وليس معنى انتشار اللغة الأنجليزية في أقطار كثيرة يعني تقدمها علىاللغة العربية،ونحن نعلم جميعا أن المعادن كثيرة، لكن الذهب أنفسها بين المعادن رغم ندرته،فقياس الكثرة لايعني التفوق البتة0
وعلماء اللغة والمعاجم يسعون لتفسير الكلمات حديثة النشوء في هذا العالم الذي أصبح كالقرية الصغيرة، ولايعني هذا أنه إضافة جديدة للغة، بل هو تفسير لفظ جديد وفق مقاييس اللغة،والكلمات التي ذكرها الأحمدي وأشار الى أنها أضيفت لقاموس أكسفورد (000بيفايز وكوبوبس وبوتوكس وفياجرا ومينجنج وسارس ... !!!) اهـ، هل يعقل أن نعدها شواهد لتفوق اللغة الأنجليزية علىاللغة العربية؟
وعند رغبتنا بتفسير كلمة فياغرا مثلا، هل يصعب علينا أن نقول هو: عقار كيميائي طبي!، أوعندما نفسر كلمة سارس فنقول: هو مرض رئوي حديث،أم نفسر مفرد الكلمة صرفيا؟
في القديم وصف العالم ابن دقيق العيد رحمه الله كلام ابن سبعين الصوفي بقوله: "هو كلام تعقل مفرداته ولاتفهم مركباته"،وما أشبه الليلة بالبارحة!
واذا كان الأحمدي أو غيره ممن يملكون مقومات النقد وتشخيص القصور في اللغة،فمن الواجب أن يعرضوا الحلول التي يرونها ممكنة،وألا يقفوا على انتقاص اللغة العربية فحسب،لأن هذا النهج والمسلك هو عين القصور في ذات الناقد!
وقد قلتُ سابقا: " ورغم عدم معرفتي بالكاتب إلا أن التفريق بين الشخص ومقاله هو أدنى مراتب الإنصاف "، ولازلت على هذا الرأي،لأنه الصواب في نظري، أما الإحتجاج بأنه من أبناء هذه اللغة، فليس كل ابن بار، فربما يكون الإبن عاقا لوالديه، لذا نجد في الأمثال العربية: رب أخ لم تلده أمك، ومفهوم هذا المثل أنه ربما يكون عدوك من تلده أمك!
خلاصة الكلام: مادامت اللغة العربية قادرة منح العربي القدرة علىالتعبير عن كل مايدور في ذهنه وفكره وقدرته في سائر فنون الكتابة فهذه شهادة كمالها، و هذا الشرط متحقق في اللغة العربية، أما تفسير الكلمات الغربية وغيرها فهو فضلة وزيادة معرفة حسب الحاجة لا أكثر، وإذا كان هناك من يخالف هذا الرأي فالأجدى به أن يطالب بدمج المعاجم الغربية مع المعاجم العربية، ولكن 00دون ذلك خرط القتاد 0
واسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى
والسلام
ـ[أمل]ــــــــ[13 - 07 - 2003, 08:12 م]ـ
أستاذي الفاضل أبو سارة
فلنتفق أولاً على ما يلي:
كلنا نحب لغتنا ونعتز بها، ونريد لها أن تكون اللسان الأول في العالم ..
تعبيرنا عن هذا الحب يختلف، كما تختلف شخصاياتنا ..
أنا أعبر عن حبي للغتي بالتغني بها (ويحق ذلك لي)
وغيري يعبر عن حبه بالحث على رفع مكانتها، وتطويرها من حيث يظنها تحتاج التطوير ..
ما أقصده أن الرجل (الأحمدي) وهذا ظني فيه ابن بار بلغته، وكلامه عن وجوب وجود معاجم جديدة تستوعب مستجدات الحياة ليس عقوقاً بحق لغتنا (حسبما أرى)
لغتنا (حتى في أحلى صورها وأبلغها القرآن الكريم) استوعبت مستجدات العصر فأدخلتها: كالصلاة (بمفهومها الجديد، والجهاد، والزكاة، واستوعبت القادم من لغات أخرى كالاستبرق مثلاً ..
ما يريده الأحمدي أن يكون عندنا معاجم تضم كلمات جديدة نعربها أو نترجمها عوضاً عن أن نستخدم مستجدات الغربيين، ولعلك تلاحظ أننا في مجالات العلوم التطبيقية لا نكاد ننطق جملة كاملة دون الاستعانة بكلمات أجنبية، الرجل يريد فينا حمية للغتنا تجعلنا نبحث عما لم تستوعبه بعد فنصطنعه فيها ..
أهو ابن عاق بهد هذا؟!
أقول قولي هذا وأقدر جداً غيرتك على لغتنا الحبيبة
حفظ الله لها محبيها أمثالك
ـ[أبو سارة]ــــــــ[15 - 07 - 2003, 07:39 ص]ـ
أختي الفاضلة/ أمل حفظها الله ورعاها
نعم (وجود معاجم جديدة تستوعب مستجدات الحياة ليس عقوقاً بحق لغتنا)
ولكن هناك معاجم حديثة كثيرة تعالج هذا الموضوع وهي مطبوعة ومتداولة،منها معجم "كلمات ومعان" للأستاذ/عبدالوهاب هزاع،قال الدكتور عماد الصباغ في مقدمته مانصه:
(000مكتبتنا العربية مازالت تفتقر الى كتب موسوعية تهدف الى توفير معانٍ مبسطة وسهلة للمصطلحات الشائعة في عالم اليوم، لذلك يأتي "كلمات ومعان" ليضيف الكثير الى مكتبتنا العربية000) 0
وأيضا "المعجم المفصل في فقه اللغة" تأليف-مشتاق عباس معن،وقد أضاف إليه موضوع الصوتيات، وجمعه من443 مصدر،وهو مصدر مهم في التعريفات والتراجم لكل مايختص بفقه اللغة0
وأنا لم أقل أن الأحمدي ابن عاق للعربية،ومعاذ الله أن أقول هذا،وأنا لاأعرف الرجل ولم اقرأ له شيئا من قبل، وإنما هو توضيح لقولكِ (أن الأحمدي ابنها وأنه إنما أراد خيرها) 0
أما قولكِ (ولعلك تلاحظ أننا في مجالات العلوم التطبيقية لا نكاد ننطق جملة كاملة دون الاستعانة بكلمات أجنبية)
فهذا صحيح، لأن الوالد أحق الناس بتسمية مولوده الجديد!
ونحن نستعمل ماتولد لنا منهم،فلا بد أن ننادي مولودهم بما أسموه به!
وهم ينادون مولودنا بما نسميه لهم! ولكن ليس لدينا مواليد هم بحاجة لها!
أليست هذه المعادلة منطقية؟
ومع كل هذا، يبقى لسان العرب لابن منظور خارج نطاق النقد، لأنه في فلك مغاير لما نتحدث عنه، ولازال في العرب من هو قادر على اللحاق بالركب ومواكبة الحديث في دنيا المعاجم، كالمعاجم التي ذكرتُها أعلاه، ولكل عصر دولة ورجال0
وربما يأتي يوم نضيف به كلمة نساء على هذا المثل حسب التطور الحاصل الآن، فسيصبح المثل، ولكل عصر دولة ورجال ونساء!
ولاتستبعدي ذلك،فاليوم 00لامستحيل!
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ودمتي أختا عزيزة0
ولكِ تحياتي
¥