تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تاريخ الخيانة الطائفية .. بين مشهدين ـ أشرف عبد المقصود]

ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[02 Jan 2007, 12:29 م]ـ

[تاريخ الخيانة الطائفية .. بين مشهدين ـ أشرف عبد المقصود]

أشرف عبد المقصود: بتاريخ 1 - 1 - 2007

إننا اليوم بين مشهدين متطابقين تمام الانطباق .. مشهدين مؤلمين في تاريخ الإسلام: الأول: قديم. والآخر: معاصر، مازال حيًّا بيننا رأيناه بأم أعيننا قبل أمس.

أما المشهد الأول: فهو إعدام الخليفة العباسي ببغداد في واقعة التتار بمعاونة مراجع الشيعة الكبار.

وأما المشهد الثاني: فهو إعدام ميليشيات الشيعة الإرهابية للرئيس السني للعراق صدام حسين بمعاونة قوات الاحتلال على مرأى ومَسْمع من العالم أجمع.

* * * *

المشهد الأول: يرجع إلى " سنة ست وخمسين وستمائة " في وقعة التتار ببغداد على يد هولاكو بمباركة وزيره ومرجع الشيعة الكبير: نصير الدين الطوسي، وبمعاونة ابن العلقمي الشيعي الوزير الأول للخليفة العباسي.

ولكي نطلع على تفاصيل هذا المشهد، أترك الحديث لمؤرخ عظيم من مؤ رخي الإسلام هو الحافظ ابن كثير في كتابه " البداية والنهاية " في أحداث " سنة ست وخمسين وستمائة "، ثم أتبعه بوقفات مهمة، ثم أوجه نصيحتي لأهل السنة حكاما ومحكومين، عَلّها تجد قلوبا واعية، وآذانا صاغية:

هذا هو المؤرخ الكبير الحافظ ابن كثير ــ والقصة متواترة في جميع كتب التاريخ ــ يُصَوِّر لنا المأساة التي حلّت بالإسلام والمسلمين ببغداد دار الخلافة العباسية في ذلك الوقت أيام الخليفة المستعصم آخر خلفاء بني العباس فيقول: ((دخلت سنة ست وخمسين وستمائة، فيها أَخَذت التتار بغداد .. سُتِرت بغداد، ونصبت فيها المجانيق والعَرَّادَات وغيرها من آلات المُمَانعة التي لا تردُّ من قَدَر الله سبحانه وتعالى شيئا، كما ورد في الأثر: " لن يغني حذر عن قدر "، وكما قال تعالى: {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر}، وقال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال}، وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب .. ووصل هولاكو بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس، وهم وبقية الجيش كلهم قد صُرِفُوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي ... )) اهـ

2ـ هذا الخائن الكبير ابن العلقمي الذي سرَّح جيش الخلافة بعد أن كان مائة ألف فجعله عشرة الآف، يقول عنه ابن كثير رحمه الله: ((كان أول من برز إلى التتارهو، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع بالسلطان هولاكو خان ـ لعنه الله ـ ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه، لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حُجِبُوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسا، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم)) اهـ.

3ـ تأملوا يا أهل الإسلام المشهد الآتي وقارنوا بما فعله رئيس وزراء المليشيات نوري المالكي: يقول ابن كثير رحمه الله: ((وأُحْضِرَ الخليفة بين يدي هولاكو! .. وفي صحبته خوجة نصير الدين الطوسي، والوزير ابن العلقمي وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فَأُحْضِر من دار الخلافة شيئا كثيرا من الذهب والحلى والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة .. وحَسَّنُوا له قتل الخليفة، فأمر بقتله، ويقال: إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الدين الطوسي .. )) اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير