تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[النحو: تقويم للسان و تثبيت للجنان]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[29 Jun 2007, 01:45 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله خيرا إخوتي الكرام، و بارك الله فيكم، قمت بجمع هذه الأقوال المفيدة الحاثة على تعلم النحو لما فيه من تقويم للسان و ثبات للجنان، و حتى يستفيد منه كل من له غيرة أبية عربية صرفة على لغتنا الحبيبة:

" فالحِرصُ على أداء ألفاظ القرآن الكريم و السنَّة النبويَّة على الوَجْه الصحيح الذي انتهَت به إلينا واجبٌ شرعيٌّ وعلميٌّ، لا يُقبَل التهاونُ به بحال ".

قيل: ان النحو ابن البلاغة، ولذلك يقال في البلاغة النحو العالي.

في حديث أبي الزناد أن رجلاً قرأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرشدوا صاحبكم.

وحدث أبو العيناء عن وهب ابن جرير أنه قال لفتى من باهلة يا بني: اطلب النحو فإنك لن تعلم منه باباً إلا تدرعت من الجمال سربالاً.

وفي حديث سعيد بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن ".

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب أولاده على اللحن، ولا يضربهم على الخطأ. ووجد في كتاب عامل له لحناً، فأحضره وضربه درة واحدة.

وعن ابن شهاب أنه قال: ما أحدث الناس مروءة أعجب إلي من تعلم الفصاحة.

وحدث يحيى بن عتيق قال سألت الحسن: فقلت يا أبا سعيد الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته، قال حسن: يا بني فتعلمها فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بوجهها فيهلك فيها.

قال الزهري: ما أحدث الناس مروءة أحب إلي من تعلم النحو.

وقال شاعر يصف النحو:

اقتبس النحو فنعم المقتبس ... والنحو زين وجمال ملتمس

صاحبه مكرم حيث جلس ... من فاته فقد تعمى وانتكس

كأن ما فيه من العي خرس ... شتان ما بين الحمار والفرس

وقال آخر:

لولا كم كان يلفى كل ذي خطل ... للنحو مدعياً بين النحارير

لم لا أشد على من لا يقوم بها ... من وقعة السمر والبيض المآثير

قرع رجل على الحسن البصري الباب وقال: يا أبو سعيد، فلم يجبه، فقال: أبي سعيد، فقال الحسن: قل الثالثة وادخل.

وحدث النضر بن شميل، قال: أخبرنا الخليل ابن أحمد، قال: سمعت أيوب السجستاني يحدث بحديث فلحن فيه، فقال: أستغفر الله: يعني أنه عد اللحن ذنباً.

وكان ابن سيرين يسمع الحديث ملحوناً، فيحدث به على لحنه، وبلغ ذلك الأعمش، فقال: إن كان ابن سيرين يلحن فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن، فقومه.

ودخل أعرابي السوق فسمعهم يلحنون فقال: العجب، يلحنون ويربحون؟؟.

وكان معاوية بن بجير عامل البصرة لا يلحن، فمات بجير بالبصرة، ومعاوية بفارس خليفة أبيه، فقال الرسول الذي جاء بنعيه: مات بجيراً، فقال له: لحنت لا أم لك.

فقال أخوه عبد الله بن بجير:

ألم تر أن خير بني بجير ... معاوية المحقق ما ظننتا

أتاه مخبر ينعى بجيراً ... علانية فقال له لحنتا.

وقال الجاحظ: عيوب المنطق التصحيف، وسوء التأويل، والخطأ في الترجمة، فالتصحيف يكون من وجوه: من التخفيف، والتثقيل، ومن قبل الإعراب، ومن تشابه صور الحروف. وسوء التأويل: من الأسماء المتواطئة أي أنك تجد اسماً لمعان، فتتأول على غير المراد. وكذلك سوء الترجمة.

قال أبو عمرو بن العلاء: إنما سمي النحوي نحوياً، لأنه يحرف الكلام إلى وجوه الإعراب، واللحن مخالفة الإعراب، واللحن على جهة أخرى أن يكلم الرجل صاحبه بالكلام يعرفانه بينهما، ولا يعرفه سواهما، وأنشد ابن الكلبي لمالك ابن أسماء:

منطق صائب، وتلحن أحيا ناً ... وخير الحديث ما كان لحناً

أمغط مني على بصرى بالسحب ... أم أنت أكمل الناس حسنا

وحديث أستلذه هو مما ... ينعت الناعتون يوزن وزنا

وعن سعيد بن سلم قال: دخلت على الرشيد فبهرني هيبة وجمالاً فلما لحن خف في عيني، وعن الشعبي، قال حلي الرجال العربية، وحلي النساء الشحم.

وحدث التاريخي بإسناد رفعه إلى سلمة بن قتيبة قال: كنت عند ابن هبيرة الأكبر، قال: فجرى الحديث حتى ذكر العربية فقال: والله ما استوى رجلان دينهما واحد، وحسبهما واحد، ومروءتهما واحدة، أحدهما يلحن والآخر لا يلحن إن أفضلهما في الدنيا والآخرة الذي لا يلحن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير