فقد قرئت الآية: {فإنه غفور رحيم} بالوجهين، أي بكسر همزة " إن " وفتحها.فالكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة، والتقدير: فهو غفور. والفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ، والخبر محذوف، أو خبر والمبتدأ محذوف
3 - إذا وقعت في موضع التعليل.
تكلم معهم إن كلاماتك تريحهم، أو " أنَّ كلاماتك تريحهم "
4 - أن تقع جوابا للقسم صُرح فيه بفعل القسم ولم يقترن خبره باللام:
مثال:أقسم لك إني أحترمك " أو " أني أحترمك "ومنه قول الشاعر:
أو تحلفي بربِّك العَليِّ ... أني أبو ذيَّالك الصبي.
5 - -أن تقع بعد عبارة (لا جَرَمَ).
مثال: لا جَرَمَ إن الأمة الإسلامية منصورة "، أو " أن الأمة الإسلامية منصورة " ومنه قوله تعالى:3 ـ بعد لا جرم، وفتح الهمزة أشهر. نحو قوله تعالى: {لا جرم أن لهم النار}
فأن مع معموليها في تأويل مصدر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى " حق "، والتقدير: حق حصول النار لهم، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبرلا، والتقدير: لابد من حصول النار لهم. أو على المفعولية إذا عددنا "جرم " بمعنى كسب، وفاعلها ضمير مستتر.
6 - أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه.
نحو قوله تعالى: {إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى}.
فجواز الكسر يكون على الاستئناف، أو العطف على جملة " إن " الأولى.
وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع ".
7 - بعد حتى الجارة، أو العاطفة. نحو: بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ.
فالفتح على اعتبار " حتى " جارة، أو عاطفة. والكسر على اعتبارها ابتدائية.
8 - أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب.
مثال: علمت إن الصبر مفتاح الفرج " أو " علمت أن الصبر مفتاح الفرج "
أرجو أن أكون قد وفقت بالنقل والتوضيح
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[29 - 04 - 2006, 02:30 م]ـ
الأخ النحوي الصغير .. تحية طيبة وبعد .. يبدو أنك نحوي كبير إن شاء الله، فهل تسمح لي بتعقيب حول همزة أنّ وإنّ؟.
أ- حال النحاة أنهم، إذا عرض لهم قسمان، أن يوضحوا القسم الذي يمكن حصره، ويدعوا الآخر، فمواضع كسر همزة إن محددة بدقة أما مواضع الفتح فليست محددة بدقة؛ لأنها تشمل أي موقع إعرابي، ولذا لا أود التعقيب على مواضع الفتح ..
ب- أما مواضع الكسر، فأنا أوافقك على الحالات التالية: 1 - 2 - 3 - 5 - 6 - 12 - 14 .. أما بقية الأرقام فيمكن ردها إلى غيرها، وذلك كما يلي:
ـــ الرقم 4 - المستأنفة، فالاستئناف نوع من الابتداء ..
ـــ الأرقام: 7 - الحال، و8 - خبر اسم ذات، و9 - صفة، و10 - خبر كان: فهذا يناقض قولك في فتح همزة إن (في كل موضع يصح أن يسبك مصدر منها مع معموليها) لأن الجمل التي ذكرتَها من أن ومعموليها لها محلات من الإعراب: في محل نصب حال، وفي محل رفع خبر، وفي محل رفع صفة، وفي محل نصب خبر كان، على الترتيب، ومعلوم أن الجملة التي لها محل من الإعراب يصح تأويلها بمفرد، فالهمزة هنا واجبة الفتح على شرطك ..
ـــ الأرقام 11 - بعد كلا، و13 بعد حتى الابتدائية، و15 - بعد حتى التي تفيد الابتداء: أما بعد كلا، فالكلام مستأنف أي هو نوع من الابتداء، وأما بعد حتى فأنت تقول حتى الابتدائية، فالكلام بعدها ابتداء، هذا إذا لم تكن قد كررت حتى مرتين سهوا، فأنا أفهم حتى حرف ابتداء، ولا أدري إن كان ثمة فرق بين حرف الابتداء والحرف الذي يفيد الابتداء ..
ج - أما حالات جواز فتح الهمزة وكسرها، فيمكن رد كل منها إلى حال واحدة فيعود التقسيم ثنائيا، وذلك كما يلي:
ـــ 1 - بعد إذا الفجائية .. الكلام مستأنف،، فهل لديك شاهد يحتج به؟.
ـــ 2 - بعد فاء الجزاء: الجملة في الآية مستأنفة، وجواب الشرط محذوف يقدر بحسب المذكور، ولو كانت هي الجواب لوجب فتح الهمزة لا غير ..
ـــ 3 - موقع التعليل بحسب مثالك هو استئناف ..
ـــ 4 - جواب القسم: مر في حالات وجوب كسر الهمزة ..
ـــ 5 - بعد لاجرم وأمثالها، يجب الفتح لأن الجملة في موضع خبر (لا) ..
ـــ 6 - أن تقع بعد واو ... (إن لك ألا تجوع ... وأنك ... ) ف (أنك) معطوفة على (ألا) وهي (أنك لا) فهي معطوفة، والمعطوفة تأخذ حكم سابقتها .. أما أن تكسرها للاستئناف، فهذا باب واسع، وكثيرا ما يمكن يأويل الكلام على الاستئناف ..
ـــ 7 - أما بعد حتى الجارة، فقد خلطت بين الجارة والابتدائية والعاطفة، فنحن أمام ثلاثة أحرف لا حرف واحد، فنحن هنا امام ثلاث حالات: الابتدائية، ويتعين كسر همزة إن بعدها، والجارة ويتعين فتح الهمزة، والعاطفة وتتعين التبعية ولا يجوز الوجهان. وحتى في مثالك حرف ابتداء لا غير ..
ـــ 8 - أما أفعال القلوب، وأضيف إليها (القول) فلا يجوز الوجهان في همزة إن، وإنما يجوز الوجهان في معمول الفعل، فإما أن نقدر الجملة معمولا للفعل مباشرة (علمت أنك قادم .. أي علمت قدومك حاصل) فيجب الفتح، وإما أن نقدر حرف جر، (علمت أنك قادم .. أي علمت بأنك قادم .. أي علمت بقدومك) فيتعين الفتح أيضا .. أما تقدير الاستئناف فياخذنا إلى باب لا يسد، وطريق لا ينتهي ..
وشكرا لك على ما قدمته من معلومات قيمة وشواهد طيبة وترتيب يستحق الثناء والتقدير .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
¥