تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المستعارة في لغتهم مثال ذلك كلمة القاضي صارت في الإسبانية ( ALCALDE ) ومما يدل أيضا على أن الضاد كانت في نطقها العتيق قريبة من اللام أن الزمخشري ذكر في كتاب المفصل أن بعض العرب كانت تقول: ج (الطجع) بدل (اضطجع) 0 ونشأ نطق الضاد عند البدو من نطقها العتيق بتغيير مخرجها من حافة اللسان إلى طرفه ونطقها عند أهل المدن نشأ من هذا النطق البدوي بإعماد طرف اللسان على الفك الأعلى بدل تقريبه منه فقط فصار الحرف بذلك في نطقه شديدا بعد أن كان رخوا " [13] وعليه يرى براجستراسر أن هذا تطو رفي الحرف حسب حالة معينة، وهذه وجهة نظر لا تخلو من الصواب، إلا أننا نصطدم بحقيقة لامفر منها وهي، أن حرف الضاد لابد أن يخرج كما فصل فيه العلماء الأولون وإلا حدث خلل ليس في الكلام العادي ولكن عند قراءة القرآن الكريم وليس في حالات الضاد كافة ولكن في حالات الضاد الساكنة، ولم اكتف بما كتبه الكتاب عن هذا الحرف بل ذهبت أستقصيه فاستمعت إلى قراءات كبار القراء مدققا الاستماع ثم سألت عن افضل المتمكنين في قراءة القرآن وتعليمه وإخراج حروفه من مخارجها بالطريقة المثلى، والتقيته ش وتحدثت معه حديثا مطولا عن هذا الحرف وناقشنا أوضاعه حسبما ورد عنه من أوصاف عند العلماء فتبينت حقيقته مشافهة، ووجدت أن الضاد التي ننطقها بالصوت المعروف في مصر وبلاد الشام غير صحيحة بل هو الصوت البديل والأسهل للضاد الحقيقية او العتيقة كما سماها براجستراسر، ولذلك فإن صوت الضاد الحقيقي ينتج عن قرع حافة اللسان أصول الثنايا العليا من الجهة اليسرى على الأكثر واليمنى على الأقل، وبالتحديد فأن اللسان يقرع أصول ثلاثة من الأسنان هي (الرباعي، والناب، والضاحك) وهي الأسنان الثلاثة التالية للثنايا يمنة، أو يسرة وهنا يظهر حرف الضاد الحقيقي المعروف عند العرب قديما وهو يشبه إلى حد ما حرف الضاد الذي ينطق في مصر وبلاد الشام اليوم ولكنه ليس هو، لأن الحرف المنطوق اليوم يخرج نتيجة لالتصاق بطن اللسان أو معظمه بالسقف الملاصق لأصول الثنايا فربما خرج ممزوجا بالدال، أو الطاء، أو اللام، مع أن ما فصله العلماء فيه يعطيه الوضع الأتم " واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعسر على اللسان غيره والناس يتفاضلون في النطق به فمنهم من يجعله ظاء مطلقا لأنه يشارك الظاء في صفاتها كلها ويزيد عليها بالاستطالة فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى لمخالفة المعنى الذي أراده الله تعالى؛ إذ لو قلنا: (الظالين) بالظاء كان معناه الدائمين وهذا خلاف مراد الله تعالى وهو مبطل للصلاة لأن الضلال بالضاد هو ضد الهدى كقوله تعالى: " ضل من تدعون إلا اياه " الإسراء 67 و " ولا الضالين " الفاتحة 7 ونحوه بالظاء هو الدوام كقوله تعالى: " ظل وجهه مسودا " النحل 58 وقد حكى ابن جني في كتاب التنبيه وغيره أن من العرب من يجعل الضاد ظاء مطلقا في جميع كلامهم وهذا غريب وفيه توسع للعامة، ومنهم من لا يوصلها إلى مخرجها بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة لا يقدرون على غير ذلك 000 ومنهم من يخرجها لاما مفخمة 000 وإذا أتى بعد الضاد حرف إطباق وجب التحفظ بلفظ الضاد لئلا يسبق اللسان إلى ما هو أخف عليه وهو الإدغام كقو له تعالى: " فمن اضطر " البقرة 173، وقوله: " ثم اضطره " البقرة 126، وإذا سكنت الضاد واتى بعدها حرف من حروف المعجم فلا بد من المحافظة على بيانها وإلا بادر اللسان إلى ما هو أخف منها نحو قو له تعالى: " أفضتم " 198 البقرة، وقو له: " خضتم " 69 التوبة " [14] ويرى ابن كثير في تفسيره خلاف ما يراه ابن الجزري في تمهيده فيرى: "أن الصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير مابين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما، وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، ومخر ج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ولأن كلا من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة ومن الحروف المطبقة فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك " [15]، وخلاصة القول: فإن حرف الضاد من الحروف التي يجب تعليمها من الصغر للناشئة حتى لا تثقل عند الكبر، وحرف الضاد من الحروف التي من حقها الإظهار وقد تبدو سهلة عندما تكون

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير