نعم! نبي الله الصادق المصدوق الذي فضله الله على كافة خلقه، ومن فيهم من رسل الله وأوليائه، والذي امتدت رسالته على الكونين، وفرضت إمامته على الثقلين، ونيطت قيادته إلى يوم التناد،وأقام الله به العدل في الأرض () حيث يكون لواء الحمد بيده، وتحته يكون آدم ومن دونه من النجباء والأخيار.
1 - عن أمير المؤمنين عليه السلام أن عفيراً حمارَ رسول الله صلى الله عليه وآله قال له: بأبي أنت وأُمي يا رسول الله! إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله، ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمارٌ يركبه سيدُ النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ().
فهذه من فضائل رسول الله ? عند الشيعة, الحمار يخاطب رسول الله ?: بقوله فداك أبي وأمي! فهل هذه محبة؟ فهل يليق بمقام نبينا ? أن يروى في حقه مثل هذا الكذب والافتراء.
2 - نقل الصدوِق عنِ الرضا عليه السلامِ في قوله تعالىِ: ?وَإِذْ تَقُولُ للذي أنْعَمَ اللَّه عَلَيْه وأَنْعَمْت عَلَيْه أَمْسكْ عَلَيْكَ زوْجكَ وَاتَّقِ اللًه وَتُخْفِي فِي نَفْسِكً مَا اللُّهُ مبْدِيهِ? [الأحزاب:37]، قاَل الرضا مفسراً هذه الآية: "إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده، فرأى امرأته زينب تغتسل، فقال لها: سبحان الذي خلقك" (). ونحن نتساءل هل ينظر رسول الله ? إلى امرأة رجل من أصحابه، ويشتهيها، ويعجب بها، ثم يقول لها سبحان الذي خَلقك؟! أليس هذا طعناً برسول الله ?؟!
3 - عن أبي عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام حتى يُقَبِّلَ عرض وجه فاطمة (). "وكان يَضعُ وجهَه بين ثَدْيَيْها" (). ونحن نقول: قبح الله هذا الكذب والافتراء ففاطمة رضي الله عنها امرأة بالغة فهل يعقل أن يضع رسول الله ? وجهه بين ثدييها؟! فإذا كان هذا نصيب رسول الله ? ونصيب فاطمة، فما نصيب غيرهما؟
4 - عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر قال: فجلستُ بَيَنه وبين عائشة، فقالت عائشة: ما وجدتَ إلا فخذي وفخذ رسول الله؟ فقال: مه يا عائشة ().
وجاء مرة أخرى فلم يجد مكاناً، فأشار إليه رسول الله: ههنا - يعني خلفه - وعائشة قائمة خلفه وعليها كساء: فجاء علي عليه السلام فقعد بين رسول الله وبين عائشة، فقالت وهي غاضبة: ما وجدتَ لإسْتِكَ – أي دُبُرَكَ - مُؤَخِرَتِكَ - مَوْضعاً غير حجري؟ فغضبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يَا حُميراء، لا تؤذيني في أخي ().
وروى المجلسي أن أمير المؤمنين قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ليس له خادم غيري، وكان معه لحاف ليس له غيره، ومعه عائشة، وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره، فإذا قام إلى الصلاة - صلاة الليل - يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا ().
فهل يرضى رسول الله أن يجلس علي ? في حجر عائشة امرأته؟ ألا يغار رسول الله ? على امرأته إذا تركها في فراش واحد مع ابن عمه الذي لا يُعْتَبَرُ من المحارم؟ ثم كيف يرضى أمير المؤمنين ذلك لنفسه؟! قبحهم الله وقاتلهم الله في هذا الافتراء والطعن.
5 - طعنهم في عرض النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه عائشة واتهامها بالفاحشة: فقد آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أزواجه أبلغ الإيذاء حتى اتهموا في أخبارهم عائشة التي برأها الله من فوق سبع سماوات؛ وهي الصديقة بنت الصديق بالفاحشة، فقد جاء في أصل أصول التفاسير عندهم "تفسير القمي" هذا القذف الشنيع، ونص ذلك ما قاله علي بن إبراهيم في قوله: ?وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا? [التّحريم، آية:11]، ثم ضرب الله فيهما - يعني عائشة وحفصة زوجتي رسول الله - مثلاً فقال: ?ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا? [التّحريم، آية10] قال: والله ما عنى بقوله ?فَخَانَتَاهُمَا? إلا الفاحشة، وليقيمنّ الحدّ على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان فلان يحبّها، فلمّا أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان: لا يحلّ لك أن تخرجين – كذا – من غير محرم فزوّجت نفسها من فلان ().
¥