تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويوننان وخبي. ويتبع معهد بكين - الذي أنشئ أولا في 1955 - الجمعية الإسلامية الصينية وتحت رئاسة لجنة الدولة لشئون القوميات مباشرةً، ويقبل المعهد الطلبة المسلمين من أنحاء الصين، ومدة الدراسة فيه 4 سنوات (معاهد العلوم الإسلامية في خارج العاصمة تكون مدة الدراسة فيها سنتين أو ثلاث سنوات فقط)، ومن مقررات هذه المعاهد الرئيسية اللغة العربية والمواد الدينية.

من القوميات التي لها لغتها قومية سالار، التي تستوطن محافظة شيونهوا الذاتية الحكم لقومية سالار بمقاطعة تشينغهاي، ويبلغ عدد أبنائها نحو 90 ألف نسمة، ولها لغتها الخاصة - لغة سالار، ولكنها ليست مكتوبة، لذلك تستخدم لغة هان في الكتابة. ويحافظ مسلمو قومية سالار على كثير من الروايات الشعبية الرائعة، وتمثل أوبرا الإبل التقليدية تاريخ هجرة أسلاف قومية سالار من آسيا الوسطى إلى شيونهوا، وهي شائعة على نطاق واسع بين أبناء القومية. أما قومية دونغشيانغ فتقطن منطقة تحمل اسمها تابعة لولاية لينشيا بمقاطعة قانسو، ويبلغ عدد أبنائها نحو 370 ألف نسمة. وطوائف مسلمي قومية دونغشيانغ متعددة، ولكل طائفة مسجد خاص، وتتأثر عادات أبناء قومية دونغشيانغ بمذاهب هذه الطوائف. وهم لايزالون يحتفظون بأول نسخة مخطوطة من القرآن الكريم الذي أتى به أسلافهم من آسيا الوسطى. وهناك لغة شفهية أيضا لقومية باوآن التي تقطن منطقة جبل جيشي بلينشيا في مقاطعة قانسو، ويبلغ عددهم نحو 150 ألف نسمة. ويوجد في كل قرية تقطنها قومية باوآن مسجد كبير.

مستقبل الإسلام في شينج يانغ

من صور التعليم الديني في منطقة شينج يانغ الكتاتيب الصغيرة، والمدارس الملحقة ببعض المساجد الكبيرة. إنها تشبه إلى حد كبير التعليم الإسلامي في دول آسيا الوسطى من حيث الطرق الإدارية والتعليمية وكذلك مواد التدريس.

بدأ تعليم الإسلام في البيوت بمواد التدريس متفرقة وغير موحدة، وعملية التدريس غير منتظمة. ثم تطور الأمر، وانتقل التدريس إلى داخل المسجد، حيث تتسع ساحة التعليم لعدد أكبر من طلاب العلم، والأئمة، وأضحت ساحة التعليم الديني جزءا لا يتجزأ من التخطيط المعماري للمسجد، حيث توجد عادة في كل مسجد قاعتان ملحقتان تقع إحداهما في جنوب قاعته الرئيسية والأخرى في شمالها، وهما مخصصتان للتعليم الديني.

خلال القرون الثلاثة الماضية كان التعليم في المساجد يتم على مرحلتين؛ الأولى مخصصة للأطفال الذين يبدأون دراستهم من تعلم الحروف العربية قراءة وكتابة، حتى يمكنهم تلاوة القرآن بالعربية بلغة صحيحة. وفضلا عن ذلك يدرسون الأحكام الإسلامية الأساسية وأداء الصلاة بالحركات والتعبيرات السليمة، وقراءة كتابات دينية عامة، وتستغرق هذه المرحلة ثلاث أو أربع سنوات. وعندما يكمل التلميذ دراسته في المسجد يصبح مسلما مخلصا أمينا. أما المرحلة الثانية للتعليم في المساجد فتستمر ست أو سبع سنوات، وعلى الطالب أن يبذل جهودًا شاقة في دراسته الطويلة، وتحت إرشاد الأئمة يتعلم نوعين من المحتويات المدرسية: المواد الأساسية مثل اللغة العربية واللغة الفارسية وعلم الفلسفة وعلم البلاغة، وكذلك المواد الدينية التي يبلغ عددها ثلاث عشرة مادة، منها القرآن الكريم وتفسيره، والحديث النبوي، وعلم الكلام، وعلم السنة، ومذهب الصوفيين وغيرها. وبعد أن يُتم دراسته في المسجد، ويقر الأئمة تخرجه يصبح مؤهلا ليكون إماما يقود الأعمال الدينية والتعليمية في المساجد. ولكن هذه صورة من الماضي، بعد أن اجتذبت المعاهد الرسمية - التي لها حق التأهيل - الراغبين في دراسة التعليم الإسلامي. المستقبل قد يكون غامضا إذا لم تول العناية الكافية لهؤلاء، وغيرهم من أبناء المسلمين، فمنطقتهم تملك الكثير، ولكن لا يحصلون في معيشتهم إلا على القليل.

في مدينة قشغر نصعد إلى ربوة تشاهد فيها قسمي المدينة القديم والمعاصر، فتكتشف التناقض وتتنبأ بالمستقبل. فالمدينة القديمة شقتها طريق عصرية تفضي بك إلى القسم الجديد، الذي يشبه عمائر بكين العصرية، حيث يسكن أصحاب الوظائف المرموقة، ومعظمهم من غير أبناء قشغر. تلتفت للوراء، فتجد المدينة القديمة وسكانها المسلمين وقد تحولت أرضهم وبيوتهم إلى مجرد مزار للفرجة، بل تحول هؤلاء إلى جزء من متحف مفتوح، يعاني صعوبة الحياة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير