، وهذا مثال آخر على التحامل وسوء الفهم. (إذا قرأت النقولات الواردة في نهاية النظرات علمت أن قول الشنقيطي (وهذا مثال آخر على التحامل وسوء الفهم) رجم بالغيب لا يليق بمن هو (طالب علم أهتم بتجارب الحركات الإسلامية وفكر قادتها وعلمائها، وقد دفعه البحث في تجربة الحركة الإسلامية في السودان إلى تتبع فقه الترابي عن كثَب، والبحث في سياق أقواله ضمن رؤيته الفكرية العامة)
فلم يقصد الترابي يوما أن دين أهل الكتاب في حالته الراهنة صحيح مقبول عند الله تعالى (أقول هذه ناحية ثالثة من نواحي الكفر
1. فاعتقاد إيمانهم: كفر،
2. ومساواتهم بالمسلمين في المعتقد كفر ثان،
3. واعتقاد (أن دين أهل الكتاب في حالته الراهنة صحيح مقبول عند الله تعالى) كفر ثالث
ومن خلال النقولات الآتية عن الترابي يتبين لك تنصيصه على واحدة وظهوره في الثانية واحتماله للثالثة
، ولا أنهم غير مطالبين باعتناق الإسلام (وهذه الناحية الرابعة من الكفر)
، ولا هو يسوي بين توحيدنا وتثليثهم (وهذه الناحية الخامسة من الكفر)
، كيف وهو الذي كتب أحد أعمق الكتب وأجملها عن "الإيمان: أثره في حياة الإنسان"، وبين فيه بمنهجه التركيبي البديع (والتي وصفها الشنقيطي سابقا بقوله (وهي كتابات تجمع بين تجريدات (هيجلْ) الفلسفية ولغة الشاطبي الأصولية".) وقد سبق التعليق على ذلك)
أنواع الانحرافات التاريخية التي دخلت على منهاج التوحيد. وهو يُرجع أغلب أمراض التدين لدى المسلمين إلى اتباعهم سنن أهل الكتاب في فهم النصوص وفي تنزيلها على الوقائع. (قلت لم أطلع على هذا الكتاب ثم هذا لا يبرؤه مما قد قاله قبل ذلك وبعده من النواحي الخمس الكفرية السابقة وهو لم يعلن براءته من ذلك بل هو يفخر بدعوته إلى ذلك وأمثاله من الضلالات ثم كلام الترابي ليس وحيا حتى يقال فيه ينظر المتقدم والمتأخر والناسخ والمنسوخ إنما هو بشر مكلف إذا وقع في ضلالة وجب عليه التوبة منها ولأنه نشر ضلالاته في وسائل إعلام مختلفة فلا بد من إعلان توبته في تلك الوسائل حتى يشتهر من أمر توبته كما اشتهر من أمر ضلالته لما روى ابن بطة في الإبانة الصغرى قال (قال الحسن بن شقيق: كنا عند ابن المبارك، إذ جاءه رجل فقال له: أنت ذاك الجهمي؟ قال: نعم. قال: إذا خرجت من عندي فلا تعد إلي، قال الرجل: فأنا تائب، قال: لا؛ حتى يظهر من توبتك مثل الذي ظهر من بدعتك.) اهـ
وكون الترابي كتب يوما ما ما هو حق لا يعني ذلك بوجه من الوجوه أنه منزه عن قول الباطل أو كتابته يوما ما
ولو قرأنا في كتب ابن عربي الحلولي لوجدنا له كلاما يفهم منه التفريق بين الخالق والمخلوق كما نجد فيها ما ينفي الفرق بين الخالق والمخلوق ويثبت أن الخالق هو المخلوق والمخلوق هو الخالق
......... وكلام الترابي صريح بكفر أهل الكتاب وبشركهم. (أقول وكلام الترابي صريح بعدم كفر أهل الكتاب أو شركهم ومن نظر في كلام الترابي سيجد ما يؤيد كلام الشنقيطي كما سيجد ما يؤيد كلام الرادين على الترابي، ومحل النزاع هنا ليس هو أنه لا يوجد في كلام الترابي تكفير لأهل الكتاب وإنما النزاع في أنه وجد في كلام الترابي نفي الكفر عن أهل الكتاب ووصفهم بإيمان يمدحون به ويستحقون أخوتنا لهم كبقية المسلمين وهذا ما أحسب أن الترابي سيصف من نفاه عن كلامه بالسخف ونحو ذلك مما في قاموس الترابي)
والذين يظنون أن الترابي المتضلع بمعاني القرآن الكريم (قد يكون متضلعا بمعان إلا أنها ليست المعاني التي عرفها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للقرآن الكريم وإنما هي من جنس المعاني التي يدعيها الباطنية ويسود بها صحائفه ابن عربي ومن نحى نحوهم وإلا فأي عاقل يقول أن معاني القرآن تفيد إيمان اليهود والنصارى وعدم كفرهم؟)
يجهل ذلك أو لا يقول به مخطئون من دون ريب. (هكذا (مخطئون من دون ريب) ولو كان ذلك نص كلام الترابي هل هذا هو (مسلك العلم والعدل، والتحلي بأدب الخلاف، والتجرد من صراع السياسة وأهواء التحيز، والتزام البرهان والدليل المجرد) الذي تمناه الشنقيطي في الترابي والرادين في بداية مقاله وهنا وجدت ما عبر عنه الشنقيطي بقوله: (وقد وجدت .... : شيئا من التساهل في النقل والتسرع في الحكم) فلم جزمت بخطئهم وتسرعت في الحكم عليهم بذلك مع نقلهم لعبارات الترابي بحروفها فاتق الله.
¥