وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله: وحنانا من لدنا قال: رحمة من عندنا
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم
هذا من ابن عباس نقض لمذهب التفويض، فهل من يفسر الرحمة على أنها حنان وتعطف من الله يكون قد فوض؟!
إذًا اثبتوا على هذا المذهب وسموه ما شئتم
وروى الطبري وغيره عن ابن عباس قال:
" السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن في يد الرحمن كخردلة في يد أحدكم "
وهذا إثبات صريح لا يصدر من مفوض
ومثله ما ذكره أبو الشيخ في العظمة حيث قال:
ورواه سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز و جل والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه قال السماوات والارض قبضة واحدة
وهو في جزء المروذي من حديث ابن معين
حدثنا وكيع عن سفيان عن عمار عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) قال السموات والأرض قبضة واحدة
وله طريق آخر عند الدارمي في النقض بنحوه
أليس هذا تفسيرا للصفة؟
وقال الحافظ في الفتح:
" ونقل محي السنة البغوي في تفسيره عن ابن عباس وأكثر المفسرين أن معناه ارتفع، وقال أبو عبيدة والفراء بنحوه " ا. هـ
قال البيهقي في كتابه الأسماء والصفات:
أنبأنا الحاكم،حدثنا الأصم، حدثنا محمد بن الجهم حدثنا يحيى بن زياد الفراء قال: "وقد قال عبد الله بن عباس: (ثُمّ اسْتَوَى) صعد، وهو كقولك للرجل كان قاعدا فاستوى قائماً، وكان قائمًا فاستوى قاعدًا، وكل في كلام العرب جائز"
ــ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
وقال ابن أبي حاتم:
حدثنا أبو زرعة، حدثنا أبو بكر بن مقدم، حدثنا معتمر بن سليمان، سمعت عبد الجليل القيسي يحدث عن عبد الله بن عمرو {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} الآية. قال:
يهبط حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب، منها النور والظلمة والماء فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتا تنخلع له القلوب
وقال الطبري:
ثنا الحسين، قال: ثنا معتمر بن سليمان، عن عبد الجليل، عن أبي حازم، عن عبد الله بن عمرو قال: يهبط الله حين يهبط، وبينه وبين خلقه سبعون حجابا، منها النور والظلمة والماء، فيصوّت الماء صوتا تنخلع له القلوب.
ـ عبد الله بن عمر رضي الله عنه.
عن عبيد المكتب عن مجاهد عن ابن عمر قال:
" إن الله خلق بيده أربعة أشياء آدم والقلم والعرش وجنات عدن واحتجب من خلقه بأربعة بنار وظلمة ونور وظلمة وقال لسائر الخلق كن فكان ".
رواه ابن أبي حاتم في التفسير وأبو الشيخ في العظمة والدارمي والحاكم ومن طريقه البيهقي واللالكائي وابن أبي زمنين من طرق عن عبيد به
وهذا من ابن عمر إثبات صريح ولأجل هذا أول بعض الأشاعرة ذكر الاحتجاب لأنه يستلزم الجسمية عندهم
وما أدري بأي منطق علمي يريد منا هؤلاء أن نستدل فإذا كانت الآثار أيضا تؤول وتفوض فقولوا لنا بالصريح وضعوها وافرشوها على الطاولة:
(ليس لأحد أن يستدل إلا على فهم ومزاج الأشاعرة وما خالفهم فهو مؤول أو مفوض والسلام عليكم)
قولوها وأظهروا عجزكم للقراء وأريحونا
ثانيا: إثبات التابعين لمعاني الصفات وتطبيقاتهم في ذلك.
ـ حكيم بن جابر بن طارق الأحمسي
قال ابن أبي شيبة في المصنف:
حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال: إن الله تبارك وتعالى لم يمس بيده من خلقه غير ثلاثة أشياء: [الجنة] بيده ثم جعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة لموسى عليه السلام.
وقال الآجري في الشريعة:
وحدثنا جعفر الصندلي قال: حدثنا زهير بن محمد المروزي قال: حدثنا يعلى- يعني ابن عبيد - قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر قال: أخبرت أن ربكم عز وجل لم يمس إلا ثلاثة أشياء: غرس الجنة بيده، وجعل ترابها الورس والزعفران، وجبالها المسك، وخلق آدم عليه السلام، وكتب التوراة لموسى عليه السلام.
وقال ابن بطة:
حدثنا جعفر قال ثنا محمد قال ثنا يعلي بن عبيد قال ثنا إسماعيل ابن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال أخبرت أن ربكم عز و جل لم يمس إلا ثلاثة أشياء غرس جنة عدن بيده وخلق آدم بيده وكتب التوراة بيده
¥