تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عندما قال:

" فَمَنْ جَهِلَ مَعْرِفَةَ ذَلِكَ حَتَّى يَقُولَ إنَّمَا أَصِفُ مَا قَالَ اللَّهُ وَلَا أَدْرِي مَا مَعَانِي ذَلِكَ حَتَّى يُفْضِيَ إلَى أَنْ يَقُولَ بِمَعْنَى قَوْلِ الْجَهْمِيَّةِ .. "

فلا يخالف عاقل أن هذا الكلام يدل على أن معاني الصفات معلومة بدليل ذمه من يدعي جهل معاني الصفات ويتبنى عدم الدراية للمعاني فالمقام والسياق إنما لذم المذكور

وهذا دليل على أن خط التأويل في زمنهم أيضا يسير بمحاذاة التفويض وكل يخدم الآخر كما هو الحال اليوم فما أشبه الليلة بالبارحة

وكلام إسحاق صريح بأن مذهب الجهل بالمعنى يفضي إلى تحريف الجهمية وهذا يبين أن مذهب السلف لا يقوم على جهل معاني الصفات لأنه لا يفضي إلى ذلك

وقوله: " ثُمَّ يُحَرِّفُونَ مَعْنَى الصِّفَاتِ عَنْ جِهَتِهَا الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ بِهَا نَفْسَهُ , ... وَيَجْعَلُونَ الْيَدَ يَدَ نِعْمَةٍ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ يُحَرِّفُونَهَا عَنْ جِهَتِهَا لِأَنَّهُمْ هُمْ الْمُعَطِّلَةُ ".

إذا " معنى الصفات " كما هي عبارته لها جهة ينبغي علينا إثباتها، وهذا أيضا إثبات صريح للمعنى يبطل مذهب التفويض

وقد أكد بما ذكر أن هذين الخطين يخرجان بالنصوص عن ظاهرها وجهتها والتأويل أصرح في التحريف وكلاهما خروج عن الظاهر خلافا لطريقة السلف

فإسحاق بن راهويه الإمام الكبير يثبت معاني الصفات بمنطوق كلامه وينكر على من ينادي بأنه مجهولة بمنطوق كلامه وتأمل عبارته:

" ... وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إنَّمَا وَصَفَ مِنْ صِفَاتِهِ قَدْرَ مَا تَحْتَمِلُهُ عُقُولُ ذَوِي الْأَلْبَابِ. لِيَكُونَ إيمَانُهُمْ بِذَلِكَ وَمَعْرِفَتُهُمْ بِأَنَّهُ الْمَوْصُوفُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَلَا يَعْقِلُ أَحَدٌ مُنْتَهَاهُ وَلَا مُنْتَهَى صِفَاتِهِ , ... فَمَنْ جَهِلَ مَعْرِفَةَ ذَلِكَ حَتَّى يَقُولَ إنَّمَا أَصِفُ مَا قَالَ اللَّهُ وَلَا أَدْرِي مَا مَعَانِي ذَلِكَ حَتَّى يُفْضِيَ إلَى أَنْ يَقُولَ بِمَعْنَى قَوْلِ الْجَهْمِيَّةِ يَدٌ نِعْمَةٌ وَيَحْتَجْ بِقَوْلِهِ أَيْدِينَا أَنْعَامًا وَنَحْوَ ذَلِكَ , فَقَدْ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ. هَذَا مَحْضُ كَلَامِ الْجَهْمِيَّةِ حَيْثُ يُؤْمِنُونَ بِجَمِيعِ مَا وَصَفْنَا مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ , ثُمَّ يُحَرِّفُونَ مَعْنَى الصِّفَاتِ عَنْ جِهَتِهَا الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ بِهَا نَفْسَهُ "

وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل

ـ الإمام ابن الماجشون والإمام أحمد

قال الإمام ابن القيم في الصواعق:

" قال ابن الماجشون والإمام أحمد وغيرهما من السلف إنا لا نعلم كيفية ما أخبر الله به عن نفسه وإن كنا نعلم تفسيره ومعناه " ا. هـ

والعبارة بلفظها لأحدهم ومعناها للآخرين

ومن ذلك ما قاله أحمد - رحمه الله - كما في رسالة السنة برواية عبدوس بن مالك وهي من أصح ما ثبت عن أحمد:

" ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفي ذلك وأحكم له، فعليه الإيمان به والتسليم له، مثل حديث الصادق المصدوق، ومثل ما كان مثله في القدر، ومثل أحاديث الرؤية كلها ... "

فهذا نصٌّ في إثبات التفسير الذي هو بيان المعنى من الناحية اللغوية، وإشعار بأنه قد يشتبه على بعض الناس اشتباهاً إضافياً، أما من حيث الجملة فهو محكم معلوم المعنى، ولا يمكن أن يكون مجهولاً لدى كافة الأمة.

ورسالة عبدوس هذه من أصح ما جاء عن أحمد

وكونه تعالى يرى عيانا بالأبصار في الآخرة دون حجاب فيتجلى لعباده ليُرى هو من الصفات الخبرية خلافا لإمكانية الرؤية

وقد تواتر عن أحمد ما يدل على التعبير بأحاديث الرؤية مع وعن أحاديث الصفات وأن موقف السلف منهما واحد

من ذلك:

روى أبو بكرالمروذي رحمه الله قال:

" سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش؟

فصححها أبو عبدالله، وقال:

قد تلقتها العلماء بالقبول نسلم الأخبار كما جاءت

قال: فقلت له إن رجلا اعترض في بعض هذه الأخبار كما جاءت فقال يجفا وقال ما اعتراضه في هذا الموضع يسلم الأخبار كما جاءت "

وهو ثابت صحيح

وقال الخلال: وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلاً حدثهم قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير