فتأجل الختم وذهبنا لبيت الشيخ وما أن وصلنا إلى حارة الكندرة الحارة الشعبية التي تتمتع بأنها مركز يمني وحضرمي كبير في جدة .... هناك اقتربنا من بيت الشيخ حتى وصلنا الباب
وكم دخلنا هذا الباب مسرورين مبتسمين متشوقين الى لقاء هذا العالم الكبير فنجده يتلقانا بوجهه البشوش وترحيبه المعهود
لكن اليوم مختلف ....
الناس مجتمعون والأحباب يبكون والدموع في المحاجر تتقافز
والأسف يعلو الوجوه على فقد هذا العلم الكبير
والمعمر الشهير ... الذي لم يتوقف عن الدرس طوال هذه السنين المتعاقبة الا من مدة قصيرة بعد أن اشتد به المرض
دخلنا فسلمنا على ولده ونجله المبارك ......
دخلنا الى المجلس الذي شهد آلاف الصفحات تقرأ سماعاً على شيخنا رحمه الله
وعلمنا أن ابنه الأكبر احمد كان بالأمس هنا فاطمأن على صحة الوالد وسافر
وجلسنا هنيهة فإذا بنجله يقول
والله لقد كان يذكركم ويذكر طلابه إلى أخر لحظة في حياته، قلت نعم لأنهم أولاده في العلم وكفى به نسباً
وبعد قليل أذن لنا أن ندخل على الغرفة التي فيها جثمان الشيخ وكان معي ولدي عاصم وأخونا الحبيب أبو هاشم الحسني وعدد من طلبة مجلس البخاري ودخلنا على الشيخ وهو مسجى ...
يا إلهي إن للموت رهبة ... إن للموت جلالاً ........
جلسنا قليلا ودعونا الله تعالى بما تيسر ... ثم كشف لنا عن وجه الشيخ لنلقي عليه النظرة الأخيرة
ماذا أصف؟؟؟
ماذا أقول؟؟؟؟
لن يستطيع القلم أن يكتب ...
ولن يستطيع اللسان أن يتكلم ...
رأيت وجها منيرا كا البدر .... ومحيا مشرقاً ..... ونومة هادئة فما شككت أنه نائم
وتلعثم اللسان عن الكلام ....
ولم أدر ماذا افعل حتى تقدم أحد الأحباب الخلص للشيخ ممن كان يحبهم ويقدرهم وله مكانة خاصة لديه فقبله على جبهته ...
فقبلت جبهة سجدت لله مائة وعشر سنين!!!
تخيلوا مائة وعشر سنين!!!!!!!
قبلت جبهة متوضئة منورة بنور العلم والقرآن
قبلت جبهة بقيت مرفوعة إلى آخر نفس في حياته
قبلت جبهة طاهرة احتوت عينين رأتا كبار العلماء وتكحلت بفطاحل العظماء
لقد رأت تلك العينان الطاهرتان العلامة الكبير علوي بن عبد الرحمن المشهور عام 1329 هـ
وصافحته وشملته إجازته وكان شيخنا قد ناهز الاحتلام
لقد رأت تلك العينان أئمة كبارا منهم محدث الحرمين الشيخ عمر حمدان المحرسي
وغيره وغيره
نعم قبلت تلك الجبهة الطاهرة الزكية التي ما سجدت لغير الله
فوجدتها ناعمة طرية لطيفة وشممت العطر يفوح منها
اعذروني لن استطيع أكتب أكثر من هذا
ولكنني اقول من باب الخير والمشاركة في الخير
الشيخ سيصلى عليه غدا صلاة الفجر في مسجد الفيصلية
وسيدفن في مقابر الفيصلية بجدة
رحمه الله رحمه
اللهم إنه وفد عليك فاجعل قراه منك الجنة
و الله يا شيخنا لو أنني اطلعت على مواضيعكم هذه - بهذه الكثرة - عن مشايخكم - و أكثرهم مسنون - لما تركتكم .. و لظللت ألاحقكم حتى تنجزوا الوعد ..
يا سيدي اترك رغباتنا القوية في مصاحبة بركات العصر سيرة و صورةً .. و ما لذلك من فوائد قد تفوق كثيراً من العلم نفسه! .. كان يحضر مجلس الإمام أحمد الآلاف .. و لا يكتب منهم إلا قليل!؟!
على الأقل أدّوا ما عليكم من واجب تجاه هؤلاء الأعاجيب .. بذلك الكتاب الفريد العجيب!؟!
و أنا و الله مستعد لمساعدتكم مكتبياً .. و أكثر إن لزم ... كتحضير شاي و ما شابه بالسرور و التشرف.
بارك الله فيكم.
ـ[مرهف]ــــــــ[21 Apr 2010, 05:34 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله العالم الجليل والحبر الكبير ونسأل الله أن يرفع درجته ويعلي مقامه ويجعله في عليين، وأخلف على المسلمين خيراً.
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 Jun 2010, 03:53 ص]ـ
و الله يا شيخنا لو أنني اطلعت على مواضيعكم هذه - بهذه الكثرة - عن مشايخكم - و أكثرهم مسنون - لما تركتكم .. و لظللت ألاحقكم حتى تنجزوا الوعد ..
يا سيدي اترك رغباتنا القوية في مصاحبة بركات العصر سيرة و صورةً .. و ما لذلك من فوائد قد تفوق كثيراً من العلم نفسه! .. كان يحضر مجلس الإمام أحمد الآلاف .. و لا يكتب منهم إلا قليل!؟!
على الأقل أدّوا ما عليكم من واجب تجاه هؤلاء الأعاجيب .. بذلك الكتاب الفريد العجيب!؟!
و أنا و الله مستعد لمساعدتكم مكتبياً .. و أكثر إن لزم ... كتحضير شاي و ما شابه بالسرور و التشرف.
بارك الله فيكم.
فأدرك البقية شيخنا الكريم .. و لا تتركنا هكذا نجهل أين وصلتم في الكتاب المزمع المزعوم http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif