وإن كانت بدنة فليقمها، ثم ليقل: الله أكبر ثلاثا اللهم منك ولك، ثم ليسم، ثم لينحر
(4)
السكينة .. السكينة
1 ـ إذا غربت الشمس سار الحاج إلى مزدلفة وعليه السكينة قال جابر بصفة حجه صلى الله عليه وسلم: " ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى أن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده أيها الناس السكينة .. السكينة " [مسلم]
2 ـ فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء جمعا ... إلا أن يصل مزدلفة قبل العشاء الآخرة فإنه يصلي المغرب في وقتها ثم ينتظر حتى يدخل وقت العشاء الآخرة فيصليها في وقتها ففي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه " انه أتى مزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريبا من ذلك فأمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين ثم دعا بعشائه فتعشى ثم أمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى العشاء ركعتين" وفي رواية" فصلى الصلاتين كل صلاة وحدها بأذان وإقامة والعشاء بينهما " لكن إذا كان محتاجا إلى الجمع إما لتعب أو قلة ماء أو غيرهما فلا بأس بالجمع وان لم يدخل وقت العشاء وان كان يخشى ألاّ يصل مزدلفة إلاّ بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى مابعد نصف الليل.
3 ـ ويبيت بمزدلفة .. ولايحيي ليله بذكر ولاصلاة ولاقيام بل السنة النوم .. وأما الوتر فالصحيح انه يصليه لأنه صلى الله عليه وسلم كان لايتركه حضراً ولا سفراً.
4ـ فإذ تبين الفجر صلى الفجر مبكرا بأذان وإقامة ثم قصد المشعر الحرام فوحد الله وكبره ودعا بما أحب حتى يسفر جدا وان لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " وقفت هاهنا وجمع كلها موقف" [مسلم] ويكون حال الذكر والدعاء مستقبلا القبلة رافعا يديه.
5ـ المبيت إلى الفجر هذا في حق الأقوياء أما الضعفة ومن كان مرتبطا معهم فيحق لهم الانصراف من مزدلفة بعد غياب القمر لما ثبت انه صلى الله عليه وسلم بعث الضعفة من أهله بليل .. وكانت أسماء بنت أبي بكر تنتظر حتى إذا غاب القمر دفعت. [البخاري ومسلم]
6ـ فإذا أسفر جدا دفع قبل أن تطلع الشمس إلى منى ويسرع في وادي محسر ..
7 ـ من الأخطاء التي يفعلها بعض الحجاج هداهم الله: اعتقادهم أنه لا بد من اخذ الحصا من مزدلفة، فيتعبون أنفسهم بلقطها في الليل واستصحابها في أيام مني حتى إن الواحد منهم إذا ضاع حصاه حزن حزناً كبيراً، وطلب من رفقته أن يتبرعوا له بفضل ما معهم من حصا مزدلفة .. وقد علم مما سبق أنه لا أصل لذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وانه أمر ابن عباس رضي الله عنهما بلقط الحصا له وهو واقف على راحلته، والظاهر أن هذا الوقوف كان عند الجمرة إذ لم يحفظ عنه أنه وقف بعد مسيره من مزدلفة قبل ذلك، ولأن هذا وقت الحاجة إليه فلم يكن ليأمر بلقطها قبله لعدم الفائدة فيه وتكلف حمله.
(5)
يوم العيد (النحر)
فانه يشرع للحاج في هذا اليوم عدة أعمال هي كالتالي:
* ينطلق إلى منى قبل طلوع الشمس:لحديث جابر " فدفع قبل أن تطلع الشمس ... " [مسلم]
فإذا وصل إلى منى فانه يعمل مايلي:
اولاً: رمي جمرة العقبة" وهي الجمرة التي تلي مكة في منتهى منى " بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ومقدار الحصاة مثل حصى الخذف:
لحديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثم سلك الطريق التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف " [مسلم]
* فائدة:
_أن الرمي يوم النحر يبدأ بعد طلوع الشمس لغير الضعفة أما في حق الضعفة فيبدأ من بعد انصرافهم من مزدلفة بعد غياب القمر.
ـ انه لا يرمي يوم العيد إلا جمرة العقبة لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرم سواها.
ـ يستمر الحاج في التلبية حتى يصل جمرة العقبة حيث يقطع التلبية مع أول حصاة يرميها.
_ يستمر الرمي في يوم النحرالى غروب الشمس وله الرمي ليلاً.
ـ انه لايغسل الحصى فان غسله كما قال شيخ الإسلام من البدع.
ثانياً: النحر: وهو ثاني أعمال يوم العيد فينحر هديه هذا هو السنة ويجوز ان ينحر في أي مكان اخر من منى او في مكة عن جابر قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نحرت هاهنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم ... " [رواه مسلم].
* ووقت الذبح أربعة أيام ـ يوم النحر وثلاثة أيام التشريق: قال صلى الله عليه وسلم:" كل أيام التشريق ذبح " [احمد].
ثالثاً: من أعمال يوم العيد: الحلق والتقصير والحلق أفضل.
رابعاً: من أعمال يوم العيد طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج قال تعالى " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ".
* وان أخر الحاج طواف الإفاضة فطافه عند الخروج أجزاه عن طواف الوداع لكن السنة أن يطوفه يوم العيد ضحى.
خامساً: من أعمال يوم العيد السعي وهوسبعة أشواط كسعيه في العمرة تماما وبد فراغه من السعي يتحلل الثاني فيحل له كل شيء منع منه الإحرام حتى النساء.
* القارن والمفرد إذا سعيا مع طواف القدوم كفاهما عن سعي الحج فليس عليهما في يوم العيد سعي وان تركا السعي الى يوم العيد لزمهما بعد الطواف ولهما أن يوخراه مع طواف الوداع.
* الأفضل ترتيب أعمال يوم العيد كما يلي: 1 ـ الرمي 2ـ ذبح الهدي 3ـ الحلق أو التقصير 4ـ الطواف 5ـ السعي.
فان اخل بالترتيب وقدم بعضها على بعض فلا حرج.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع فجعلوا يسالونه فقال رجل: لم اشعر فحلقت قبل أن اذبح قال " اذبح ولا حرج" فجاء آخر فقال: لم اشعر فنحرت قبل أن ارمي قال "ارم فلا حرج " فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال:" افعل ولا حرج " [متفق عليه].
وكتبه: أخوك عبد الله بن راضي المعيدي الشمري
ج / 0555168816
[email protected]