يا ديار الحبيب يا أنس قلبي **** عدل الدهر في الهوى أو جارا
يا بقاع الأنوار من فيض ربي **** حدثيني عن الرسول جهارا
9ً ـ صفاته التربوية:
كان رحمه الله مربياً شديد الملاحظة والمتابعة، لا تكاد تفوته كبيرة ولا صغيرة من حركات مَن هم في دائرة تربيته وتوجيهه، وكان من أساليبه التربوية إلجاء مَن يشرف على تربيتهم إلى ممارسة الأمور التي يحرص أن يربيهم عليها، من أعمال وأقوال وتعليم وتوجيه. وكان أخشى ما يخشاه أن يُصاب من هو في دائرة تربيته بالغرور بنفسه فيستكبر أو يقنع بما وصل إليه فلا يتابع مسيرته متنامياً متكاملاً. وكان من أساليبه التربوية أيضاً تصيد أيِّ حدث يمكن الاستفادة منه لتربية العقائد والمفاهيم الإسلامية وتثبيتها وتعميقها.
10ً ـ وفاته:
أصيب الشيخ بجلطة قلبية، نتيجة الإجهاد والتعب المتواصل، وما يحمل من هموم الأمة وآلامها ولكنها مرت بسلام، إلا أن همة الشيخ وصحته لم تعد كما كانت من قبل، وفي فجر الاثنين في 14ذي القعدة /1398 هجرية الموافق 16/ 10/1978م التحق الشيخ بالرفيق الأعلى عن عمر ناهز السبعين عاماً، وكان قد أزمع السفر إلى مكة المكرمة، لحضور مؤتمر من مؤتمرات رابطة العالم الإسلامي، ثم الحج إلى بيت الله الحرام، وما إن أشيع النبأ حتى عم الحزن والأسى بلاد الشام قاطبة، وتقاطرت الوفود من كل الجهات لتشييع جنازته، التي كانت جنازة ضخمة مشى فيها مئات الآلاف من محبي الشيخ وطلابه وعارفيه، وصُلي عليه في الجامع الأموي الكبير في قلب دمشق، ثم دُفن في حيِّه حيِّ الميدان بجوار المسجد الجامع الذي سعى في إنشائه وإعماره والذي سُمي فيما بعد جامع الحسن.تغمد الله الشيخ حسناً بواسع رحمته، ورفع مقامه في عليين، وجزاه عن جهاده ودعوته وتعليمه أفضل ما يُجازى العاملون، وجمعنا به مع أشياخنا وأحبابنا في مستقر رحمته، تحت لواء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[20 Dec 2006, 02:52 ص]ـ
الشيخ: عبد الرحمن حبنكة الميداني
مولده وتعليمه:
ولد الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة في دمشق بحي الميدان سنة 1927م / 1345 هـ، ونشأ في بيت علم ودعوة تحيط
به ظروف قلَّما تيسَّرت لغيره، فهو سليل إحدى العائلات الدمشقيّة العريقة التي عُرِفت بالعلم، وهو والعلم والدعوة - بدءًا من نشأته الأولى منذ ما يزيد عن ستين عامًا - توءمان لا يفترقان، وكان لوالده الشيخ حسن حبنكة فضل تربيته وتأديبه وتعليمه.
درس الشيخ عبد الرحمن في "معهد التوجيه الإسلامي"، الذي أنشأه والده رحمه الله، وتخرج فيه عدد من علماء دمشق المعروفين .. كالشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والشيخ الدكتور مصطفى سعيد الخنّ، والشيخ حسين خطَّاب رحمه الله، والدكتور مصطفى البغا، وغيرهم.
ثم درس الشيخ في الأزهر الشريف، وعمل بعد تخرجه في مديرية التعليم الشرعي التابعة لوزارة الأوقاف السورية، ثم عضوًا لهيئة البحوث في وزارة التربية والتعليم في سوريا، ثم انتقل إلى السعودية بعد عام 1967م ليعمل أستاذًا في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، ثم أستاذًا في جامعة أم القرى في مكة قرابة ثلاثين عامًا.
من مؤلفاته:
قدّم الشيخ عبد الرحمن حبنكة كتبا قيمة زادت على الثلاثين كتابا أثرى بها المكتبة الإسلامية والفكر الإسلامي؛ حيث تعدَّدت إسهاماته وتنوعت في مجالات متعددة: في العقيدة، والدعوة، والأدب، والأخلاق، والدراسات القرآنية، وسلسلة أعداء الإسلام: "اليهود – الشيوعية – التيارات المعاصرة – الغزو الفكري"، وغيرها، ونذكر من كتبه ما يلي:
- العقيدة الإسلاميَّة وأسسها. -
الأخلاق الإسلاميَّة وأسسها. -
قواعد التدبُّر الأمثل لكتاب الله. -
أمثال القرآن وصور من أدبه الرفيع. -
مكايد يهوديَّة عبر التاريخ. -
صراع مع الملاحدة حتى العظم. -
أجنحة المكر الثلاثة. -
ديوان "ترنيمات إسلاميَّة"، شعر. -
ديوان "آمنت بالله"، شعر. -
ديوان "أقباس" في منهج الدعوة وتوجيه الدعاة. -
ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة. -
مبادئ في الأدب والدعوة. -
معارج التفكر ودقائق التدبر. -
نوح عليه السلام وقومه في القرآن. -
تدبر سورة الفرقان. -
روائع من أقوال الرسول. -
الصيام ورمضان في السنة والقرآن. -
براهين وأدلة إيمانية. -
¥