تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لم يكن أبو هريرة متسولا كما يصفه المفتري بل صبر على الفقر حتى أفضى به إلى الخير الكثير وبارك الله له في ماله، فكان كثير الشكر لربه، يذكر دائما أيام الفقر، ويذكِّر الناس بنعم ربهم ويدعوهم إلى الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه أن يأكل فأبى وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الدنيا وما شبع من خبز الشعير. رواه البخاري. فلو كان أبو هريرة متسولا مستجديا ما كان هذا صنيعه!! فأكثر الأحاديث التي جاءت في ذم التسول والسؤال رواها أبو هريرة. فهو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((لَأَنْ يَأْخُذَ أحدكم حَبْلَهُ ثُمَّ يَغْدُوَ إلى الْجَبَلِ فَيَحْتَطِبَ فَيَبِيعَ فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ خَيْرٌ له من أَنْ يَسْأَلَ الناس)) رواه البخاري. وهو الذي روى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سَأَلَ الناس أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أو لِيَسْتَكْثِرْ)) رواه مسلم. وروى عنه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الْمِسْكِينُ الذي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةَ وَالْأُكْلَتَانِ وَلَكِنْ الْمِسْكِينُ الذي ليس له غِنًى وَيَسْتَحْيِي أو لَا يَسْأَلُ الناس إِلْحَافًا)). فماذا يقول العابث الذي يرتزق ويتسول من وراء نشر الأكاذيب والفضائح الملفقة وسباب الناس وشتمهم وتشويه صورتهم والإيغال في أعراضهم!!

بل كان أبو هريرة من الكرماء، فقد روى أبو داود بسند صحيح عن الطفاوي قال: ((تثويت أبا هريرة بالمدينة، فلم أر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه)). وأخرج ابن سعد في الطبقات: ((أن أبا هريرة كان ينزل ذا الحليفة قرب المدينة وله دار بالمدينة تصدق بها على مواليه)).

الكذبة السادسة: زعمه بان النبي تخلص من صحبته بإرساله للبحرين

يقول المجترئ البذيئ بكل وقاحة: ((هذه الحياة من الانتهازية والتطفل التي كان يعيشها أبو هريرة في المدينة جعلت الجميع يضيقون به حتى الرسول صلى الله عليه وسلم)) ثم أورد رواية أن النبي بعثه مع العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي عامل الفرس على البحرين يدعوه للإسلام وقال للعلاء: استوص به خيرا. واستدل المجترئ بذلك على أن النبي تخلص منه فقال: ((إن الرسول لو كان يعلم في أبي هريرة خيرا وفضلا وأنه أهل لصحبته لأبقاه إلى جواره كسائر أصحابه ولكنه لما علم فيه أنه غير صالح لصحبته أقصاه عنه ولم يرض أن يظل قريبا منه)) اهـ

وهذا الكلام الممجوج يعطي القارئ صورة واضحة لتفكير هذا المتخلف!! ومن أعجب العجب هذا الاستنتاج العبيط: أن النبي صلى الله عليه وسلم يرسله مع العلاء بن الحضرمي لدعوة المنذر بن ساوي للإسلام ويوصيه به، ويعد الأحمق هذا إبعادا من النبي لأبي هريرة!!

وهذا أسلوب رخيص وطعن في أخلاقه صلى الله عليه وسلم، فلم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم هذا الصنيع مع أحد من أصحابه لا مع أبي هريرة ولا مع غيره.

الكذبة السابعة: زعمه بأن عمر ولاه على البحرين ليتخلص من ملاحقته له

يقول المجترئ: ((وقد يرد على الخاطر سؤال فإذا كان عمر بن الخطاب يعرف كل هذه المساوئ في شخصية أبي هريرة فلم ولاه على أمور البحرين والإجابة على ذلك ببساطة أن سنة عمر في استعمال الولاة كانت تقضي بأن لا يستعمل كبار الصحابة حتى لا يدنسهم بالعمل وإنما يستعمل صغارهم فاستعمال أبي هريرة على هذه السُّنَّة لا يكون مستغربا ثم إن عمر لم ينس من تاريخ أبي هريرة في المدينة شيئًا وكيف ينسى ما وقع له نفسه أيام كان أبو هريرة يعيش في الصفة فقد كان يلاحقه في طريقه ويضايقه في سيره فلا يجد سبيلا إلى التخلص منه إلا بأن يدخل داره ويغلق الباب في وجهه وكان لايخفى عليه أن النبي أخرجه من المدينة بعد أن ظهر تطفله الذي أضجر الناس منه)) اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير