تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العلامة المحدث عبد الرحمن بن إبراهيم التغرغرتي]

ـ[سمير القدوري]ــــــــ[30 Dec 2006, 03:15 م]ـ

أ- نسب المؤلف:

هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن أحمد بن ودين بن أحمد من بني المبارك الداودي الوحليمي سليل بني إسحاق سادات أهل سوس الذين يرتفع نسبهم رفعا صحيحا إلى سيدنا الصحابي الجليل أبي بكر الصديق.

هذا النسب ذكره العلامة الشنقيطي الجكني محمد بن عمر بن محمد الأمين في قصيدة له.

لقد كان محمد المختار السوسي رحمه الله قد خصص ترجمة حافلة للتغرغرتي في كتابه الكبير المسمى بـ: المعسول, وافانا فيها ببعض الأخبار عن آباء وأجداد المترجم, لكنه ساق نسبه باختلاف مع ما أوردنا سابقا, وهو مؤرخ ثقة ينقل عن أحفاد المترجم.

قال: "عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن, وينتهي نسبهم إلى أبي بكر الصديق فيما يقوله أجدادهم, وتعرف الأسرة بأهل الفقيه وبـ: آيت الطالب."

ثم قال بشأن عبد الرحمن بن عبد الله جد المترجم: "يوجد خطه في سلات الرسوم, ويوجد في أوائل القرن الثاني عشر [الهجري]. وأخباره مندثرة فلم يبق إلا شهرته بالإفتاء وفض النوازل."

وقال بشأن عبد الله بن عبد الرحمن ولد من قبله: "كذلك اشتهر بما اشتهر به والده. كان يفتي ويقضي بين الناس في خصوماتهم, على عادة الفقهاء المحكمين. ولعله يحيا إلى 1160هـ."

وقال بشأن إبراهيم بن عبد الله ولد من قبله: "شهرته أكبر من شهرة أبيه وجده. وكان يشارط في مدرسة "أرغن" يدرس فيها, ويفتي ويقضي في النوازل. وقد كان يحيا في أواخر القرن الثاني عشر إلى أوائل الثالث عشر. إلا أنه توفي قبل 1214هـ. وتوجد بكثرة آثار أعماله في قسمة الأملاك والفتاوى. ولا يدرى عمن أخذ, مع أنه من أقران الحضيكي وطبقته."

وقال بأن مترجمنا عبد الرحمن بن إبراهيم كان علامة محدثا مؤلفا مدرسا كبيرا صدرا, شهرته طبقت الآفاق بالمغرب, وكان يعرف أيضا بسيدي عبد الرحيم التَّغَرْغَرْتِي.

ب- المولد والموطن والنشأة:

ولد العلامة عبد الرحمن بن إبراهيم بعد سنة 1189هـ في محل يسمى: إيمِّي نْوَدَايْ من فرقة تغرغرت من قبيلة أندوزال. لذا وقع المؤلف اسمه آخر كتابه هكذا: عبد الرحمن بن إبراهيم الأوزالي التغرغرتي.

مات إبراهيم والد عبد الرحمن التغرغرتي وتركه صغيرا فتكفلت برعايته والدته, وكان بها بارا ويروى أنه عندما أدرك مدرك الرجال ورأى بأن والدته لا تزال شابة زوجها لشيخه إبراهيم الأرغني, فرضيت عنه بذلك. نحن نعرف ما تيسر بشأن طلبه العلم من خلال ما خلده بنفسه في كتابه المفيد في طبقات العلماء والصلحاء , إذ نجد في تضاعيف تراجم شيوخه وصفا دقيقا لهم ولمسلكهم في التربية والتدريس.

ج- التغرغرتي مدرسا:

لما بلغ مترجمنا مبلغ الرجال, ضرب الوباء الجارف البلاد فأهلك الحرث والنسل, وذلك في عام 1214هـ, فاستأذن أحد الصالحين على أن يبدل غاية جهده في تعليم أولاد الناجين من الوباء, فأذن له في ذلك, فأقبل على التعليم في المدارس.

ومن المدارس التي علم فيها:

- مدرسة سيدي إبراهيم بن عمرو من بلدة أداوزادوت التابعة لدائرة إغرم.

- مدرسة آيت كربان عند مشهد سيدي محمد بن مسعود الكرباني.

- مدرسة أرغن.

- مدرسة تمورت التابعة حاليا لجماعة زكموزن , من قيادة تاليوين التابعة لعمالة مدينة تارودانت.

ثم لازم عبد الرحمن التغرغرتي داره بإيمي نوادي بتغرغرت, وأسس مدرسة لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الإسلامية من فقه وحديث وسيرة وتفسير ونحو ولغة.

قال الأستاذ محمد حيان واصفا لهذا الحدث الذي كان له الأثر العظيم على أبناء تغرغرت: "لما عاد العلامة عبد الرحمن إلى بلدة إيمي نْوَدَايْ واستقر به المكان في المدرسة, كبر طموح القبيلة التي أخذت على نفسها أن تخصص للمدرسة ثلث أعشارها وجعلوا لها بيتا جعل مفتاحه أمانة عند رجل أمين يتكلف بتوزيع 14كلغرام من الشعير لكل دار تكلف تباعا على تحضير قصعة من الكسكس لإطعام الطلبة في وجبة الغذاء, أما الفطور والعشاء فقد تكفلت به الأسر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير