ـ[أبو طارق]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 12:25 م]ـ
الأستاذ الفاضل داوود أبازيد: وسع صدرك معي لأني أردت أن أستفسر منك عن شي مهم بالنسبة لي. لإارجو ألا يضيق صدرك ( ops
قلت في تعقيبك للموضوع أعلاه:
ألا ترى معي أن تعليق الجار والمجرور (شبه الجملة) بالفعل (أحدثوا) مباشرة أسلم من تعليقها بصفة تقدمت فصارت حالا وحذفت؟
أنا معك في قولك لأن في ما ذهبت إليه تعقيداً واضحاً.
السؤال:
هل قولنا أن شبه الجملة متعلق بالفعل يعد إعراب لها؟ لأني أعرف الإعراب محصور في عدة أشياء: الفاعل والمفعول والحال والصفة والتمييز وغيرها. فأرجو أن توضح لي هذا المفهوم ولك مني الشكر الجزيل
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إن سمحتم أن أبدي رأيي قلت: إعراب الأستاذة الفضلى معالي هو الصحيح الذي لا يجوز غيره.
أخي أبا طارق لا يجوز أن نعلق الجار والمجرور بحال متقدمة على صاحبها (ثقبا) لأنه يفسد المعنى، حيث يصير المعنى: أحدثوا ثقبا حالة كون هذا الثقب كائنا في ساق الشجرة، والإحداث تم قبل أن يوجد الثقب، فبعد الانتهاء من عملية الإحداث وجد الثقب وصار كائنا، ولو قلت: رايت في ساق الشجرة ثقبا تعيّن أن يتعلق الجار والمجرور بحال من الثقب، ولا يمكن تعليقهما بالرؤية لأن ساق الشجرة ليست مكانا حدثت فيه الرؤية، وإنما هي مكان للثقب.
وبيان تعلق الظرف أو الجار والمجرور يعد من الإعراب حيث يتوقف عليه فهم معنى الجملة.
مع التحية الطيبة.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 03:39 ص]ـ
جوزيت خيراً أستاذنا الفاضل. قلت فأوفيت و أصبت الغرض من سؤالي فبارك الله فيك
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 08:59 ص]ـ
السؤال:
هل قولنا أن شبه الجملة متعلق بالفعل يعد إعراب لها؟ لأني أعرف الإعراب محصور في عدة أشياء: الفاعل والمفعول والحال والصفة والتمييز وغيرها. فأرجو أن توضح لي هذا المفهوم ولك مني الشكر الجزيل
الأخ الكريم أبو طارق .. كلام الأغر كلام متعلم يبدي رأيه من دون أن يطلع على المسألة في كتب النحو، فيشكر على رأيه وتقديره غير الصحيح، لأنه فكر بعقل وإن أخطأ .. وصبرا على الخلط والتخريف أدناه، ولعلك فهمتني ..
ردا على سؤالك القيم أقول: إن النحو في بلادنا العربية للأسف قد تدخلت فيه عوامل عملت على بعض الاختلاف، ومنه إعراب شبه الجملة (الظرف والجار والمجرور) فهناك بحث في النحو واسع بعنوان (تعليق الظرف والجار والمجرور) أو (إعراب أشباه الجمل) ولا أستطيع الخوض فيه الآن .. وكأنني لمحت شيئا منه في أحد المنتديات .. ولكنني أقول في عجالة:
لو قلنا: (في الصف طالب) لجاز لنا أن نقول: والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف تقديره (موجود أو مستقر أو كائن) يقول عنه العلماء (متعلق بكون عام) أي بكلمة ذات دلالة عامة، وهو ما تسأل عنه ويجوز لنا القول وشبه الجملة في محل رفع خبر مقدم .. وهذا الأخير هو ما تعرفه تماما .. فبعض الدول العربية تأخذ بالثاني فقط، وبعضها يأخذ بالأول مع الإشارة إلى الثاني ..
والمعروف عند من يأخذ بالتعليق أن التعليق يجب أن يكون بالفعل التام، أو بالمشتق أو بما يمكن تأويله بالمشتق بحسب ارتباط المعنى .. ومن هنا كلمة تعليق أي ارتباط ..
ولكن لو قلنا: ضربت المسيء بالعصا، فما محل شبه الجملة؟ أنقول إنها في محل نصب حال من الفاعل؟ أنقول إنها حال من المفعول به؟ التكلف هنا واضح، فلا أنا كائن بالعصا ولا المسيء كائن بها .. لذا يقولون: والجار والمجرور متعلقان بالفعل (ضرب) أي إن الضرب حدث بالعصا، وهذه هي فكرة التعليق، فالعلاقة بين الضرب والعصا واضحة، لأن فعل الضرب حدث بهذه الآلة ..
ولو قلنا: (جلس الولد بين الأشجار) فبعد أن نقول: بين: مفعول فيه ظرف مكان منصوب .. نقول: متعلق بالفعل جلس .. وذلك لأن فعل الجلوس حدث في هذا المكان، فالمكان متعلق بالفعل .. ومن اللغو أن نقول جلس الولد كائنا بين الأشجار أو جالسا بينها ..
ولكن لوقلت (رأيت العصفور فوق الشجرة) فالذي فوق الشجرة هو العصفور وليس فعل الرؤية، فلا يتعلق الظرف بالفعل رأى .. لذا نقول: فوق مفعول فيه ظرف مكان منصوب (متعلق بحال محذوفة) أو (في محل نصب حال) ولو كان العصفور نكرة (رأيت عصفورا فوق الشجرة) لقلنا فوق (في محل نصب صفة) أو (متعلق بصفة محذوفة) وتقدير المحذوف هنا في الحالين هو (كائنا أو موجودا أو مستقرا) ولا يجوز تقدير الحال أو النعت بكلمة مخصوصة محددة مثل (مغردا أو مرفرفا أو متفليا أو محلقا) ففي هذه الحال يجب ذكر النعت أو الحال ويتعلق الظرف بالمذكور ..
وكذا لو قلنا (على الغصن) فلنا في الجار والمجرور أن نعلقهما بالمحذوف أو أن نعطيهما محل المحذوف ..
وأخيرا لعلك لاحظت أن ثمة أماكن لا نستطيع أن نعطي شبه الجملة فيها محلا، فهنا يتوجب التعليق فقط، وحيث جاز المحل فيجوز التعليق أيضا .. والحمد لله رب العالمين ..
¥