تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كان لتجارب ثورندايك مقدمات في دراسة سلوك الحيوان ... و كجهاز لدراسة التعلم استخدم المتاهات و الصناديق أو الأقفاص المشكلة (الأقفاص المحيرة) و غيرها. ووجد أنه إذا أخذ أحد الأفراخ ووضعه في متاهة لها طريق واحد للهرب , فإن الفرخ يدور حول نفسه مرددا بصره هنا و هناك , و أخيرا يخرج و ينضم إلى بقية الأفراخ خارج المتاهة. فإذا أعيد وضعه في المتاهة من جديد فإنه يتقدم درجات في الهرب بسرعة أكبر.إلى أن يندفع إلى طريق الخروج بلا تردد. و القطة الصغيرة الجائعة إذا وضعت في أحد الأقفاص أو الصناديق المشكلة , ووضع بجانبها من الخارج طعاما , فإنها ستسلك نفس نوع السلوك , و ستتعلم الخروج من الصندوق بنفس الطريقة. و توصل ثورندايك نتيجة هذه التجارب إلى أن الحيوانات غير قادرة على العمليات العقلية كالفهم و الإستبصار.لأنها لو تفهمت المشكلة لوصلت إلى الحل في وقت قصير. و أيقن أن تعلم هذه المواقف يتم بالتدريج بمعنى أن تكرار المحاولات يؤدي إلى تقدم تدريجي نحو السيطرة على الموقف و تعلم الإستجابات الصحيحة.

وضع ثورندايك عددا من القوانين الأساسية لتفسير عملية التعلم و عددا آخر من القوانين الثانوية التي ترتبط بها. و قد مرت هذه القوانين بعدد من التطورات.فثورندايك لم يكن جامد الفكر , و لم يكتف بصياغة قوانينه في صورتها الأولى بل عمل على اختبارها باجراء المزيد من التجارب لإعادة صياغتها. المجموعة الأولى من القوانين التي وضعها لتفسير عملية التعلم تشمل:

قانون المران:

بمعنى أن الإستجابات تقوى بالإستعمال و تضعف بالإهمال. و ليس ثورندايك هو أول من تكلم عن أهمية التكرار أو المران في عملية التعلم فقد سبقه إلى ذلك وطسون رائد المدرسة السلوكية.الذي وضع في ذلك قانون التكرار الذي يبين أن تكرار الإرتباط بين مثير معين و استجابة معينة يؤدي إلى قوة هذا الإرتباط, و إلى ظهور الإستجابة كلما ظهر المثير المعين.

و الحقيقة أن تكرار الإرتباط لا يكفي وحده لحدوث التعلم.فهناك استجابات كثيرة تتكرر كل يوم و مع ذلك لا نتعلمها. وقد فطن ثورندايك لهذا العيب في قانون المران عندما وجد أن التكرار لا يؤدي إلى تحسن التعلم في جميع الأحوال و إلا لعمل تكرار الإستجابات الفاشلة على زيادة قوة هذه الإستجابات, بل قل ظهورها بالتدريج.و كذلك فطن وطسون إلى النقص في قانونه (التكرار) و لذلك وضع قانونا آخر هو قانون الحداثة , بمعنى أن الإستجابة الأخيرة التي يعملها الحيوان لها أسبقية على الإستجابات الأخرى. وما دامت الإستجابة الناجحة التي توصل إلى الهدف هي الإستجابة الأخيرة, فإن لها أسبقية و تصبح أكثر احتمالا للظهور من غيرها. إلا أن ثورنديك لم يأخذ بهذا التفسير لأنه غير كاف و لا يفسر لماذا يعود الحيوان ثانية إلى عمل الإستجابات غير الصحيحة في المحاولات التالية.و رأى أن تثبت الإستجابات الصحيحة و تضاؤل الإستجابات الخاطئة يعود إلى عامل آخر هو الأثر.

قانون الأثر:

بمعنى أن الإستجابات أو الحركات تثبت أو تحذف حسب ما يتبعها, أي حسب الأثر المترتب على عملها. فالحيوانات مثلا تثبت الإستجابات التي تؤدي بها إلى الطعام و تحذف هذه عندما تفشل في الحصول عليه. و الأثر هنا هو ما يحدث تابعا للإستجابة و في حدود ثوان قليلة غالبا بعدها.أثناء المحاولات المتتالية تظهر روابط بين الموقف و عدد من الإستجابات يقوم بها الحيوان للتغلب على الصعوبات و لإشباع دافع عنده.عامل السرور و الإرتياح الحادث نتيجة عمل بعض الإستجابات يعمل على تقوية الرابطة بين الحادث و بين الإستجابات أو الحركات المؤدية إليه و من ثم يميل الحيوان إلى تكرارها ,مما يعمل على زيادة قوة هذه الإستجابات, و العكس صحيح

قانون الإستعداد:

يحدد هذا القانون الأسس الفسيولوجية لقانون الأثر , و يوضح الظروف التي يكون فيها الكائن الحي في حالة ارتياح أو ضيق, و يحدد ثلاثة ظروف يمكن أن يعمل الكائن الحي تحت تأثيرها في مواقف التعلم, هي:

1_حينما تكون الوحدة العصبية مستعدة للعمل فإن عملها يريح الكائن

2_حينما تكون الوحدة العصبية غير مستعدة للعمل و لا تعمل , فإن عدم عملها يسبب الضيق للكائن الحي

3_حينما تكون الوحدة العصبية غير مستعدة للعمل وتجبر عليه فإن العمل يسبب الضيق للكائن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير