تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد أَفْرَدَ الطَّبَريّ في تفسيره عُنْوانَاً حول هذا المَوْضُوع: " القَوْل في البيان عن الأَحْرُف التي اتفقت فيها ألفاظ العَرَبِ وألفاظُ غيرها من بَعْض أجناس الأُمَم" (). فقد انطلق من مَبْدَأ اتِّفاق تَوارُد اللغات في القُرْآن، وهو يَرَى أنْ نُحدِّدَ أنَّ الَّلفْظ الأَعْجَمِيّ اتَّفَقَ في لفظه ومعناه مع العَرَبيّ, فيقال عَرَبِيُّ وأعْجَميُّ أو حَبَشيُّ, استَعملتْه كل أمَّة، وهذا المبدأ يقوم على أنَّ "في القُرْآن من كل لسان (). وقد احتجَّ هذا الفريق بالآيات القُرْآنية التي تَنُصُّ صراحة على عَرَبِيَّة القُرْآن الكريم، فقد بَلَغَ عدد الآيات التي نَصَّت على عَرَبِيَّة القُرْآن إحدى عَشْرة آية () ومنها قوله تعالى: " إنَّا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" (الزخرف:3).

ويَقفُ أحمد بن فارس (ت 395هـ) مَوْقفاً مُتَشدِّدَاً بشأن من يَرَى أنَّ في القُرْآن ألفاظاً أَعْجَميَّة، وهو يَتَبَنَّى مَوْقِف أبي عبيدة: "فالقَوْلُ ما قاله أبو عبيدة بوضوح عند تَأْويله له" () ويقول: " إنَّ القُرْآن لو كان فيه من غِيْر لُغَة العَرَبِ شيء، لتَوَهَّم مُتَوهِم أنَّ العَرَب إنما عَجِزَت عن الإتْيان بمِثله؛ لأنَّه أتَى بلُغَات لا يَعرفُونَها وفي ذلك ما فيه" ().

ومن المُحْدَثِين أحمد محمد شاكر في مُقَدِّمَة كتاب "المُعَرَّب للجواليقي" الذي يقول مُعَلقَاً على كلمة القُِرطَاس في أنَّ أصلها عَرَبِيُّ:" هذا قَوْل شاذُّ، لم يَحْكِه غير المُؤَلف فيما أظن، والقَرْطَاس كلمة قُرْآنيَّة، () وعبد العال سالم مكرم ().

وخُلاصَة القَوْل: أنَّ القُرْآن الكريم فيه خمسون من لُغَات العَرَب، ولغات غيرهم، لكنها غَدَت جُزْءَاً لا يَتَجَزَّأ من العَرَبِيَّة؛ لأَنَّها جَرَت على أوْزَانِها، وخَضَعَت لمقاييسها، حتى تَأصَّلت في الِّلسان العَرَبيّ. والألفاظٍ المُعَرَّبة في القُرْآن الكريم، لا تَخِلُّ بعربيَّة لسانه، ولا تَخِلُّ بقداسته أو إعجازه.

والحقيقة التي لا مِراءَ فيها هي" أنَّ بلاغةَ الأَلْفَاظِ المُعَرَّبةِ التي دخلت القُرْآن الكريم، إنَّما كانت في نفسها، حيث لا يقوم مقامها لفظ، ولا يُغْني غيرها عنها في مَوْقِعها من نَظْمِ الآيات" ().

الاتجاه الثَّالث:

وهو الذي أَخْتَارُهُ وهو ما ذَهَبَ إليه أبو عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ)، والقائل بوقوع المُعَرَّب في القُرْآن الكريم. حيث وفَّق بين الرأيين السابقين، قال: " والصواب عندي – والله أعلم – أنَّ هذه الأَحْرُفَ أصُولُها أَعْجَميَّة، إلاَّ أنَّها سَقَطت إلى العَرَبِ فعرَّبتْها بألسنتِها وحَوَّلتْها عن ألفاظ العَجَم إلى ألفاظِها فصارت عَرَبِيَّة ثم نزل القُرْآن، وقد اختلطت هذه الأَلْفَاظ بكلام العَرَبِ، فمَنْ قال بعربيَّتها فقد صَدَقَ، ومن قال عَجَميَّة فقد صدق ().

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 11:04 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اشكر جزيل الشكر كل من ساهم في توضيح هذا الموضوع الذي عدّه بعض العلماء موضوعا شائكا لاختلاف الاراء حوله

واخص بالشكر استاذي العزيز محمد سعد على ما اتحفنا فيه من عموم الاراء ولنا في علمائنا القدوة الحسنة بأن نقتدي بهم والاخذ بالراي الذي نجد فيه شفاء لعلتنا

كما واشكر أخي العزيز مصطفى سعد على ما اتحفنا فيه بارائه التي انتجت لنا هذا التلخيص الشافي في المعرب والدخيل والمولد .........

كما واشكر جميع من شارك وشاهد تلك المداخلات

ـ[حسن عريضي]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 01:18 م]ـ

شکرا جزيلا يا أخي الکريم علي إرشادک لي. لکن أردت أن اعرف ما أصل الکلمات وکيف عُرّبت؟

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 11:12 م]ـ

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

اسف على التأخير وذلك لظروف

أما بالنسبه للكلمات واصلها فهي موجوده في كتاب السيوطي المهذب فيما وقع في القران الكريم من المعرّب وهذا رابطه

http://r3s4.net//download.php?filename=d99f319d2a.rar

ـ[محمد العتيبي]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 01:52 ص]ـ

جزاكم اللهُ خيراً على المعلومات المفيدة

للشيخ الدكتور محمد رواس قلعةجي كتاب ماتع في هذا الموضوع اسمه (لغة القرآن) لم أرَ مثله بصراحة.

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:29 ص]ـ

الاخ العزيز اذا كان هناك رابط للكتاب (لغة القران) فالرجاء ارساله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير