغ ويوننان وقانسو وبكين وغيرها.

وبعد ثورة العام 1911، بدأ المسلمون الصينيون بإنشاء مدارس حديثة، تدرس فيها اللغتان الصينية والعربية، تقبل أولاد المسلمين وتدرس المواد الثقافية الصينية والعربية في وقت واحد. بعض هذه المدارس ابتدائية، منها المدرسة الابتدائية الإسلامية الأولى من الدرجة الثانية في العاصمة (1908)، ومدرسة سيهجين في شاويانغ (1906)، ومدرسة مويوان في تشينج يانغ (1906)، والمدرسة الابتدائية الإسلامية للدرجة الثانية في تشيتشيهار؛ وبعضها متوسطة منها المدرسة العامة في شمال غربي الصين (كانت المدرسة الإسلامية العام 1928)، ومدرسة داتشنغ للمعلمين في جينان (انتقلت إلى بكين العام 1925)، والمدرسة الإسلامية للمعلمين في شانغهاي (1928)، ومدرسة مينغده المتوسطة في كونمينغ بمقاطعة يوننان (1930). وواضح أن هذه المدارس والمعاهد العلمية اليوم - بالإضافة إلى انتقال معظمها إلى العاصمة - قد أصبحت تمهد لتخريج من يمارسون اللغة العربية لخدمة الدولة، كما في السفارات الخارجية، ولم تعد، كما نشأت، لغة حوار تمارس في الحياة العامة.

هكذا انتقلت اللغة من المساجد إلى المدارس، ومن المدارس إلى الجامعات، وأنشأت وزارة التعليم في الصين العام 1982 «لجنة تأليف ومراجعة الكتب المنهجية للغات الأجنبية بالجامعات» سميت لاحقا «اللجنة الوطنية لتوجيه أعمال تدريس اللغات الأجنبية في الجامعات»، وتتبعها فرقة اللغة العربية التي أعدت «منهج تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية» للتنسيق بين الأقسام العربية في الجامعات، كما أنشئ «مجمع اللغة العربية بالصين للتدريس والدراسات» العام 1985، لوضع خطط تنفيذية خاصة بتدريس اللغة العربية ودراساتها. وقد أنشئ بموافقة الحكومة الصينية معهد العلوم الإسلامية في شينج يانغ، وهو ضمن معاهد مماثلة في بكين ولياونينغ وتشينغهاي ونينغشيا وقانسو وخنان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير