تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صفحات مشرقة عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[08 May 2007, 08:29 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

تلبية لطلب اخي العزيز د. يسري خضر الفاضل، سأشرع في كتابة سلسة من المقالات للتعريف بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، و دورها في خدمة القرآن الكريم و الدين الإسلامي الحنيف و نشرها للعلم الشرعي و اللغة العربية و محاربتها للطرقية و الصوفية المنحرفة و هذا أول الغيث، وأرجو أن يحدد لي الاخوة الذين يريدون التعليق المحاور التي يتم التركيز عليها و توجيهي وجزاكم الله خيرا:

بسم الله الرحمن الرحيم:

{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} فاطر28.

" إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد ... ، في دينها، في لغتها، وفي أخلاقها، وعنصرها،، لا تريد أن تندمج ولها وطن معين هو الوطن الجزائري ".

شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب

من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب

بهذا الرد البليغ عبر "ابن باديس" عن موقف الأمة التي ينتمي إليها ضد المحتل الفرنسي، الذي سعى إلى طمس هوية الأمة الإسلامية، ومحاربة عقيدتها وثقافتها بلا هوادة وبكل وسيلة ممكنة، وتجريد الشعب الجزائري من شخصيته العربية الإسلامية، ودمجه قهرًا في البوتقة الفرنسية، وهدم عقيدة الأمة وقتل روح الجهاد فيها، وتجفيف منابع الثقافة الإسلامية بإغلاق المساجد والزوايا والكتاتيب، وحرق المكتبات، ومصادرة الأوقاف الإسلامية التي كان التعليم يعتمد عليها، ومحاربة اللغة العربية وإحلال الفرنسية محلها لتكون لغة التعليم والثقافة.

لكن الله سبحانه و تعالى قيض لهذه الأرض الطيبة مجموعة من العلماء العاملين من ورثة الأنبياء والمرسلين، والأنبياء والمرسلون لم يتركوا درهما ولا دينارا، ولم يخلفوا وراءهم أموالا طائلة، ولا مناصب زائلة، بل وَرَّثُوا من بعدهم العلم النافع، والخلق الناصع، إذ يخشى اللهَ من عباده العلماءُ، وإن المخلوقات لتستغفر لهم في البر والبحر والسماء، ولكن- لعمر الحق - ليس كل العلماء سواء، فمنهم ظالم لنفسه ولغيره ولأمته، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله .. !

لقد أنجبت الجزائر المسلمة واحتضنت عبر العصور علماء ربانيين كانوا- ومازالوا - زينة لها، خلَّدوا ذكرهم - رغم محاولات التعتيم والتجهيل - بمواقفهم الإسلامية الجريئة التي سطروها على صفحات التاريخ برشحهم المعطر بمسك الإخلاص لدين الله، وبدموعهم التي سالت من مآقيهم فَرَقًا على هذه الأمة ومستقبلها، وبدمائهم الغالية الزكية التي بذلوها في سبيل الله، رَدًّا لطمعِ محتلٍّ غاشم، ودَفْعًا لضررِ عدوانٍ ظالم، و يأتي في طليعة هؤلاء – في الجزائر (نحسبهم كذلك و لا نزكي مع الله أحد) - رجال '' جمعية العلماء المسلمين الجزائريين '' الذِّين نذروا أنفسهم لخدمة البلاد ونفع العباد، وقاموا بواجبهم تجاه دينهم ووطنهم، لكن للأسف لا يزال تاريخهم مجهولا، لا نعرف عنه الشيء الكثير، إذ أن الفضل يعود – بعد الله سبحانه و تعالى – إليهم في حفظ الهوية الإسلامية للشعب الجزائري و تمسكها بكتاب ربها الذي لا يأتيه الباطل من خلفه و لا من بين يديه و توحيد صفوفه لمحاربة المستعمر الفرنسي وحشد الأمة الجزائرية ضده، ونشر العلم بين الناس، و محاربة البدع و الخزعبلات التي عشعشت في العقول، وإعادة الكلمة و الهيبة للعلماء، و ها هو نائب رئيس الجمعية الشيخ الأديب البشير الإبراهيمي يعبر عن كل هذا قائلا:

'' ... أما والله ـ ألية المسلم البر, وسريرة الضمير الحر ـ لا ترجع هيبة العلماء إلى مستقرها من نفوس الأمة حتى يقوموا بعهد الله في بيان الحق، ويتظافروا على حرب البدع والضلالات التي لابست الإسلام، ولبست عقائده ففسدت، وآدابه فكسدت، ولبستْ على المسلمين دينهم فأصبحتْ حقائقه في واد، وعقولهم في واد، وحتى يَجلوا على الأمة تلك الكنوز الدفينة في كتاب الله كتاب الإنسانية العليا، وفي سيرة محمد صلى الله عليه وسلم دستور الحق والخير والكمال؛ وإن ذلك في صميمه هو ما تقوم به جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في دعوتها وعملها الإصلاحيين؛ وإنها لا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير