تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حالة شرود]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[22 Aug 2010, 03:03 ص]ـ

[حالة شرود]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي محمد المبعوث رحمة للعالمين، وبعد:

-أخرج الامام أحمد في مسنده عن أبي أمامة الباهلى مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1) وفي رواية:" والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشرود البعير قالوا: ومن يأبى أن يدخل الجنة؟ فقال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2)

الحديث عن الشرود في الغالب فعل يلصق بالبعير وبالدواب. والشرود فعله الثلاثي- شرد- ويعني: نفر من النفور. شرد يشرد شردا وشرادا وشرودا نفر فهو شارد وشَرود. [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3) وقد جاء هذا اللفظ في القرآن في قوله تعالى:" فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم".الانفال/57.

قال الطبري: التشريد: التطريد والتبديد والتفريق. [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4) وقال ابن كثير رحمه الله:" أي نكل بهم ". ومعناه غلظ عقوبتهم، وأثخنهم قتلا ليخافَ من سواهم من الأعداء من العرب وغيرهم ويصيروا لهم عبرة ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5)

لكن حديثني سيدور حول شرود الانسان في هذه الحياة، ونفوره من الجنة والخيرات.

شرود استعمله أهل الرياضة، فقالوا لللاعب إذا تركه خصومه في جهة ملعبهم بأنه شارد، وأقر الحكم خطأ ضده.

فكم سيحتاج هذا الحكم لو نزل الى أسواق الناس وإداراتهم ومدارسهم وبيوتهم وغير ذلك من تقرير الأخطاء والاعلان عنها.

وقد لا يرى الحكم الشرود، وقد يتغاضى عن إعلانه، وقد يكون اللاعب ذكيا ويعرف كيف يفلت من الخطأ.

لكن أخي القارئ إن الحكَم في هذا الكون هو رب العباد الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، الذي سطر لك القوانين عن طريق حبيبه الأمين.

لم يترك لنا ديننا أمرا من أمور الحياة إلا بينه وسطر فيه أحكاما ونصوصا. لكن الانسان شرد عنها ونفر، بدأ يبتعد عن الدين ويتناساه شيئا فشيئا.

قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه تلبيس إبليس:" لما أنعم الله على هذا العالم الإنسي بالعقل افتتحه الله بنبوة أبيهم آدم عليه السلام فكان يعلمهم عن وحي الله عز وجل فكانوا على الصواب إلى أن انفرد قابيل بهواه فقتل أخاه، ثم تشعبت الأهواء بالناس فشردتهم في بيداء الضلال حتى عبدوا الأصنام، واختلفوا في العقائد والأفعال اختلافا خالفوا فيه الرسل والعقول اتباعا لأهوائهم وميلا إلى عاداتهم وتقليدا لكبرائهم، فصدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6)

* ديننا يقول:" إن الحلال بين وإن الحرام بين ... ". فهل ما زلتم تعرفون الحلال من الحرام؟.

*ويقول:" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ". فهل عملت ما تستطيع به أن تقفي أبناءك حر جهنم؟.

*وقال:" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم".

قال سهل بن عبدالله:" علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم، وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب السنة، وعلامة حب الله وحب القرآن وحب النبي وحب السنة حب الآخرة، وعلامة حب الآخرة أن يحب نفسه، وعلامة حب نفسه أن يبغض الدنيا، وعلامة بغض الدنيا ألا يأخذ منها إلا الزاد والبلغة". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7)

- عن سفيان بن عيينة قال كان الرجل من السلف يلق الأخ من إخوانه فيقول: يا هذا اتق الله، وإن استطعت أن لا تسيء إلى من تحب فافعل. فقال له رجل يوما: وهل يسيء الانسان إلى من يحب؟. قال: نعم نفسك أعز الأنفس عليك، فإذا عصيت الله فقد أسأت إلى نفسك". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير