و هو يقصد هنا بالوحدة العصبية الخلايا العصبية ,أي يرجع ظروف الإرتياح أو الضيق إلى عمل الجهاز العصبي بدون التعرض لتفصيلات هذا العمل.و يقصد من وراء ذلك استبعاد النواحي النفسية ذات الصلة بالموضوع. وواضح أن وجهة نظر ثورنديك هذه يمكن فهمها على ضوء ما يمكن أن يؤدي إليه الاستعداد للعمل من نتائج. فالتلميذ الذي استعد للإستذكار , و اتخذ مكانه من المكتب يريحه أن يشرع في عمله , ويسبب له الضيق أن يطلب منه إحضار شئ أو المساعدة في العمل حتى لو كان يرتاح لهذا العمل في وقت آخر. و كذلك التلميذ الذي يشرع في اللعب مع زملائه , و يجبر على العودة من اللعب و البدء في المذاكرة ,فإن إجباره على القيام بهذا العمل الأخير , الذي لا تتوفر له ظروف الإستعداد , يسبب له الضيق ...
كما وضع ثورندايك عددا من القوانين الأخرى لتسد الحاجة و لتوضيح بعض النواحي التي تحتاج إلى توضيح عند استخدام القوانين الأساسية في مجالات العمل المدرسي و تعلم الإنسان.و هذه القوانين:
الإستجابة المتعددة أو المتنوعة:
يضطر الكائن الحي في مواقف التعلم إلى تنويع الإستجابات غير المناسبة, قبل أن يصل إلى الإستجابة التي تنهي الموقف و يرتاح لها
الموقف أو الإتجاه:
يخضع التعلم للحالة التي يكون عليها الفرد و موقفه من موضوع التعلم. فالتلميذ الذي يكره دراسة مادة ما مثل الجغرافيا ,لا يقبل على دراستها كما يقبل على مواد أخرى.
العناصر السائدة:
يستطيع الإنسان أن ينتقي العنصر الأقوى في الموقف و أن يستجيب له و أن يهمل العناصر الأخرى الأقل أهمية, بعكس الكائنات الأخرى
الإستجابة المماثلة:
و هذا القانون يوضح الكيفية التي يتصرف بها الفرد في المواقف الجديدة. فهو يستجيب لهذه المواقف على نحو ما استجاب للمواقف المماثلة. ويستفيد في ذلك من نتائج الخبرة السابقة و بأوجه التشابه بين الموقف الجديد و المواقف السابقة.
نقل الإرتباط:
يمكن نقل أي استجابة ترتبط بموقف معين إلى موقع آخر أو لمثير آخر جديد. و تكون النتيجة أن تحدث الإستجابة المعينة في ظروف أخرى غير الظروف و المواقف الأصلية التي كانت تحدت فيها, و هي نفس القاعدة التي يقوم عليها التعلم الشرطي , و إن كان ثورنديك يعتقد أن التعلم الشرطي هو حالة خاصة من قاعدته هذه.
++++++++++++++++++++++++++++++
أجرى ثورندايك تعديلا لقوانينه الأساسية و أهمها استبعاده لقانون المران و تعديله لقانون الأثر.
استبعاد قانون المران:
المران في حد ذاته لا يؤدي إلى أي تحسن في التعلم و إنما يتيح الفرصة فقط لعوامل مثل التوجيه و الإثابة بأن تتدخل.فتكرار الموقف التعلمي بدون أن يعرف المتعلم أوجه الخطأ و الصواب بدون أن يثاب على ما يفعله لن يؤدي إلى أي تحسن أو إلى تحسن ضئيل للغاية إذا قورن بالمران الموجه أو بالفعل المثاب , فالإثابة تقوي الروابط أكثر مما يقويها مجرد التكرار.
تعديل قانون الأثر:
أعاد ثورندايك النظر و رأى أن الأرتياح أو الثواب أبعد أثرا في تقوية الروابط من الضيق أو العقاب في إضعاف الروابط و إزالتها. بمعنى أن الثواب يقوي الروابط دائما, بينما العقاب إما يؤثر فيها تأثيرا أقل أو لا يؤثر فيها بالمرة , فالتلميذ الذي يخطئ في أداء واجباته و الذي يعاقبه المدرس على خطئه , من المحتمل أن يؤدي عقابه ليس إلى إضعاف الرباط فيقل إهماله , وليس إلى تكون رباط جديد يؤدي إلى الإهتمام بعمل الواجبات , بل قد تتكون روابط جديدة مثل الهروب من حصص المدرس ... و قد كان لهذا التعديل أثر كبير في ميادين تطبيقية عديدة ,و خاصة تلك التي تعمد في تعديلها للسلوك على العقاب , كالتدريس و معاملة الأطفال و علاج الأحداث و عقاب المجرمين ...
و نتيجة لهذا التعديل أيضا اضطر ثورنديك إلى وضع قوانين ثانوية جديدة نلخصها فيما يلي:
الإنتماء:
مما يسهل عملية الإنتماء أن تنتمي الإستجابة إلى موقف معين , أو لموضوع محدد. هذا الإنتماء يزيد من قوتها , و بالتالي من تعلمها. أو بمعنى آخر كلما كانت أجزاء الموضوع المتعلم مرتبطة بعضها ببعض كلما زادت فرصة تعلمها. و بالنسبة للثواب و العقاب فيتوقف انتماؤهما على مدى ارتباطهما بالموقف الذي يشبع حاجة عند الشخص المثاب أو المعاقب.فإذا أنت كافأت تلميذا لأنه أجاد في الرد على أسئلتك , فإن الإثابة تنتمي إلى الموقف. أما إذا كافأته لأنك كنت مسرورا في هذا اليوم ,فإن الإثابة لا علاقة لها بالموضوع.
التجمع:
يسهل استخدام الإرتباطات في الإتجاه الذي تكونت فيه عن استخدامها في اتجاه مضاد.فالطفل الذي تعود عد الأرقام بأصابعه ليحصل على مجموعها ,لا يستعملها بطريقة عكسية في عملية الطرح. و التلميذ الذي تعود استخدام طريقة معينة في حل نوع من المسائل و طريقة أخرى في في حل نوع آخر ,لا يفكر في استخدام الطريقة الأولى في حل المسائل التي من النوع الثاني حتى لو كانت تفيد في حلها.
التعرف:
إذا استطاع المتعلم أن يتعرف على الموقف أو الموضوع الذي يقدم له و أن يتحقق منه, نتيجة سابق خبرته به ,كان من السهل عليه أن يتعلمه. فتعلم الطفل لوصف الطيور الداجنة و الحيوانات الأليفة التي يراها كل يوم أسهل من تعلمه للحيوانات الغريبة التي لا يعرفها.
شدة التأثير:
كلما ازدادت شدة المثير أو شِدة الموقف, كلما زاد ميل الفرد للإستجابة له. فنحن نستجيب للأصوات العالية التي تزعجنا بالإبتعاد عنها بينما لا نستجيب للأصوات الأقل شدة بهذه الإستجابات.
اليسر:
كلما كانت الإستجابة في تناول الفرد و في مقدوره أن يعملها, كلما سهل ارتباطها بمواقف التعلم. و يرتبط هذا القانون بعامل النضج و أهميته في التعلم.فالطفل الذي يستطيع أن يتحكم في القلم و يستخذمه في الكتابة يكون أسرع في تعلمه من الطفل الأقل نضجا و الذي لا يستطيع أن يقوم بهذه العملية بيسر و سهولة. و الإرتباطات من هذا النوع تكون قوية في أول تكونها.
تأثر بهذه النتائج وطسون زعيم المدرسة السلوكية التي تنطلق من السلوك.
رغم أنه كان لا يتفق مع ثورنديك في جميع الآراء و خصوصا قانون الأثر كما تأثرت نظرية وطسون بأعمال بافلوف حول الفعل المنعكس الشرطي ,و هي النظرية التالية بإذن الله.