ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 06:02 م]ـ
لا أريد أن أعيدكم إلى الوراء
ولكن لماذا تتشبه بالطبيب ما دمت طبيبا "في قولك أنا كطبيب"
والسؤال عن الشاهد إنما يكون إذا ادعينا في اللفظ معنى غير معناه، أو تركيبا غير تركيبه، كمن يدعي أن المبتدأ منصوب أو أن الفاعل مجرور، فهو مطالب بالشاهد.
أخي العزيز الشاهد النحوي يطلب في غير ما ذكرت ولك أن تسأل وليس هذا محط نقاشنا
وسؤال آخر: هل تعلمون أحدا قبل الهلالي خطأ هذا الاستعمال؟
وإنما قلت ذلك لأن الاستعمال مشهور من قبل الهلالي بمدة، ومعلوم كذلك أن الهلالي متشدد في هذا الباب. هذه الكاف أدخلها المترجمون غير المحترفين
فهي حديثة الاستخدام وقد فطن لها العلامة -رحمه الله-
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 06:30 م]ـ
التشبيه هنا بمطلق الطبيب للتجريد كما سبق بيانه، وسؤالك وارد أيضا على قولنا (أنا كأي طبيب)، وقد اتفقنا على جوازه.
وقد رأيت في فهرس مجلة المجمع أن هناك بحثا عن هذه الكاف لعبد الله كنون، فيا ليت من اطلع عليه يفيدنا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 06:32 م]ـ
وبالمناسبة هل وقف أحدكم على شاهد لقولنا (أخي العزيز)، أو قولنا (الإخوة الأفاضل)، أو قولنا (إخواني الكرام) أو قولنا (الأعضاء المحترمون) أو نحو هذه الاستعمالات الشائعة؟
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 06:40 م]ـ
السلام عليكم
لو استبدلت بالكاف كأن
فقلت بدلا من أنا كطبيب أصف هذا الدواء.
أنا كأني طبيب أصف هذا الدواء.
تماما كما تقول
زيد كالأسد
أو زيد كأنه الأسد
هل يستويان.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 06:40 م]ـ
أخي العزيز الشاهد النحوي يطلب في غير ما ذكرت ولك أن تسأل وليس هذا محط نقاشنا
بل هو محل نقاشنا بعينه، فيا ليتك تخبرني بالموضع الذي يطلب له الشاهد والموضع الذي لا يطلب.
وإنما قلت إنه محل نقاشنا بعينه لأنك تطالبني بالشاهد وأنا أقول إنه على بابه لا يحتاج إلى شاهد.
فصار النقاش إلى بيان ما يحتاج إلى شاهد وما لا يحتاج، فتأمل.
أتعلم أين لب المشكلة؟
لب المشكلة أننا مختلفون أصلا في فهم هذه العبارة الشائعة، فأنت تفهمها على معنى وأنا أفهمها على معنى آخر، فقول القائل (أنا كطبيب) أنت تظن أنه غير صحيح لأنه طبيب أصلا فلا معنى لتشبيهه بالطبيب وهو طبيب، ولو تأملت في هذا الفهم لعلمت أنه لا يتعلق بالنحو أصلا؛ لأننا لو قلنا (الماء كالماء) كان كلاما مضحكا لا معنى له، مع أنه صحيح التركيب بلا نزاع.
أما لو قلت مثلا: (هذا السائل كماءٍ يطفئ النار، وكمشروب يذهب العطش، وكغذاء يذهب الجوع)، وفي الكلام تقديم وتأخير، والمراد (هذا السائل يطفئ النار كأي ماء، ويذهب العطش كأي مشروب، ويذهب الجوع كأي غذاء) مع أن السائل المذكور ماء أصلا، وهو أيضا مشروب، وهو أيضا غذاء، فتأمل.
المقصود من التشبيه هو التجريد كما قلت لك سابقا، ومعنى ذلك أنك تتصور في ذهنك شيئا مجردا هو (طبيب)، وتشبه هذا الشخص به، فكأنك قلت (أنا أقول كذا وكذا، وهذا القول صادر مني كما يصدر من أي طبيب، أو كما ينبغي أن يقول الطبيب، أو كما يجب أن يكون عليه الطبيب).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 06:48 م]ـ
السلام عليكم
لو استبدلت بالكاف كأن
فقلت بدلا من أنا كطبيب أصف هذا الدواء.
أنا كأني طبيب أصف هذا الدواء.
تماما كما تقول
زيد كالأسد
أو زيد كأنه الأسد
هل يستويان.
لا يستويان؛ لأن التشبيه في الجملة الثانية بشيء حاضر في الذهن، فكأنه قال: طبيب بعينه.
وذلك كما لو قلت: أنا أصف هذا الدواء كأني طبيب معين.
وهذا المثال الذي تفضلت بذكره يجعلنا نستحضر ما يفيد صحة المثال الذي معنا.
لأنك لو قلت: (الأسد هجم كأسد) صح التشبيه ويكون المقصود أنه اجتمع فيه كمال الأسدية، أي أنه أسد حق لا يعتريه خور ولا ضعف.
وكما تقول أيضا: (حارب كرجل)، و (قاتل كرجل)، ونحو ذلك.
ويكون المقصود أنه اجتمع فيه كمال الرجولة، أي أنه رجل شجاع لا يعتريه جبن ولا نكوص.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 09:07 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا، وجزاكم الله خيرا على هذا الجهد الكبير والصبر الجميل.
شيخي أبا مالك، بارك الله فيك.
لم نتفق على شيء مما قلت إننا متفقون عليه؛ لأني لا أرى شيئا من تلك العبارات صوابا في كلام العرب، بل أراها كلها حشوا لا داعي إليها ولا فائدة منها، فهي كلها من التطويل بلا فائدة. فإذا قلنا مثلا: وقع وزير العمل على كذا، وخرج إلى منزله وقبل أبناءه وفعل كذا وكذا ونام، كان هذا معنى ما ذكرته تماما، فما الفائدة من تلك الكافات الكثيرة؟ ولهذا قلنا: إن هذه الكاف من أخطاء الترجمات الركيكة؛ إذ لا يحتاج إليها في العربية من الأساس، فلا داعي لتعليلها وتحليلها لغويا. فهي إلى جانب كونها خطأ لا يضيف جديدا إلى المعنى.
وهذه المجادلة ذكرتني بأخت لها هنا حول عبارة (تم فعل كذا) بدل (فُعِل كذا)،فهي مثلها سواء. فإذ وجدتها فابعثها من مرقدها؛ فإني أحب أن أعيد النظر فيه بعد هذه المدة الطويلة.
ما رأيك أن نبحث عن البحث المهم الذي أشرت إليه، ثم نحتكم إليه؛ فصاحبه من العلماء الثقاة عند الجميع؟ أليس كذلك؟
وما لك لم تعلق على بحث د. مروان في النافذة المجاورة لهذه؟ أحب أن أسمع رأيك فيه. إن لم يكن في ذلك إثقال عليك.
¥