تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إحداهما إلى الأخرى كانت الطريقة هي ذاتها المتبعة للإحراز على منصب أستاذ رسمي.

وقد تميز أساتذة القرويين بلباس خاص بهم، يعتمد على الكساء وعلى البرنس. وكانت ملابسهم من اللون الأبيض. وفي عهد المرابطين والموحدين، خص علماء القرويين بالعطايا، أما في عهد بني مرين ومن أتى من بعدهم من الوطاسيين والسعديين فقد خص العلماء بالمرتبات الكبيرة المنتظمة، وأغدقت عليهم العطايا في مختلف المناسبات، كما أوقفت الأوقاف والأحباس لتغطية مصارف المؤذنين والأئمة والخطباء والطلبة. ورغم أن الأجور قد أثارت جدلا بين الفقهاء في ذلك الوقت باعتبار أن هذا لا يليق برجال العلم، إلا أن ذلك الجدل ما لبث أن وجد تبريرا بأن أموال الأوقاف تضمن الاستقرار للعلماء بعيدا عن التقلبات السياسية التي يمكن أن تمر بها البلاد.

وبمرور الوقت أصبحت الأجور التي يحصل عليها علماء فاس زهيدة جدا ذلك لأنها حددت منذ عهد طويل ولم تتغير رغم الانخفاض المتتالى للعملة، وكانت تترواح بين (15) أوقية و (200) مثقال للشهر، بالإضافة إلى ما كان يقدم لهم كل سنة من هدايا عينية ككسوة كاملة بمناسبة عيد كبير، وكمية متفاوتة من القمح حسب الطبقة التي ينتمي إليها الأستاذ.

وأخيرا كان الأساتذة يسكنون في عقارات حبسية أو إن لم تكن دار شاغرة كانوا يتقاضون تعويضا عن السكن، وبذلك كان أساتذة القرويين يرون أن حياتهم المادية مضمونة تقريبا بمجرد ما يصبحون أساتذة كرسي، كما أن العديد منهم كانوا ينتمون إلى الطبقة الفاسية الميسورة، ويملكون عقارات في المدينة، وكانت الفوائد المنوطة بوظيفتهم تعطى لهم مدى الحياة، لأن مبدأ التقاعد لم يكن معروفا، فكان الأساتذة الطاعنون في السن الذين لم يعودوا يستطعون القيام بالتدريس يستقرون في منزلهم محتفظين براتبهم.

نظام الجامعة

بدأ التعليم في جامعة القرويين منظما، إذ لم يكن يسمح لأي طالب بالالتحاق بالجامعة إلا بعد أن يجتاز شروطا معينة تبين اجتيازه لمراحل التعليم الأولى في الكتاتيب. ولكن لم يكن هناك تقيد بسن محددة لالتحاق الطلاب بالجامعة. كما لم تكن هناك مدة دراسة محددة بسنوات معينة، وإنما تخضع لاستعداد الطالب ومقدرته ورغبته في التعمق والدراسة. أما إذا أراد الطالب الانتقال إلى مستوى أعلى فكان عليه أن يجتاز امتحانا ليتأكد من مقدرته في الاستيعاب. أما عن المناهج الدراسية فكانت حرة وتترك إلى اختيار الأساتذة. وظل الحال كذلك حتى عام1203هـ / 1789 م. عندما فكر السلطان محمد الثالث في سن نظام دراسي معين للجامعة فأصدر مرسوما يطلب فيه من شيخ القرويين تحديد مواد الدراسة والكتب التي يجب أن تدرس.

أما عن الهيكل الإداري للجامعة فقد كانت رئاسة الجامعة تسند إلى قاضي مدينة فاس الذي يمنح الأساتذة الكراسي العلمية بعد الرجوع للسلطان ويراقب ناظر الأوقاف ويصدق على الميزانية، وإليه يرجع الرأي الأخير في الإصلاحات التي تدخل على مباني المسجد وتسمية الأئمة والخطباء والمدرسين ورجال الحسبة. ويلي هذه الوظيفة وظيفة القيم، وهي تقابل وظيفة رئيس القسم اليوم، فكان هناك قيم على كتب الفنون، وقيم على كتب التفسير، أو الأدب وغير ذلك.

ولقد عرفت جامعة القرويين ابتداء من عهد بني مرين عددا من التقاليد فكان هناك نظام العطلة الدراسية الأسبوعية يومي الخميس والجمعة، ثم العطلة السنوية وكانت القرويين تعطل أربعين يوما في الصيف "السمائم"، هذا بجانب شهر رمضان ويوم عاشوراء وأسبوع عيد الفطر وعيد الأضحى، ويوم المولد النبوي الشريف الذي يجرى له احتفال كبير بالجامعة. ومن هذه التقاليد أيضا يوم الختمة وهو اليوم الذي يختتم فيه الشيخ المادة أو الكتاب الذي بدأ فيه منذ زمان.

مكتبة جامعة القرويين

تميزت جامعة القرويين بمكتبتها التي أنشئت مع بداية الجامعة. فوجه أمراء المرابطين والموحدين عنايتهم لتزويد المكتبة بالكثير من الكتب، ولم يكتمل عهد بني مرين حتى كانت مكتبة القرويين تضم العدد الوافر من المصاحف من مختلف الأحجام والأشكال ما بين مكتوب على رق الغزال، ومكتوب على الكاغد الشاطبي القديم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير