ـ[علي العُمَري]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 10:35 م]ـ
التذييل والترفيل لا يحسنان في الأعاريض ولا تستسيغهما الأذن وإنما يحسنان في الضروب, وهذا في الشعر العمودي , وأما في شعر القوافي الدورية فقد يقع.
يقول ميخائيل نعيمة:
زمجري يا رياح ** وانهمر يا مطرْ
سقف بيتي حديد ** ركن بيتي حجرْ
وهو من المتدارك
ولست على ثقة من رواية البيت ولكنه موجود في كتاب الدكتور "غازي يموت" عن بحور الشعر.
ـ[رياض بن يوسف]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 02:08 ص]ـ
أخي الأعز و أستاذي خشان خشان
قلت:
فإني إنما اجتهدت في المتدارك قياسا على المتقارب بسبب أن المتدارك التام لم يرد عليه شعر. بل لأني أعتبره كسائر ما يسمى بالبحور المهملة. ولا يخفى عليك أن ما روي عنه من القديم هو الخبب وأن المزاوجة بين فاعلن32 وفعِلن31 (دون فعْلُن 22) في حشو مجزوءه الأسلس حصلت لاحقا. بل وأن البيت:
جاءنا صالح سالما غانما ..... بعدما كان ما كان من صالح
هو نظم على مقاس التنظير وليس تقعيدا يتكئ على واقع شعري.
.. و نحن هنا لا نختلف لا قليلا و لا كثيرا!! لقد قلت في تعقيبي السابق أن الأذن العربية لم تستعمل المتدارك التام لاستثقالها إياه و هذا ما يفسر ابتكار بعض الشعراء المحدثين للمتدارك المشطور"فاعلن فاعلن=2323 "و أشرت إلى غيض من فيض الشواهد لأنني استحضرتها من ذاكرتي بسرعة و أصابعي على ملامس لوحة المفاتيح و إلا فالشواهد كثيرة غزيرة. أعتقد أن هذه الملاحظة كانت تستحق بعض انتباهك لأنها تعني أن غياب المتدارك بشكله السليم من الزحاف تعود إلى استثقال الأذن العربية له عكس شكله المشطور الذي شاع النظم عليه بشكل لافت في القرن العشرين و عكس شكله الخببي الذي عرف به، و يستحيل فصل شكله الخببي هذا عنه و اعتباره بحرا آخر لأن هذا يعني إقصاء الخبب من نظام الخليل كله أي النظام الدائري الذي تتولد بموجبه البحور عن بعضها. إذا كان الخبب ليس هو المتدارك بل بحرا آخر .. فمن أية دائرة هو؟
.. و هذا كله يعني في المحصلة أن المتدارك بشكل تفعيلته السالم"التام كما درجنا هنا على وصفه" موجوووود و إن لم يوجد إلا متأخرا على كل حال. و اتساءل أيضا و الحديث ذو شجون: إذا قلنا فعلن المخبونة او المقطوعة ألا نقررأن هذا زحاف و الزحاف يعني التحول عن أصل سليم هو فاعلن؟ .. طبعا كلامي هنا من تحصيل الحاصل و لكن مرماه أبعد: إما ان نعد فعلن المخبونة و فعلن المقطوعة أصليتين و إما ان نعدهما مزاحفتين، و الاحتمال الأول مستحيل التحقق بالطبع ( ... ) و لم يتبق لنا إلا الاحتمال الثاني و هو يعني ان الزحاف إنما يكون بالقياس على أصلسالم. و هذا الأصل هو فاعلن .. و كل هذا يعني في المحصلة أن الخبب ما هو إلا المتدارك نفسه في الاستعمال.
و أظن شواهد الدكتور الفاضل عمر خلوف و قد أضاف شواهد من المتدارك التام و مجزوءه تؤكد وجهة نظري هنا.
كنْ مُجيداً لِمدْحِ النبيِّ تنَلْ ما تُحِبُّ، وتبلُغْ بذاكَ الأمَلْ
فمَديحُكَ للمصطفى سبَبٌ لبلوغِ مُناكَ بغيرِ حِيَلْ
فمُحمّدُ أزكى الورى حسَباً وأعزُّ وأرقى الأنامِ عَمَلْ
فعَليهِ صلاةُ إلهِكَ ما مطَرٌ مِنْ خلالِ السّحابِ هَمَلْ
ويقول الحساني حسن عبد الله في ذكرى العقاد:
سيِّداً كانَ، كمْ شاقَنا صوتُه نافِذاً في جَوانحِنا، سيِّدا
كان؟ كلاّ، فما زال، ها هو ذا صوتُهُ في مسامعِنا أمردا
حيثما كنتَ يلقاكَ منه رفيقٌ، إذا ما استعنتَ بهِ أنجدا
لا تقولوا وهِمْتَ، دعوني مع الوهْم أُكْمِلُ في وهْميَ المشهَدا
ومثل ذلك كثير في الشعر المعاصر.
ومن الشكل الثاني: (فاعلن فاعلن فعْلن) قول نازك الملائكة:
وهناكَ انطَوَى سفْرُ واختَتمْنا النشيدَ القديمْ
وغداً ينبُتُ العُمْرُ فوقَ جرحِ الزمانِ الأليمْ
**
ويتيهُ صَدَى الأمْسِ في مدارِ الزمان العميقْ
ونُحسُّ على الكأسِ فَورَةَ الحلُمِ المستفيقْ
إن هذا التساهل في إشباع آخر العروض يلغي الهدف من أصل النظم، وهو مقارنة انتهاء الصدر في المتدارك بمتحرك دون إشباع بانتهاء الصدر في المتقارب دون إشباع، بغض النظر عن حدود التفاعيل. ولم أكن مقررا في ذلك بل متسائلا.
وبمعزل عما تقدم فقد حاولت أن أجد الأبيات التي ينتمي إليها هذاالبيت:
دار سعدى بشحرِ عمان ........ قد كساها البلى الملوان
العزيز خشان:
¥