يقول ديل كارنيجي ـ في كتابه المشهور (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس):
"إن قسمات الوجه خير معبر عن مشاعر صاحبه، فالوجه الصبوح ذو الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلة لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين، إنها أفضل من منحة يقدمها الرجل، ومن أرطال كثيرة من المساحيق على وجه المرأة، فهي رمز المحبة الخالصة والوداد الصافي.
ويقول: لقد طلبت من تلاميذي أن يبتسم كل منهم لشخص معين كل يوم في أسبوع واحد.
فجاءه أحد التلاميذ من التجار، وقال له: اخترت زوجتي للابتسامة، ولم تكن تعرفها مني قط، فكانت النتيجة أنني اكتشفت سعادة جديدة لم أذق مثلها طوال الأعوام الأخيرة! فحفزني ذلك إلى الابتسام لكل من يتصل بي، فصار الناس يبادلونني التحية ويسارعون إلى خدمتي وشعرت بأن الحياة صارت أكثر إشراقاً وأيسر منالاً، وقد زادت أرباحي الحقيقية بفضل تلك الابتسامة ... إلى أن قال:
تذكر أن الابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكنها تعود بخير كثير، وهي لا تفقر من يمنحها مع أنها تغني آخذيها، ولا تنس أنها لا تستغرق لحظة، ولكنها تبقى ذكرى حلوة إلى آخر العمر. وليس أحد فقير لا يملكها، ولا أحد غني مستغن عنها) انتهى كلامه.
كم نحتاج إلى إشاعة هذا الهدي النبوي الشريف، والتعبد لله به: في ذواتنا، وبيوتنا، مع أزواجنا، وأولادنا، وزملائنا في العمل، فلن نخسر شيئاً! بل إننا سنخسر خيراً كثيراً ـ دينياً ودنيوياً ـ حينما نحبس هذه الصدقة عن الخروج إلى واقعنا المليء بضغوط الحياة.
إن التجارب تثبت الأثر الحسن والفعّال لهذه الابتسامة حينما تسبق تصحيح الخطأ، وإنكار المنكر.
جاء في ترجمة الموفق ابن قدامة رحمه الله ـ صاحب كتاب "المغني" ـ أنه كان لا يناظر أحداً إلا وهو يتبسم، حتى قال بعض الناس: هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه.
وبعد: فإن العابس لا يؤذي إلا نفسه، وهو ـ بعبوسه ـ يحرمها من الاستمتاع بهذه الحياة، بينما ترى صاحب الابتسامة دائماً في ربح وفرح.
هذه المقالة نشرت في هذا الموقع ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=24&catid=202&artid=9194)
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[08 May 2007, 02:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا، و بارك الله فيك على هذا الكلام الطيب الذي تنشرح له النفوس، سدد الله خطاك و وفقك لكل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 May 2007, 06:56 ص]ـ
شكر الله لكم وبارك فيكم يا أبا عبدالله على هذا المقال الماتع، والتنبيه اللطيف على هذا الخلق النبوي الكريم السهل، وقد ذكرتني مقالتك هذه بقصيدة للشاعر أبي ماضي، يخاطب فيها صاحبه المكتئب ويدعوه للابتسامة مهما احلولكت الحياة في ناظريه:
قال السماءُ كئيبةٌ! وتجهما = قلتُ: ابتسمْ يكفي التجهمُ في السما!
قال: الصبا ولَّى! فقلتُ له: ابتسم = لن يرجع الأسفُ الصبا المتصرما!!
أيكون غيركَ مجرما، و تبيت في = وجلٍ كأَنَّكَ أنت صرتَ المجرما؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم = أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم = لو لم تكن منهم أجلَّ و أعظما!
قال: المواسم قد بدت أعلامها = و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و عليَّ للأحباب فرضٌ لازمٌ = لكنْ كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل = حياً, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرَّعتني عَلّقماً = قلت: ابتسم و لئن جرعتَ العلقما
فلعلَّ غيركَ إن رآك مرنما = طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما = أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
يا صاح, لا خطرٌ على شفتيك أن = تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى= متلاطم, و لذا نحب الأنجما!
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا = يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى = شبر, فإنك بعدُ لن تتبسما
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[08 May 2007, 08:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأود أن أضيف لفتة رائعة ذكرها أحد الأخوة لعل الكثير منا يغفل عنها قال:
الأساتذة والمدرسون يغبطون في هذا الجانب لأن الواحد منهم إذا ابتسم أمام طلابه كتب له صدقات بعدد الطلاب فابتسامة واحدة فيها صدقات كثيرة بفضل الله، فكم من الطلاب نقابل في فصول الدراسة كل يوم. فأين المشمرون .. ؟
ـ[السائح]ــــــــ[10 May 2007, 01:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.