تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إخلاص ساعة نجاة الأبد]

ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 Jan 2007, 11:44 ص]ـ

[إخلاص ساعة نجاة الأبد]

رضوان حمدان كتب "قال الغزالي رحمه الله "فلذلك قيل: من سلم له من عمره لحظة خالصة لوجه الله نجا, وذلك لعزة الإخلاص وعسر تنقية القلب عن الشوائب" إن الأمة المسلمة لا تخلو من الخير فهي أمة الخير إلى يوم الدين وما يصيبها اليوم إنما هو مرض لا تلبث أن تتعافى منه بالرجوع إلى صيدلية الإسلام، ومن أنجع الدواء اليوم "الإخلاص" في النية والقول والعمل ..

اهتم الإسلام بعمل الباطن (القلب) اهتماما كبيراً وبنى عليه عمل الجوارح (الظاهر) فلا يصلح الظاهر إلا بصلاح الباطن, وأهم أعمال الباطن "الإخلاص" والذي هو شرط لقبول الأعمال الصالحة عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه: (إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب (. رواه مسلم ودليل إرادة التوحيد أن الله تعالى ذكر بعد الأمر بالعبادة إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهي من أعمال الجوارح ومن أهم أعمال الجوارح , أفردتا لبيان أهميتهما أولا , ولتكونا نموذجين ومثلين لأعمال الجوارح الظاهرة؛ فالصلاة عبادة البدن والزكاة عبادة المال وباقي أعمال الإسلام إما بدنية وإما مالية وإما تجمع بينهما , فكانت الصلاة والزكاة نموذجين تامين لباقي الأعمال. إن الله تعالى عندما يذكر العبادة ويأمر بها يقرنها بالاسم العَلَم على الذات الإلهية " الله " الاسم الجامع لكل أسماء الله وصفاته ولم يذكر تعالى اسما آخر مع العبادة والأمر بها. يقول تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورا ً} النساء 36 {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ} الزمر2 {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي} الزمر 14 ولا تجد في القرآن الأمر بعبادة الرحمن أو الملك أو القدوس ... الخ. فاسم "الله" دالٌ بذاته على التوحيد {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا ً} مريم 65 إن الدعوة إلى التوحيد مقترنة بالإخلاص فلم يأمر تعالى أن نخلص في توحيدنا له سبحانه بمعنى لم يقل وما أمروا إلا ليعبدوا الله ويخلصوا بل جاء الإخلاص بصيغة "التلبُّس" بمعنى لا توحيد بلا إخلاص فإذا لم يكونوا مخلصين فهم غير موحدين. وهذا هو الأساس الذي يبنى عليه الدين كله، {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} التوبة 109 وكل بناء لا يقوم على قواعد سليمة ومتينة لا يوشك حتى ينهار ويسقط ولن يصمد أمام أبسط الهزات والحركات، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} الحج11 وكان هذا هو السر في أن جعل الإخلاص مع التوحيد في هذه الآية ولم يجعله مع إقام الصلاة وإيتاء الزكاة , لأن متانة البنيان بمتانة قواعده والعكس صحيح. هنا يكون الدين القائم الثابت الراسخ المعتدل المستقيم، إن علماءنا الأجلاء أدركوا هذا الأمر واعتنوا به عناية فائقة فكانوا يصدرون به أعمالهم، فالبخاري رحمه الله يبدأ جامعه الصحيح بالحديث الجليل الصحيح الذي رواه عن عمر بن الخطاب ,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير