ولا شك ولا خلاف في ثبوت ما سبق عن عبيد بن عمير وهو القاضي التابعي الكبير من أفاضل أهل مكة في زمنه كما ذكر ابن حبان وأخذ عن الخليفة الراشد عمر وابنه عبد الله بن عمر وهو شيخ التابعي الكبير عطاء بن رباح كان مجاهد يفخر به على التابعين
وروي هذا الإثبات عن غير عبيد من السلف
ومن ذلك ما ورواه ابن فورك عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس ...
ذكره القاضي أبو يعلى ثم قال القاضي:
" أما قوله: " أبدى عن بعضه " فهو على ظاهره وأنه راجع إلى الذات إذ ليس في حمله على ظاهره وأنه راجع إلى الذات ليس في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحق.
قال: فإن قيل بل في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته لأنه يستحيل وصفه بالكل والبعض والجزء فوجب حمله على إبداء بعض آياته وعلاماته تحذيرا وإنذارا، قيل: لا يمتنع إطلاق هذه الصفة على وجه لا يفضي إلى التجزئة والتبعيض كما أطلقنا تسمية يد ووجه لا على وجه التجزئة والتبعيض، وإن كنا نعلم أن اليد في الشاهد بعض الجملة قال: وجواب آخر وهو أنه لو جاز أن يحمل قوله: " وإذا أبدى عن بعضه " على بعض آياته لوجب أن يحمل قوله: " أراد أن يدمر على قوم تجلى لها " على جميع آياته! ومعلوم أنه لم يدمر قرية بجميع آياته لأنه قد أهلك بلادا كل بلد بغير ما أهلك به الآخر " ا. هـ
ونقل طرفا منه ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه
فالخلاصة ما سبق عن عبيد بن عمير هو من الأدلة على إثبات السلف لمعاني الصفات وأنهم أبعد الناس عن التفويض
ــ عمرو بن دينار
تاريخ دمشق
أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن علي الزجاجي أنا أبو مسلم عبيدالله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي حدثني أبو عبد الله علي بن سليمان صاحب الحكيمي في شوال سنة أربعين وثلاثمائة نا الحسن بن عرفة نا علي بن ثابت الجزري عن المكيين عمرو بن دينار وغيره في قوله " وإن له عندنا لزلفى وحسن ماب " قال لا يزال يدنيه حتى يمس بعضه
هو بالمعنى السابق
ـــ مجاهد بن جبر
قال الطبري:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) قال: الله من جبريل عليه السلام.
وقال البيهقي
وعن مجاهد في قوله عز وجل: {فكان قاب قوسين أو أدنى} يعني: حيث الوتر من القوس، يعني ربه تبارك وتعالى من جبريل عليه السلام
هل هذا تفويض؟!
أليس هذا تحقيقا للدنو والقرب وبيانا لمعناه؟
وقال الطبري:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله (وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا) قال: تعطفا من ربه عليه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
وقال القرطبي
قلت: فالحنان العطف، وكذا قال مجاهد ...
يا قوم ها هو إثبات المعاني فلم الجحود؟
وبنحوه قال الطبري:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهد، في قوله: (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) قال: يحبهم ويحببهم إلى خلقه.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) قال: يحبهم ويحببهم إلى المؤمنين.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
فهذا إثبات للود بمعناه
وقال الطبري:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: (الصمد): المُصْمَت الذي لا جوف له.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثلَه سواء.
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (الصمد): المصمت الذي ليس له جوف. الطبري
وقال ابن أبي عاصم:
حَدَّثنا أبو بكر حَدَّثنا ابن إدريس ووكيع عن شعبان وثنا أبو موسى حَدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال الصمد الذي لا جوف له
¥