لوجب أن يحمل قوله أراد أن يدمر على قوم تجلى لها على جميع آياته ومعلوم أنه لم يدمر قرية بجميع آياته لأنه قد أهلك بلادا كل بلد يغير ما أهلك به الآخر
قال العبد لله:
البعض هنا ليس في ذاته وإنما هو باعتبار ما يراه الرائي مقابل ما لم يره فإن الله لا يحيط بذاته ولا بشيء من صفاته أحد
من ألزمنا بالتبعيض فهو قائل حقيقة بأن الله لا يرى ولا يتجلى إلا محاطا به وهذا كفر أشد مما يفر منه ولا نقوله لهم إلزاما بل هو حقيقة قولهم.
قال ابن أبي حاتم:
- حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: " " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكُةُ " , يَقُولُ: وَالْمَلائِكَةُ حَوْلَهُ"
وقال الطبري:
حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال عكرمة في قوله:" هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام"، قال: طاقات من الغمام، والملائكة حوله= قال ابن جريج، وقال غيره: والملائكةُ بالموت
فقوله: " والملائكة حوله " نص في إثبات إتيان الذات
وانظر ما سيأتي في تطبيقات باقي أئمة السلف عند بيان تطبيقات ابن جرير
جاء في حاشية تفسير الطبري كما نقل القاسمي:
وفي حواشي " جامع البيان ": كيف لا يؤمن بإتيانه ومجيئه تعالى يوم القيامة، وقد جاء في القرآن في عدة مواضع: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة 210] {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [الفجر: 22] {إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} [النحل 33]. وأي أمر أصرح منه في القرآن؟.
وروي الطبري في " تفسيره " عن ابن عباس مرفوعاً: إن في الغمام طاقات يأتي الله فيها، محفوفاً. وذلك قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الإمام وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [البقرة: 210].
قال عِكْرِمَة: والملائكة حوله، فهذا من صفات الله تعالى. يجب علينا الإيمان بظاهرها ونؤمن بها كما جاءت وإن لم نعرف كيفيتها. وعدم علمنا بكيفيتها، بمنزلة عدم علمنا بكيفية ذاته. فلا نكذب بما علمناه لعدم علمنا بما لم نعلمه. وهذا هو مذهب سلف هذه الأمة وأعلام أهل السنة. انتهى.
وهذا تعليق من صاحبه شاهد بحضور مذهب السلف في كل مناحي العلم
ـ قتادة بن دعامة السدوسي
قال الطبري:
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله (وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا) قال: رحمة من عندنا.
وهذا إثبات لمعنى الحنان والرحمة
وقال الطبري:
حدثنا بشر. قال. ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا) قال: فما يتضارون في نوره إلا كما يتضارون في الشمس في اليوم الصحو الذي لا دخن فيه.
وهذا إثبات لحقيقة النور إذ لا يشك ناظر في أن هذا لا يستقيم حمله على النور المعنوي
وقال الطبري:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (فَلَمَّا آسَفُونَا) قال: أغضبوا ربهم.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (فَلَمَّا آسَفُونَا) قال: أغضبونا.
آسفونا يعني فعلوا ما جعلنا نأسف بمعنى نغضب
ـــ عبد الرحمن بن البيلماني
قال الإمام الآجري:
أخبرنا ابن أبي داود قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني عبد الرحمن بن البيلماني قال: ما من ليلة إلا ينزل ربكم عز وجل إلى السماء، فما من سماء إلا وله فيها كرسي، فإذا نزل إلى السماء خر أهلها سجوداً حتى يرجع، فإذا أتى السماء الدنيا: أطت وترعدت من خشية الله عز وجل، وهو باسط يديه يدعو عباده: ياعبادي من يدعوني أجبه؟ ومن يتب إلي أتب عليه؟ ومن يستغفرني أغفر له؟ ومن يسألني أعطه؟ ومن يقرض غير معدم ولا ظلوم، أو كما قال.
قال محمد بن الحسين رحمه الله: فيما ذكرته كفاية لمن أخذ بالسنن، وتلقاها بأحسن قبول، ولم يعارضها بكيف ولم؟ واتبع ولم يبتدع.
¥