تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد وجدت قسما كبيرا مما أنكر على الترابي أمورا اعتقادية أو فقهية منسوبة إليه تحاملا أو سوء فهم (بل أغلبها نص كلامه كما ستراه صريحا في كلام الترابي في نهاية هذه النظرات من الجزء الثاني.)

، وهي: القول بالفناء الحلولي في ذات الله، وإيمان أهل الكتاب، وإباحة الردة والخمر، وإسقاط الخمار فلنستعرض هذه الأمور بإيجاز:

• الفناء في ذات الله

............ فهذه ألفاظ عربية كانت موجودة قبل أن تظهر عقيدة الفناء الحلولي في الثقافة الإسلامية. (أنا أطالب الشنقيطي هنا بإثبات وجود مصطلح الفناء في الله (قبل أن تظهر عقيدة الفناء الحلولي في الثقافة الإسلامية) وإلا:

فالدعاوى إذا لم يقيموا .......... عليها بينات أهلها أدعياء)

ولغة الصوفية واصطلاحاتها سائدة في السودان وغيره من البلدان التي دخلها الإسلام على أيدي المتصوفة (أقول هنا ثلاث مسائل بحاجة إلى إثبات:

1. الأولى أن (لغة الصوفية واصطلاحاتها سائدة في السودان وغيره من البلدان التي دخلها الإسلام على أيدي المتصوفة) فإن مثل هذا الخبر يبنى غالبا على استقراء تاريخي فنريد من الشنقيطي إثبات ذلك في أكثر من بلد مع بيان المصدر التاريخي.

2. والثانية إثبات أن الإسلام دخل (السودان وغيره من البلدان التي دخلها الإسلام على أيدي المتصوفة)

3. أن أولائك الصوفية كانوا من أصحاب مصطلح الفناء.

.......... وحتى الصوفية الذين يستعملون مصطلح "الفناء في الله" لا يقصد أغلبهم به الحلول، (قلت إن قصد العوام الذين ابتلوا بالعيش بجوار دعاة الحلولية فقد يقال بصحة ذلك ولكن هذا ليس هو محل النزاع وإنما محل النزاع في الصوفية الذين يعلمون أن مدرستهم مغايرة للمدرسة السلفية ويعتمدون على كتب ابن عربي والحلاج وابن الفارض وأمثالهم فمثل هؤلاء لا يقال عنهم (وحتى الصوفية الذين يستعملون مصطلح "الفناء في الله" لا يقصد أغلبهم به الحلول) إلا إذا كان المراد التلبيس لا بيان الحقائق.

وإنما استعار أغلبهم هذا التعبير المنحرف من فلسفة الأوائل ودرجوا على استعماله من غير علم بمدلوله الأصلي (وهذا أيضا يحتاج الشنقيطي إلى إثباته فإن عقيدة حلول الله في كل مخلوقاته لم تكن معروفة قبل مجيء الحلولية المنتسبين إلى الإسلام حتى النصارى لم يقولوا بعموم الحلول وإنما قالوا به أو قال به بعضهم في المسيح عليه السلام خاصة)،

ولو سألت أغلبهم اليوم عن معناه لما استطاعوا جوابا. (أقول:

1. إن كان مقصده سؤال أهل الحلول من الصوفية فسيفسرونه بأن الخالق حل في المخلوق قطعا لأنها عقيدتهم التي ينسبون إليها والتي خالفوا كل الفرق من أجلها فيستحيل عدم معرفتهم لمعناها ولأن هذه العقيدة لا تكون إلا عن تعلم وألفة لها لأنها مناقضة للفطرة والمعقول والمنقول والعامي من المسلمين و غيرهم لا ينكر شيئا من الباطل مثل إنكاره لذلك بل العامي قد لا يتصور أن من الناس من يقول هذا الكفر ولو على سبيل الهزل فضلا عن أن تكون عقيدة.

2. وإن كان مقصده سؤال العوام المتأثرين ببعض الصوفية في الأوراد والأذكار المبتدعة ونحو ذلك فقد لا يستطيع جوابا ولكن الترابي في نظرك ليس عاميا لا يدري ما يقول بل يعلم جيدا حقيقة معنى الفناء خاصة إذا استصحبنا في أذهاننا أن والد الترابي كان من مشايخ الطرق الصوفية في السودان الذين يعون جيدا المصطلحات الصوفية وسيعتبرون كلام الشنقيطي تجهيلا لهم وطعنا فيهم وأنهم يهرفون بما لا يعرفون.

• إيمان أهل الكتاب

ومن أكثر الأمور إثارة قول خصوم الترابي إنه يقول بإيمان أهل الكتاب (أقول ستقرأ في نهاية هذه النظرات من كلام الترابي ما يبين لك ثبوت ذلك عنه)

، مما يوحي بأنه يسوي بين المسلمين وأهل الكتاب في الاعتقاد (هذا والله من تلبيسك أيها الشنقيطي فهنا مسألتان منفصلتان كل واحدة منهما كفر وهما:

1. القول بإيمان أهل الكتاب وهذه المسألة هي التي ينتقدها أكثر الرادين على الترابي وهي موجودة في كلامه كما ستراه في نهاية هذه النظرات

2. مساواة إيمان أهل الكتاب لإيمان أهل الإسلام أقول وهذه المسألة لم يتعرض لها أكثر الرادين وإن كان في كلام الترابي ما يوحي بها كما ستراه في آخر النظرات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير