تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من وصايا الشيخ محمد المختار الشنقيطي, في الامتحانات, للطلبة والمعلمين والآباء ..]

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Jan 2007, 06:35 ص]ـ

أقبلت الامتحانات فما هو المنبغي على طالب العلم فعله في هذه الأيام؟

الجواب:

أما بالنسبة لما يوصى به طلاب العلم:

فأولاً: إخلاص العمل لوجه الله عز وجل وإرادة ما عند الله عز وجل، فإن الله عز وجل يأجر الإنسان على قدر نيته، فلا يغلب طالب العلم نية الدنيا على الآخرة.

الأمر الثاني الذي يوصى به طالب العلم: الاعتماد على الله {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} أن تتوكل على الله فلا تعتمد على ذكائك ولا على فهمك ولا على حفظك ولا على تحصيلك ولكن توكل على الله، فإن الله قادر على أن يترك الإنسان وهو على أكمل ما يكون من الذكاء والحفظ حتى يدخل إلى اختباره فينسيه جميع ما حفظ، والله على كل شيء قدير، وربما يبتليه بمرض في بطنه أو رأسه أو جسمه فيصبح في شتات من أمره لا يستطيع أن يبلغ ما يريد، فنحن تحت رحمة الله عز وجل، ولذلك من سعادة المؤمن دائماً إذا أردت أن تنظر إلى توفيقك الله لك في الأعمال فلا تستفتح عملاً إلا وأنت تعلق على حول الله وقوته، وكان من دعاء النبيصلى الله عليه وسلم المأثور: ((يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله)) سبحانه فلا يصلح الشؤون إلا هو سبحانه ((أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)) لا تكلني إلى الحفظ ولا إلى الفهم ولا إلى الذكاء ولكن على الله {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} وقال الله في كتابه: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أيام الاختبارات أيام صعبة وفيها هموم وغموم فالإنسان يذهب هذه الهموم والغموم بالاعتماد على الله عز وجل والتوكل على الله عز وجل وحسن الظن بالله عز وجل.

الأمر الثالث: ينبغي على طلاب العلم أن يتراحموا، وأن يكون بينهم ما ينبغي أن يكون بين طلاب العلم بالبعد عن الأنانية والبخل بالخير على إخوانه، فإن احتاج أخوك إلى شرح مسألة أو كتاب أو ملخص فأعطه وإياك وما يسوله الشيطان ويقول: هذا مهمل وهذا متكاسل، لا، من الآن تعود على الإيثار، فلربما كانت عنده ظروف أو كانت عنده أمور، أعطه ملخصك وانصحه، فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يبخل على الناس وطالب العلم الذي يبخل اليوم سيبخل غداً، والذي فيه الأنانية اليوم فيه الأنانية غداً، فينبغي على طالب العلم أن يوطن نفسه على الإيثار وحب الخير للناس، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه والعلم رحم بين أهله، فإن احتاج أخوك إلى مساعدة إلى شرح مسألة فلا تبخل، فإن الله في عون العبد ما كان في عون أخيه.

الأمر الرابع: البعد عن المحرمات: الغش في الاختبار، كذلك من الأمور التي يحرم؛ لأن الغش في الاختبار يعتبر كبيرة من الكبائر ولاشك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من غشنا فليس منا)) ولأنه يفضي إلى استباحة الأمور المحرمة؛ لأن الإنسان ينال شهادة مزورة فهو ليس بأهل لهذه الشهادة، بل قال بعض العلماء: يشتبه في رزقه إلا أن يتوب فيتوب الله عليه، ولذلك ينظر فإن الإنسان إذا نال الشهادة بالزور وبالغش- والعياذ بالله- محق الله أقل ما يكون يمحق الله بركة ماله، ولذلك تجده يأخذ من المال الكثير وليست فيه بركة، ولو تاب؛ لتاب الله عليه ولكن يصلح من حاله.

الأمر الخامس الذي ينبه عليه: تعظيم شعائر الله عز وجل، فإن الطلاب في الاختبارات ربما يرمون الأوراق وربما يقطعون أوراق القرآن والمصاحف، وربما يمتهنون بعض الكتب، بعض الطلاب-أصلحهم الله- يفعلون هذا، فينبغي التناصح في هذا الأمر، لا يجوز امتهان كتاب الله، ولا تمزيق أوراق المصحف، وكذلك لا يجوز امتهانها بوضعها في الطرقات والوطء عليها بالأقدام، ولذلك يخشى على الإنسان إذا رمى بورقة فاستخف بها فوطئ عليها أحد أن يكون عليه وزره؛ لأنه هو السبب، والتسبب في الأشياء يوجب ضمانها ما نشأ عنها، فلذلك من يتسبب في امتهان كتبه وأوراقه بمجرد أن ينتهي من اختباره يرمي بها هنا وهناك أو يضعها في مكان تعبث بها الرياح، فهذا لا يجوز فينبغي التناصح في هذا الأمر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير