تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الصلح في اللغة والقرآن والسنة وأقوال العلماء في ذلك. doc]

ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[21 Jun 2007, 08:40 ص]ـ

الصلح في اللغة والقرآن والسنة وأقوال العلماء في ذلك

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ?، ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ? ()، ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً? ()، ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً، ()، وبعد إن الناس في هذه الحياة على اختلاف ألوانهم وتباين لغاتهم وتباعد أقطارهم بعضها عن بعض لم يعلم عن أحد منهم في وسط المعمورة ولا في أرجائها أنه لم يحدث بينهم خصومات ومنازعات، فلذا شرع الإسلام، الصلح وحثَّ عليه ورغب فيه مادام لا يحل حرامًا، ولا يحرم حلالا، وجعل المصلح حاكماً نافذاً حكمه لأنه يقضي علي المنازعات التي من شأنها أن تشيع الحقد والكراهية في قلوب الناس وتفسد ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة، التي تحلق الدين، وإصلاح ذات البين أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

الصلح في اللغة

قال ابن منظور: صلح، الصلاح ضد الفساد صلح يصلح و يصلح صلاحا وصلوحا وأنشد أبو زيد فكيف بإطراقي إذا ما شتمتني وما بعد شتم الوالدين صلوح وهو صالح وصليح الأخيرة عن ابن الأعرابي والجمع صلحاء وصلوح وصلح كصلح قال ابن دريد وليس صلح بثبت ورجل صالح في نفسه من قوم صلحاء ومصلح في أعماله وأموره وقد أصلحه أو ربما كنوا بالصالح عن الشيء الذي هو إلى الكثرة كقول يعقوب مغرت في الأرض مغرة من مطر وهي مطرة صالحة وكقول بعض النحويين كأنه ابن جني أبدلت الياء من الواو إبدالا صالحا وهذا الشيء يصلح لك أي هو من بابتك و الإصلاح نقيض الإفساد والمصلحة الصلاح والمصلحة واحدة المصالح والاستصلاح نقيض الاستفساد وأصلح الشيء بعد فساده أقامه وأصلح الدابة أحسن إليها فصلحت وفي التهذيب تقول: أصلحت إلى الدابة إذا أحسنت إليها و الصلح تصالح القوم بينهم و الصلح السلم وقد اصطلحوا وصالحوا وتصالحوا واصالحوا مشددة الصاد قلبوا التاء صادا وأدغموها في الصاد بمعنى واحد وقوم صلوح متصالحون كأنهم وصفوا بالمصدر والصلاح بكسر الصاد مصدر المصالحة والعرب تؤنثها والاسم الصلح يذكر ويؤنث و أصلح ما بينهم و صالحهم مصالحة و صلاحا قال بشر بن أبي حازم يسومون الصلاح بذات كهف وما فيها لهم سلع وقار وقوله وما فيها أي وما في المصالحة ولذلك أنث الصلاح و صلاح و صلاح من أسماء مكة شرفها الله تعالى يجوز أن يكون من الصلح لقوله عز وجل حرما آمنا ويجوز أن يكون من الصلاح وقد يصرف قال حرب بن أمية يخاطب أبا مطر الحضرمي وقيل هو للحارث بن أمية أبا مطر هلم إلى صلاح فتكفيك الندامى من قريش وتأمن وسطهم وتعيش فيهم أبا مطر هديت بخير عيش وتسكن بلدة عزت لقاحا وتأمن أن يزورك رب جيش قال ابن بري الشاهد في هذا الشعر صرف صلاح قال والأصل فيها أن تكون مبنية كقطام ويقال حي لقاح إذا لم يدينوا للملك قال وأما الشاهد على صلاح بالكسر من غير صرف فقول الآخر منا الذي بصلاح قام مؤذنا لم يستكن لتهدد وتنمر يعني خبيب بن عدي قال ابن بري وصلاح اسم علم لمكة وقد سمت العرب صالحاً و مصلحاً وصليحاً والصلح نهر بميسان " ().

قال الرازي: الصلاح ضد الفساد وبابه دخل ونقل الفراء صلح أيضا بالضم وهذا يصلح لك أي هو من بابتك والصلاح بالكسر مصدر المصالحة والاسم الصلح يذكر ويؤنث وقد اصطلحا و تصالحا واصالحا بتشديد الصاد والإصلاح ضد الإفساد و المصلحة واحدة المصالح و الاستصلاح ضد الاستفساد " ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير