تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال لي الشيخ مرة: والله لقد مر علي زمان لا أملك الريال الواحد في جيبي!!

وبعد سنين ابتنى شيخنا بيتا آخر بعد أن وسع الله عليه ..

ونزله منذ عام 1409 للهجرة وبقي فيه حتى وفاته .. رحمه الله ورزقه القصور

في الفردوس الأعلى ..

- من عادة الشيخ أن ينام على الأرض .. دون مراتب أو أسرّة .. وذلك في كل أسفاره ... وكنت أفعل مثله واعتدت على ذلك ..

فهو لا يطلب سوى وسائد يضعها تحت رأسه ..

يخلع عمامته ثم يقوم بتمريرها على الأرض ثلاث مرات

ثم يقرأ أذكار النوم وينفث على يديه ويمسح بها على جسده كما هي السنة ..

ثم يلف عمامته على وجهه ولا يخلع ثوبه .. ويستلقي على يمينه ثم ينام ..

2 - الحرص على نفع الناس وتعليمهم:

- أذكر مرة في حج إحدى السنوات أن شيخنا لم يكن ينام خلال

أربع وعشرين ساعة سوى أربع ساعات تقريبا ..

ولقد كان يبلغ منه الجهد فينعس وينام وسماعة الهاتف في يده ..

فأقوم أنا أو أحد مرافقيه بغلق السماعة وفصل خط التلفون وترك الشيخ وحيدا ليستريح، فيستيقظ ويقول أين الهاتف؟؟

فنقول له: أجهدت نفسك ياشيخي نم قليلا ..

فيقول: الناس محتاجة لمن يفتيها وأنا أنام؟؟

هات التلفون .. فيرغمنا على إحضاره ونحن نشفق عليه من التعب ..

- كنت معه مرة في العشر الآواخر من رمضان في مكة وكان لا ينام طوال الليل إلا أن يغفو قريبا من النصف ساعة إن وجد لها متسعا من الوقت قبل السحور ..

ذات يوم لم أتمكن أنا و شيخنا من النوم نهارا بسبب شغل ما، فأثقل ذلك

علينا جدا فكنت أذهب للمسجد للصلاة أو لقراءة القرءان أو لاستماع الدروس

فتغلبني عيني فأنام ولا استطيع القراءة أو الإصغاء ..

غير أن المشقة الأكبر هي على شيخنا رحمه الله فهو لا يجد فرصة ليستريح

لكثرة الناس والمحتاجين ..

فتحنا الأبواب للناس كما هو العادة في عصر ذلك اليوم وجلس الشيخ للناس

والمحتاجين وللفتاوى عبر الهاتف ..

ولا تسل عن حال شيخنا المسكين فقد كان يرفع سماعة الهاتف ويستمع لسؤال

السائل فينام وتسقط سماعة الهاتف من يده فيرفعها ويقول: أعد سؤالك فينام

ويكاد يسقط على وجهه دون أن يشعر ..

وكان السائل يجلس بين يدي الشيخ فيكلمه والشيخ ينصت له ولكن النوم يغلبه

فينام ويبقى السائل حائرا ولا يدري ما يفعل حتى أغمز شيخنا فيستيقظ فيقول

: أين كنا؟؟

واستمر شيخنا في برنامجه حتى اليوم التالي وصمد للناس حتى بلغ به الإعياء

حدا لا يوصف ..

وكانت القاصمة فجر اليوم التالي .. حيث أن الشيخ رحمه الله نام وهو يستمع

لقراءة الأسئلة وحوله الجمع الهائل من المستمعين والمقدر بالآلاف وكل يشهد

هذا الموقف وقد يذكره بعضكم!!

.. ولقد كان يتوقف أحيانا في الدرس فيغفو لثوان معدودة ثم يكمل حديثه في

موضوع مختلف .. حتى ظن بعض الجهال أن الشيخ خرف!

3 - مواقف في الحرم:

وصلنا إلى الحرم وبدأنا بطواف القدوم .. وكان الشيخ يسرع في خطاه حتى يكاد أن يجري .. وهو ما يسمى الرمل .. وكنا نفعل مثل ما يفعله خلافا لكثير من الطائفين ..

لاحظنا أحد العاملين في تنظيم المعتمرين حول الكعبة ..

وهو رجل كبير في السن عليه عباءة مزررة باللون الذهبي ..

مر بجواره الشيخ فلم يعرفه فنادى على الشيخ: إن ما تفعله بدعة وخلاف السنة .. !!

فلم يلتفت إليه الشيخ ولم يرد عليه ..

وحينما مر بجواره المرة التالية كرر عليه الكلام ..

حينها رد عليه الشيخ وهو يسير (والرجل يلهث خلفه ويمسك بمنكب الشيخ يريد إيقافه!!) قائلا: قد ثبت بالنص أن ذلك من السنة وروى له الحديث .. ثم دفع يده واستمر .. ثم قام الشيخ صالح الزامل وهمس في أذن الرجل وقال له: الشخص الذي تتكلم معه، هو الشيخ محمد بن صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء!!

تأفف الرجل وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله،والله ما عرفت الشيخ ..

بعد انقضاء الأشواط الثلاثة التي يرمل فيها، مشينا مشيا عاديا ولحق ذلك الرجل بنا واعتذر من الشيخ ..

لا يحب شيخنا أن يعرف نفسه لأحد فذلك ليس من شيمه ..

إلا إن رأى حاجة لذلك ..

من المواقف التي أذكرها جيدا ..

في سنة من السنوات كنت أسعى بين الصفا والمروة معه ...

وكان الشيخ بطبيعة الحال محرما .. وكثير من الناس لا يميز جيد ا حينما يكون محرما .. فهو بخلاف الشكل المعتاد له ..

مررنا بجوار رجل في الخمسينيات يحمل مصحفا في يده ويلبس نعلا في المسعى ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير