[كيفية معرفة أسباب النزول وصيغه (دراسة حديثية)]
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[09 Feb 2007, 10:36 ص]ـ
[كيفية معرفة أسباب النزول وصيغه (دراسة حديثية)]
الطريق إِلَى مَعْرِفَة أسباب النزول هُوَ النقل الصَّحِيْح لَيْسَ غير، ومن هنا يقول الواحدي: ((ولا يحل القول فِي أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقف عَلَى الأسباب، وبحث عن العلم وجدَّ فِي الطِّلاب. وَقَد ورد الشرع بالوعيد للجاهل ذي العِثار فِي هذا العِلْم بالنار)) (1).
وقول الصحابي فِي شيء مِنْ هذا العلم مِنَ المرفوع حكماً، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ الحافظ أبو عمرو بن الصلاح فَقَالَ: ((ما قيل مِنْ أن تفسير الصحابي حديث مسند فإنما ذَلِكَ فِي تفسير يتعلق بسبب نزول آية يخبر بِهِ الصحابي أو نحو ذَلِكَ)) (2).
وسبقه الحاكم أبو عَبْد الله، فبعد أن ساق حديثاً عن جابر فِي سبب نزول آية قَالَ: ((هذا الحَدِيْث وأشباهه مسندة عن آخرها وليست بموقوفة، فإنَّ الصحابي الَّذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عَن آية من القرآن أَنَّهَا نزلت فِي كَذَا وكذا، فإنه حَدِيث مسند)) (3). وعقب الزَّرْكَشِيّ عَلَى كلام ابن الصَّلاَح قائلاً: ((ما اختاره فِي تفسير الصَّحَابِيّ سبقه إِلَيْهِ الْخَطِيْب وكَذَلِكَ الأستاذ أبو مَنْصُور البغدادي،قَالَ:إذا أخبر الصَّحَابِيُّ عَن سبب وقع فِي عهد النَّبْيّ صلى الله عليه وسلم أو أخبر عَنْ نزول آية فِيهِ فذلك مسند)) (4).
وإن كَانَ سبب النزول مرسلاً أي لَمْ يذكر فِيهِ الصحابي،فاشترط السيوطي لقبوله شرطين بعد صحة سنده:
الأول: أن يكون راويه معروفاً بأنْ لا يروي إلا عن الصحابة.
الثاني: أن يرد لَهُ شاهد مرسل أو متصل ولو ضعيفاً (5).
أما صيغ التعبير عن سبب النزول فقد اختلفت أساليبهم فِي التعبير عَنْهُ فتارة يعبرون بقولهم: ((سبب نزول الآية كذا))، وهذا التعبير نَصٌّ فِي السببية ولا يحتمل غيره (6).
وتارة لا تأتي العبارة صريحة بلفظ السببية، ولكن يؤتى بفاءٍ داخلةٍ عَلَى مادة نزول الآية عقب سرد الحادثة، وحكم هذا التعبير حكم الَّذيْ قبله. وَقَدْ يأتي بصيغة سؤال يسأل عَنْهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل عَلَيْهِ الوحي بجوابه من غَيْر تعبير بلفظ النزول ولا دخول الفاء، غَيْر أن السببية واضحة من المقام. وحكمها حكم ما قبلها. وأخرى لا يؤتى بشيء مِمَّا سبق، بَلْ يقال: نزلت هَذِهِ الآية فِي كَذَا، وهذه العبارة ليست نصاً
فِي السببية، بَلْ تحتمل السببية وتحتمل غيرها وَهُوَ أن هَذَا داخل فِي الآية وإن لَمْ يَكُن السبب، كَمَا يقال: عني بهذه الآية كَذَا (7). وَهِيَ موطن نزاع بَيْنَ الْعُلَمَاء، هَلْ لَهَا حكم الرفع أم لَهَا حكم الوقف (8)؟.
.................................................. ....
(1) أسباب نزول القرآن: طبعتنا96.
(2) مَعْرِفَة أنواع علم الحَدِيْث: 124 طبعتنا.
(3) معرفة علوم الحَدِيْث: 20.
(4) نكت الزَّرْكَشِيّ على ابن الصلاح 1/ 434.
(5) التحبير فِيْ علم التفسير:174.
(6) مناهل العرفان 1/ 114.
(7) مجموعة الفتاوى 13/ 182.
(8) المصدر نفسه.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[10 Feb 2007, 09:33 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
قلتم رضي الله عنكم:
((أما صيغ التعبير عن سبب النزول فقد اختلفت أساليبهم فِي التعبير عَنْهُ فتارة يعبرون بقولهم: ((سبب نزول الآية كذا))، وهذا التعبير نَصٌّ فِي السببية ولا يحتمل غيره))
لا أظن هناك رواية جاء فيها التصريح بسبب النزول!
فهو مصطلح متأخر؛ فإن كان؛ فليتم نفع الله بكم تذكرون دليل ذلك؟