[وقفات مع المعرض الدولي بالرياض؟؟!!]
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[07 Mar 2007, 06:48 ص]ـ
يقول الشيخ د. ناصر العمر حفظه الله في كلمة منشورة في موقع المسلم:
أحداث كثيرة تثير لدى الغيورين كثيراً من التحفظ بشأن ما طرح فيه من إصدارات، ولدينا في ذلك أسئلة وموضوعات عديدة لكننا نقدم الآن مستجد الأحداث، وأنتم تعرفون أننا نعيش هذه الأيام ما يتعلق بمعرض الكتاب وفعالياته، وكنت قد حضرت أمس لقاءً ضم بعض كبار مشايخنا وعدداً من الدعاة وطلاب العلم، وفي اللقاء أفاد من ذهب إلى المعرض بعجائب ما كنا نعهدها في بلادنا أبداً، حيث اختلف هذا المعرض عن أي معرض كان من قبل .. كيف؟
فقد التزمت المعارض السابقة بضوابط، تجعل كتبها المطروحة بين يدي القارئ تخضع لمعايير سابقة لنشرها في المعرض، فقد كانت دور النشر تعرض قوائم كتبها قبل المعرض بشهور لإجازتها والسماح بالصالح للنشر منها. لكننا هذه السنة فوجئنا بشيء عجيب جداً في هذا المعرض الذي تدفقت فيه كمية من الكتب التي لا يمكن أن يسمح بها في كثير من الدول حتى التي تدعي الحرية وغيرها، ولولا أنه قد صرّح أحد المسؤولين والقائمين على المعرض في الصحف أنه لم يكن هناك أي رقابة أو منع لأي كتاب، لقلنا أنه قد نجم هذا التسرب عن خطأ غير مقصود أو خلل طارئ.
ولنا أن نتصور أن دولاً ينتشر فيها الفساد، وتقيم معارض للكتب لا تسمح بنشر مثل هذه المطبوعات، والأغرب أنه قد سمح لكتب في المعرض محظورة في دولها، وبين يدي أمثلة كثيرة وأرقام حقيقة لإصدارات وكتب تروج لليهودية والنصرانية والبوذية والصوفية ـ ومن بينها كتب ابن عربي القائل بالحلول والاتحاد ـ والإسماعيلية والباطنية والتشيع والأباضية (الخارجية) والدرزية، وحتى كتب إلحادية وفيها سب لذات الله جل وعلا، وسب لرسوله صلى الله عليه وسلم، وكتب تطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة كتلك التي تنكر رؤية المؤمنين لله عز وجل في الآخرة، وكتب السحر والجنس والشذوذ (تحت لافتة الثقافة)، وكلها مطروحة وغيرها بشكل علني في المعرض، أمامي منها الآن قائمة.
وإزاء ذلك، فقد خُوطب المسؤولون في ذلك، بل خوطبوا من قبل في العام الماضي الذي كانت مشكلته محصورة في الندوات، وهي التي استنفرت أهل الخير فقاموا محتسبين وخاطبوا المسؤولين في شأنها وما تبثه من أفكار، ومنها تلك التي دعت أثناء عقدها في العام الماضي إلى "معرض بلا رقابة" وهو ما تحقق هذا العام، بغض النظر عن ملاءمة هذا الانفتاح غير المنضبط لسياسة الدولة المعلنة وهي الإسلام وشريعته الغراء من عدمها، مع أنه ليس هناك في المقابل من دولة إلا تمنع ما يناقض سياستها وقيمها.
والذي نراه أن ما حصل في المعرض حقيقة يخالف ذلك تماماً أعنى الاتساق مع قيمنا وسياستنا، ولعلكم اطلعتم في هذا الخصوص اليوم على بيان وقعه بعض المشايخ ـ نشر في منار الإسلام إن لم تخني الذاكرة ـ بما يتعلق بمعرض الكتاب، نحاول فيه بالحكمة والموعظة وبالمجادلة بالتي هي أحسن، المناصحة الواجبة لأصحاب الدور وولاة الأمر والمسؤولين.
إن تلك حقائق مزرية أن تباع مثل هذه المطبوعات وما يرافقها من اختلاط وغيره، بما تخلفه من مشكلات يعاني منها الجميع، وإذا ترك لها الحبل هكذا على الغارب فلسنا أي طريق ستقود البلاد إليه؛ فبلادنا في الواقع تعاني من مشكلات، بعضها يتعلق بالغلو بما يقوده من تفجيرات والذي يقتات على مثل هذه التجاوزات الخطيرة.
لاشك أن ردود أفعال الشباب على مثل هذه المخالفات خاطئة، وأنا أتفق مع ذلك وأقول نعم خاطئة، لكن علاجها لا يمر عبر هذه المخالفات التي تزيد الأزمة تفاقماً وتصب الزيت على النار بدلاً من أن تطفئ نار الفتنة. والله إن من أعظم أسباب ما يحدث في البلاد مثل هذه التجاوزات في هذا المعرض، وفي غيره كما حدث في اليمامة عند الحديث عن "الوسطية" وهو أبعد ما يكون عن الوسطية، بما يثير الغضب، ويستفز الناس مما يرون في بلاد الحرمين من كتب الإلحاد وسب الله جل وعلا، وسب النبي صلى الله عليه وسلم.
¥