تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:49 م]ـ

الكذب:ومن حرمة المسلم على المسلم أن لا تكذب عليه: والكذب آفةٌ سيئةٌ من آفات اللسان، وهذه الآفة من أقبح الأمراض النفسية، إذا لم يسارع صاحبها بالعلاج، أودى به إلى النار، وبئس القرار، قال تعالى: ((وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون)) [البقرة: 10]. والكذب من كبائر الذنوب وفيه أضرارٌ عظيمة، ومن أضراره: إحداث الريبة عند الإنسان – والريبة هي التهمة والشك – والكذب محل تهمة وشك، والكذب يجعل الإنسان يقع في خصلة من خصال المنافقين. والمنافقون في الدرك الأسفل من النار قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أربعٌ من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) (1).

والكذب يمحق البركة بالبيع والشراء. والكذب يعدم الثقة بالناس، ومن آثار الكذب قلب الحقائق؛ لأنَّ الكذب يصور الحق باطلاً والباطل حقاً، ولو لم يكن في الكذب سوى أنَّه يؤدي إلى النار لكفاه سوءاً، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الكذب يهدي إلى الفجور وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، وإنَّ الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) (2).

وإذا وقع المؤمن في شيءٍ من هذه الصفة القبيحة

(الكذب) فعليه أنْ يعمل على التخلص من هذه الصفة المذمومة عقلاً وشرعاً، ومن ذلك أنْ يستحضر عظمة الله ويثق به؛ لأنَّ كثيراً من الكذب سببه الخوف من أشياء وهمية يصورها الشيطان. وعلى المسلم أنْ يكون محسناً الظنَ بالله (3) ويعلم جازماً أنْ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه (4) وبذلك يعلم أنَّ ما كُتِبَ له سيأتيه لا محالةَ وخاصة في أمور الدنيا.

.............................. ..... ............

(1) أخرجه: البخاري 1/ 15 (34)، ومسلم 1/ 56 (58)

(106) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

(2) أخرجه: البخاري 8/ 30 (6094)، ومسلم 8/ 29

(2607) (103) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

(3) روى مسلم في صحيحه 8/ 165 (2877) من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاث يقول: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن)).

(4) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه)) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة

(247)، والضياء في المختارة (2197).

ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:50 م]ـ

الحقد:ابتعد أخي المسلم كل الابتعاد عن الحقد؛ فإنَّ الحقد صفةٌ ذميمةٌ ذمها الإسلام، وهي صفة تذمها الفطرة السليمة، والحقد: أنْ يلزم قلبك استثقال أخيك المسلم والبغضة إليه، والنفار منه وأنْ يدوم ذلك ويبقى.

قال الدكتور مصطفى السباعي: ((لا تحقدْ على أحدٍ فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك ويبعد عنك أصدقاءك كما يؤلّب عليك أعداءك، ويكشف من مساوئك ما كان مستوراً، وينقلك من زمرة العقلاء إلى حثالة السفهاء، ويجعلك بقلب أسود ووجه مصفر، وكبد حرّى)).

ولا تحقد على المسلم حتى لو أساء إليك، وإذا غلبتك نفسك فعليك بالعلاج، وعلاج من أساء إليك أنْ تتمعن في قوله تعالى: ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) [آل عمران: 133 - 134].

وعن معاذ بن أنس أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: ((منْ كظم غيظاً وهو قادر على أنْ ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ حتى يخيّره منَ الحور العين ما

شاء)) (1).

وقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((ومن كظم غيظهُ ولو شاءَ أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه

رضىً)) (2).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير