تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويعود السبب في استخدام هذه الحبال لفتح هذين الصمامين لكون ضغط الدم في الأذينين عند انقباضهما لا يكفي لفتحهما وهذا الحل يمثل منتهى الإبداع تعجز أكبر العقول من الاهتداء إليه. وتنفتح كل حجرة من هذه الحجر الأربع على وعاء دموي أو أكثر حيث يطلق على الأوعية المتصلة بالبطينين اسم الشرايين وعلى الأوعية المتصلة بالأذينين اسم الأوردة. فالبطين الأيسر ينفتح على شريان واحد وهو الشريان الأبهر أو الأورطي وذلك من خلال صمام يسمح بمرور الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأبهر وهو الصمام الأبهري.

أما البطين الأيمن فينفتح على شريان واحد أيضا وهو الشريان الرئوي من خلال صمام يسمح بمرور الدم من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي وهو الصمام الرئوي. ويتكون كل من هذين الصمامين من ثلاث قطع غضروفية تشكل قرصا يكون مغلقا في الوضع الطبيعي ولا تنفتح إلا عند الضغط العالي للدم وذلك عند انقباض البطينين ولا تحتاج هذه الصمامات إلى حبال كما في الصمامات السابقة بسبب توفر قوة ضغط الدم. أما الأذين الأيمن فينفتح على وريدين بدون صمامات وهما الوريد الأجوف العلوي الذي يدخل الأذين من أعلاه والوريد الأجوف السفلي الذي يدخل الأذين من أسفله.

وأما الأذين الأيسر فينفتح على أربعة أوردة وبدون صمامات كذلك وهي الأوردة الرئوية حيث يخرج من يمين الأذين وريدان يذهبان للرئة اليمنى ويخرج من يسار وريدان يذهبان للرئة اليسرى. وعلى هذا يوجد في القلب أربعة حجرات وأربعة صمامات ويخرج منه ثمانية أوعية دموية منها شريانين اثنين وستة أوردة وسنبين فيما بعد الحكمة من أن عدد الأوردة يزيد على عدد الشرايين.

أما المكون الثاني فهي الأوعية الدموية وقد تم تقسيمها إلى ثلاثة أنواع وهي الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية. فالشرايين تقوم بنقل الدم من القلب إلى مختلف أعضاء الجسم وهي ذات جدار عضلي سميك مكون من ثلاث طبقات لكي تتحمل الضغط العالي عند ضخ القلب للدم من خلالها. والطبقة الوسطى من طبقات جدار الشرايين ذات طبيعة مرنة حيث يتمدد الشريان عند مرور الدم عالي الضغط ويتقلص بعد مروره مما يساعد على دفع الدم إلى الأمام ويحافظ على ضغطه على طول الشريان. أما الأوردة فتقوم بنقل الدم من مختلف أنحاء الجسم إلى القلب وهي ذات جدار ذي ثلاث طبقات ولكنها رقيقة نسبيا وغير عضلية حيث يمر الدم من خلالها عند ضغط منخفض.

وبما أنه لا يوجد مضخة تقوم بضخ الدم الموجود في الأوردة إلى القلب فقد أبدع الله سبحانه وتعالى آليات عجيبة لإرجاع الدم إلى القلب خاصة الدم الموجود تحت مستوى القلب حيث أن الجاذبية تمنعه من الصعود إلى القلب. وقد تم التغلب على هذه المشكلة من خلال طريقة فريدة لا يمكن أن تخطر على بال البشر وهي وضع صمامات في داخل معظم الأوردة بحيث تسمح بمرور الدم باتجاه القلب ولا تسمح برجوعه إلى الخلف.

http://www.55a.net/firas/ar_photo/12486268158.jpg

الشكل يبين صمامات القلب التي تتحكم في دخول الدم إلى القلب

ولكن وجود الصمامات لا يعني أن الدم سيتحرك من تلقاء نفسه باتجاه القلب بل يحتاج لمن يحركه وهنا تتجلى قدرة الخالق سبحانه وتعالى في إيجاد الآلية التي تقوم بذلك وهي عضلات الجسم المختلفة فعندما تتحرك هذه العضلات فإنها تضغط على الأوردة ولا سبيل للدم إلا أن يتحرك إلى الأمام بسبب وجود الصمامات التي تمنعه من التحرك للخلف. وأما الشعيرات الدموية فهي التفرعات النهائية للشرايين والتفرعات الابتدائية للأوردة وتشكل ما نسبته 90 بالمائة من مجموع الأوعية الدموية وهي عبارة عن أنابيب رقيقة لا يتجاوز قطرها عشرة ميكرومترات ولذا فهي لا ترى بالعين المجردة.

ويتكون جدار الوعاء الشعري من طبقة واحدة فقط من الخلايا الطلائية وذلك لكي تسمح بانتشار الغذاء والأكسجين من الدم إلى الخلايا المحيطة به وانتشار ثاني أكسيد الكربون والنفايات الضارة من الخلايا إلى الدم. وكما ذكرنا سابقا فإنه يخرج من القلب شريانان وهما الشريان الأبهر أو الأورطي الذي يحمل الدم المؤكسد الذي يضخه البطين الأيسر إلى جميع أنحاء الجسم والشريان الرئوي الذي يحمل الدم غير المؤكسد الذي يضخه البطين الأيمن إلى الرئة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير