. و هذا كله يعني في المحصلة أن المتدارك بشكل تفعيلته السالم"التام كما درجنا هنا على وصفه" موجوووود و إن لم يوجد إلا متأخرا على كل حال. و اتساءل أيضا و الحديث ذو شجون: إذا قلنا فعلن المخبونة او المقطوعة ألا نقررأن هذا زحاف و الزحاف يعني التحول عن أصل سليم هو فاعلن؟ .. طبعا كلامي هنا من تحصيل الحاصل و لكن مرماه أبعد: إما ان نعد فعلن المخبونة و فعلن المقطوعة أصليتين و إما ان نعدهما مزاحفتين، و الاحتمال الأول مستحيل التحقق بالطبع ( ... ) و لم يتبق لنا إلا الاحتمال الثاني و هو يعني ان الزحاف إنما يكون بالقياس على أصل سالم. و هذا الأصل هو فاعلن .. و كل هذا يعني في المحصلة أن الخبب ما هو إلا المتدارك نفسه في الاستعمال.
و أظن شواهد الدكتور الفاضل عمر خلوف و قد أضاف شواهد من المتدارك التام و مجزوءه تؤكد وجهة نظري هنا.
أخي الكريم
لنأخذ بيت شوقي وثلاثة تحويرات له
فَعَساكَ بِغُمضٍ مُسعِفُهُ .... وَلَعَلَّ خَيالَكَ مُسعِدُهُ
1 3 1 3 2 2 1 3 ........ 1 3 1 3 1 3 1 3
إنك بالغمض ستسعفه ......... وَلَعَلَّ خَيالَكَ مُسعِدُهُ
2 1 3 2 1 3 1 3 ........... 1 3 1 3 1 3 1 3
فَعَساكَ بِغُمضٍ ستسعفهُ .... وَلَعَلَّ خَيالَكَ مُسعِدُهُ
1 3 1 3 2 3 1 3 ........ 1 3 1 3 1 3 1 3
فعسى يا أخي أن تسعفه ..... وَلَعَلَّ خَيالَكَ مُسعِدُهُ
1 3 2 3 2 2 1 3 ........ 1 3 1 3 1 3 1 3
ولنستعرض وقع الصدر في كل منها
فهو في البيت الأول سائع لا غبار عليه
وهو في البيت الثاني لا غبار عليه
وهو في البيت الثالث مقبول
أما في البيت الرابع فهو نثر لا شعر
وإليك التفصيل من وجهة نظري
1 3 فعلن هذه اثنتان
إحداهما مخبونة فاعلن = ف علن = سبب مزاحف + وتد وهذه تأتي مع فاعلن في نفس البيت
والأخرى فعِ لُنْ = سبب ثقيل + سبب خفيف وهي أقرب ما تكون للفاصلة لولا حرية كل أسبابها في أن تكون خفيفة أو ثقيلة، وهذه يحل محلها في الخبب
فعْلن 22 – وفاعلُ = 2 11
وبعبارة أخرى
فإنه إن تجاورت فعِلُن 1 3 مع فعْلن 22 أو مع فاعلُ 2 11 لم تكن إلا خببية ولا علاقة لأي من هذه التفاعيل مع فاعلن.
وإن تجاوت فعِلن 1 3 مع فاعلن 2 3 فهي مخبونتها ولا علاقة لأي منهما ب فعْلن 22 أو فاعلُ
وهكذا فالخبب ليس من بحور الشعر بل هو إيقاع مستقل بذاته
ولو كانت نسبته لبحور الشعر من خلال المتدارك وأجزت فيه ما لا تجيزه في سواه من البحور متمثلا فيما يلي:
1 – جواز قطع التفعيلة (وكفها – إن جاز التعبير) في الحشو
2 – في حال قطع التفعيلة (أو كفها) يمتنع دخول الأصل فاعلن عليها
وهذا ما بلا يجوز في أي بحر. وإنك بذلك أمام تناقض إذ تنسب الخبب إلى البحور وتخرجه عن خصائصها في آن.
يرد التفريق بين 1 3 و 1 3 تحت عنوان الدرس - الثالث (الإيقاع الأزرق) على الرابط:
http://alarood.googlepages.com/r2.htm
اقتباس:
كنْ مُجيداً لِمدْحِ النبيِّ تنَلْ ... ما تُحِبُّ، وتبلُغْ بذاكَ الأمَلْ
فمَديحُكَ للمصطفى سبَبٌ ... لبلوغِ مُناكَ بغيرِ حِيَلْ
فمُحمّدُ أزكى الورى حسَباً ... وأعزُّ وأرقى الأنامِ عَمَلْ
فعَليهِ صلاةُ إلهِكَ ما .... مطَرٌ مِنْ خلالِ السّحابِ هَمَلْ
ويقول الحساني حسن عبد الله في ذكرى العقاد:
سيِّداً كانَ، كمْ شاقَنا صوتُه ...... نافِذاً في جَوانحِنا، سيِّدا
كان؟ كلاّ، فما زال، ها هو ذا ... صوتُهُ في مسامعِنا أمردا
حيثما كنتَ يلقاكَ منه رفيـ .... ــــــقٌ، إذا ما استعنتَ بهِ أنجدا
لا تقولوا وهِمْتَ، دعوني مع الـ ... ـــــوهْم أُكْمِلُ في وهْميَ المشهَدا
ومثل ذلك كثير في الشعر المعاصر.
ومن الشكل الثاني: (فاعلن فاعلن فعْلن) قول نازك الملائكة:
وهناكَ انطَوَى سفْرُ ... واختَتمْنا النشيدَ القديمْ
وغداً ينبُتُ العُمْرُ ..... فوقَ جرحِ الزمانِ الأليمْ
**
ويتيهُ صَدَى الأمْسِ .... في مدارِ الزمان العميقْ
ونُحسُّ على الكأسِ ... فَورَةَ الحلُمِ المستفيقْ
اقتباس:
الحديث ذو شجون
فعَليهِ صلاةُ إلهِكَ ما .......... مطَرٌ مِنْ خلالِ السّحابِ هَمَلْ
فعِلُن فعِلُنْ فعِلن فعِلنْ ......... فعِلُن فاعلن فاعلن فعِلنْ
هنا فعلن هي مخبونة فاعلن، فتحل إحداهما محل الأخرى ولا علاقة لها ب فعْلُنْ
ولو كانت فعِلُن واحدة في الخبب والمتدارك لجاز أن تحل محلها فعْلن هنا
ليصبح النص
¥