تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Jun 2007, 04:42 م]ـ

قال شهاب الدين أحمد الناصري في الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 3/ 67 - 68:

ومن عجيب سيرته [السلطان محمد بن عبد الله]ـ رحمه الله ـ أنه كان يرى اشتغال طلبة العلم بقراءة المختصرات في فن الفقه وغيره، وإعراضهم عن الأمهات المبسوطة الواضحة = تضييع للأعمار في غير طائل، وكان ينهى عن ذلك غاية، ولا يترك من يقرأ "مختصر خليل" و"مختصر ابن عرفة" وأمثالهما، ويبالغ في التشنيع على من اشتغل بشيء من ذلك، حتى كاد الناس يتركون قراءة "مختصر خليل"، وإنما كان يحض على كتاب "الرسالة" و"التهذيب" وأمثالهما، حتى وضع في ذلك كتابا مبسوطا أعانه عليه أبو عبد الله الغربي وأبو عبد الله المير وغيرهما من أهل مجلسه.

ولما أفضى الأمر إلى السلطان العادل المولى سليمان ـ رحمه الله ـ صار يحض الناس على التمسك بالمختصر، ويبذل على حفظه وتعاطيه الأموال الطائلة، والكل مأجور على نيته وقصده غير أنّا نقول:

الرأي ما رأى السلطان سيدي محمد ـ رحمه الله ـ وقد نص جماعة من أكابر الأعلام النقاد مثل: الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي،

والشيخ النظار أبي إسحاق الشاطبي،

والعلامة الواعية أبي زيد عبد الرحمن بن خلدون،

وغيرهم أن سبب نضوب ماء العلم في الإسلام، ونقصان ملكة أهله فيه = إكباب الناس على تعاطي المختصرات الصعبة الفهم، وإعراضهم عن كتب الأقدمين المبسوطة المعاني الواضحة الأدلة، التي تحصل لمطالعها الملكة في أقرب مدة، ولعمري لا يعلم هذا يقينا إلا من جَرّبه وذاقه، وقد تقدم لنا في صدر هذا الكتاب أن ملوك بني عبد المؤمن كانوا يحملون الناس على الرجوع في الأحكام إلى الكتاب والسنة كل ذلك اعتناء بالعلم القديم ومحافظة على أصوله، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Jun 2007, 04:42 م]ـ

قال العلامة محمد بن الحسن الحجوي في الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 2/ 146:

في القرن الرابع بدأت فكرة الاختصار والإكثار من جمع الفروع بدون أدلة وشرح تلك المختصرات، فبعدما كانوا في القرن الثالث مصنفين مبتكرين؛كأسد بن الفرات وسحنون، وابنه، والبويطي ومحمد بن الحسن وأمثالهم، صار الحال في القرن الرابع إلى الشرح ثم الاختصار والجمع، فانظر الفضل بن سلمة وابن أبي زمنين وابن أبي زيد والبراذعي اختصروا «المدونة» في عصر متقارب، وهكذا نظراؤهم في عصرهم من المذاهب الأخرى؛ كالمزني حيث اختصر مذهب الشافعي.

والاختصار لا يسلم صاحبه من آفة الإفساد والتحريف فقد اعترض عبد الحق الإشبيلي مواضع من مختصر ابن أبي زيد القيرواني والبراذعي أفسدها الاختصار، وهكذا المزني اعترض عليه ابن سريج كما سبق في ترجمته.

ولا يخفى أن الاشتغال بإصلاح ما فسد هو غير الاشتغال بالعلم نفسه؛ فالرزية كل الرزية ما حال بين المسلمين وبين نصوص نبيهم وكلام ربهم، والرزية كل الرزية في الاشتغال بالمختصرات، فالاختصار والتوسع في جمع الفروع من غير التفات للأدلة هو الذي أوجب الكهولة؛ بل القرب من الشيخوخة التي دخل فيها الفقه في القرون الآتية، فالفقه بقي مدة قرنين متماسكا كهلا قويا، ولله عاقبة الأمور.

= يتبع

ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[29 Jun 2007, 05:52 م]ـ

شكراً لك شيخ عبد الرحمن على هذه الإطلالة, وبالمناسبة فهناك رسالة علمية-ماجستير- من روائع أخينا الشيخ علي بن سعيد العمري إلى جامعة أُم القرى – كلية الدعوة وأصول الدين بعنوان: "المختصرات في التفسير" دراسة- وتطبيق, ولعلي أسوق خطة هذه الرسالة في وقتٍ لاحقٍ إنشاء الله!!

ـ[أبو العالية]ــــــــ[03 Jul 2007, 08:38 م]ـ

الحمد لله، وبعد ..

عنوان جميل، واختيار للموضوع موفق.

وأرجو أن يكون الطرح والتقسيم موفقاً ونافعاً

وليتك تعجل لنا أيها الأخ الكريم

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jul 2007, 02:22 ص]ـ

شكر الله لكم

لم يبق إلا القليل ولكن الوقت ضيق والكتابة تحتاج مني لوقت كثير.

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[19 Jul 2007, 12:53 م]ـ

أخي الفاضل الشيخ: عبد الرحمن السديس

بارك الله فيكم .. طرح جيد ومبارك ولكن هذا في مجمله وصف للداء ولا بد من وجود البديل ووضع الدواء الناجع الذي يفرض وجوده عمليا على أرض الواقع فلا المختصرات المخلة ولا المطولات المملة نستطيع أن نقررها لأبنائنا والأمر ككل حال في دنيا المؤمنين يجب أن يحكمها قول الباري جل جلاله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا .. ) وقول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه (خير الأمور أوسطها) وفي رواية (أوساطها). فالوسطية رائدنا من غير إفراط ولا تفريط ...

لا حرمنا الله من مناهج تعتمد الدليل متوسطة في منهجيتها متكاملة في طرحها لا تغادر معلوما من الدين بالضرورة إلا بينته لتكون مشعل هداية في طريق السالكين من الدعاة المخلصين وطلبة العلم والعلماء العاملين حتى يتخرج جيل متفتح يحمل الراية بجدارة متسلحا بخير سلاح ألا وهو البيضاء النقية التي لا يزيغ عنها إلا هالك: كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. إذا لا بد لكل طرح من واقع يستند إليه ولا بد لهذا الواقع من إمكانات وطاقات مادية وفكرية ودعم معنوي يدفها في حيز التنفيذ حتى لا تضيع الجهود ولا تتفرق الأمة فتسير إلى المجهول. ولمثل هذا فليعمل العاملون. جزاكم الله خيرا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير