ـ[عبد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 09:50 م]ـ
سيقول لك المفوّض: ما أقوله أنا في الصفات هو مماثلٌ لما تقوله أنت في الحروف المقطعة.
كلا ليس مماثلا، فينتقض كلامهم من أساسه لأني فرقت بين القول في الصفات فهي لغةً كلمات والكلمات لها معنى لكونها "مركبة"، أما الحروف المقطعة فلا معنى لها مجردة عن التركيب. فأين التماثل؟
فإذا قلتَ بأن للحروف المقطعة معنىً حصل بأمر خارجٍ عن أصل الوضع اللغوي لها؛ ومع ذلك فنحن لا نعلمه،
قال لك المفوّض: وأنا لا أنكر أن (لليد) معنىً لغويّاً في أصل وضعه؛ لكنني أنفي أن يكون ذلك المعنى هو نفس المعنى (لليد) الذي أضافه الله تعالى إليه؛ لتنزه الله عنه.
نقول له أنت ألزمت نفسك بما تهرب منه لأنك تصرفت في التأويل بالنفي. والنفي ترجيح ولابد من مرجح فأين المرجح؟
لذا قلتُ بأن (يد الله) له معنى لا نعلمه نحن، وهذا شبيه أن يكون لورود الحروف المقطعة في القرآن حكمةٌ لا نعلمها نحن.
المعنى معلوم والكيف مجهول، فنحن نعلم المعنى و نفوض الكيفية، ثم إن اليد صفة والصفة كلمة لها معنى وليست بحرف فيبطل التماثل. ثم إن هناك فرق بين الحكمة والمعنى ونشأ الخلط عند هذا المفوض من الإفراط في الجمع بين المختلفات فعزبت عنه الفروق.
تنبيه: هناك حجة تفحم كل مفوض وهي أن نقول له: هل صفة اليد هي نفسها صفة القدم؟ فإن قال نعم، قلنا رفع عنك القلم وانتهت المناظرة، وإن قال: لا، ولكني أفوض المعنى، قلنا: كيف استطعت التفريق بينهما مع أنك لا تعلم معناهما فإنك عندما فوضت المعنى لم يبق من دلالة الكلمة شيء تستطيع بموجبه التفريق بين الصفات المختلفات، فمن أين لك التفريق؟ إذاً لا بد أنك أدركت أصل المعنى ففرقت بناءً عليه. وإن قال: لا أدري!، قلنا: لماذا أقررت تسمية صفة من صفاته قدماً والأخرى يداً، مع أنك لا تدري الفرق بين معناهما، والتفريق بين المسميات يقتضي التفريق بين المعاني والتفريق بين المعاني يستلزم العلم بها، فبطل تفويض المعاني من أساسه.
ـ[أبو إبراهيم ابن أحمد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:31 م]ـ
قال لك المفوّض: وأنا لا أنكر أن (لليد) معنىً لغويّاً في أصل وضعه؛ لكنني أنفي أن يكون ذلك المعنى هو نفس المعنى (لليد) الذي أضافه الله تعالى إليه؛ لتنزه الله عنه.
.
السلام عليكم:
علي أي دليل أو قرينة استند النفي؟؟!!
و لماذا نزهت الله عن اليد؟؟!!
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[19 - 09 - 06, 10:02 ص]ـ
أحسنتم أحسن الله إليكم ..
وأيضًا يقولون (إن للكلمة عدّة معاني في اللغة العربية فما أدراك أيها المعنى الذي أراده الله .. لذا فالتفويض أسلم) نعم هكذا يقول المبتدعة .. ويقولون (أن لليد عشرون معنًى في اللغة العربية، فكيف تعلمون أن معنى اليد التي أرادها الله؟ .. وللاستواء عدّة معاني منها: القصد، والعلو، والاستيلاء، وغيرها وغيرها .. لذا فالتفويض أسلم) ..
مثل هذه الكلمات يردِّدها كثيرًا بعضهم فما رأيكم؟
لأن صرف اللفظ عن ظاهره من التلبيس أو من ضعف البيان الذي ينزه عنه أقل من عرف اللغة فكيف بالعليم الحكيم؟
هب أنك في صحراء عطشاناً, فوجدت فقال لك صاحبك رأيت بحراً خلف هذا الجبل, فقصدته فوجدت عالماً نحريراً فعلمت أن مراد صاحبك أنه رأى بحراً في العلم! فما يكون قولك فيه؟ إما أنه مُلَبِّس أو أنه عاجز عن البيان. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
فإن قالوا فالتفويض أسلم قلنا بل أدهى وأضل سبيلاً. نقول قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "ينزل ربنا ... " وقال: " ... حتى يضع الجبار قدمه في النار ... " وقال: "ما من قلب إلا وهو معلق بين أصبعين من أصابع الرحمن" فهل لكلامه هذا معنىً معلوماً مراداً أم لا؟ فإن قالوا لا فقد جاءوا بهتاناً وزوراً. حاشا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي لا ينطق عن الهوى أن يقول كلاماً لا يعرف معناه, وإن قالوا نعم قلنا فهل كتمه رسول الله والله تعالى يقول {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67]؟ وهل غفل الصحابة عن سؤاله وهم كانوا أحرص البشر على الخير؟ وهل غفلوا عن بيان ما يحتمل التلبيس (في زعم هؤلاء) لمن دخل في الإسلام وفيهم العربي والأعجمي؟
واقرأ الفتوى الحموية أو تلخيصها ( http://www.3llm.com/main/download.php?action=view&id=1289) والتدمرية أو تقريبها ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=370) والرسالة المدنية لشيخ الإسلام وشرحها ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2927) والمجلدين الخامس والسادس من مجموع فتاوي شيخ الإسلام.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[19 - 09 - 06, 12:30 م]ـ
أستاذي الكريم / عبد
التماثل بين الأمرين حصل من جهة تفويض معنى كلاماً لله تعالى في القرآن، في الحروف المقطعة سببُه عدم ظهور الحكمة وإبلاغها لنا.
وفي (يد الله) عدم مناسبة المعنى اللغوي لها في حق الله تعالى، وتنزهه عنه.
وأما مرجِّح نفي المعنى اللغوي للصفة المضافة إلى الله تعالى؛ فهو دليل نفي التماثل والتشابه، إذا المفوّض يزعم أن إثبات المعنى يلزم منه التشبيه قطعاً؛ لذا وجب نفيه، وتفويض حقيقة معناه إلى الله تعالى.
فالمعنى في اليد: هو الجزء أو العضو، والجارحة، وهذا منفيٌ، وإثباته يستلزم التشبيه والتجسيم، فقلنا بتفويض معنى اليد المضافة إلى الله إليه مع الإيمان والتصديق.
¥