وهو في تاريخ دمشق من طريق عبد الرزاق أنا معمر في قوله تبارك وتعالى {فلما آسفونا} حدثني سماك بن الفضل قال
كنت عند عروة بن محمد فذكره بمثله
وهذا يؤكد ما سبق ويدل على أن المتبادر إلى أذهانهم جميعا هو ظواهر النصوص
ـ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ت هـ
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ) قال: أغضبونا،
وفي تفسير الطبري قال:
" وقال آخرون: بل معنى الحنان: المحبة. ووجهوا معنى الكلام إلى: ومحبة من عندنا فعلنا ذلك.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَحَنانا) قال: أما الحنان فالمحبة " ا. هـ
فهنا وإن فسر الحنان بأنه المحبة وهو مخالف لتفسير جماعة من السلف ممن فسروا الحنان بالرحمة والعطف والتحنن، لكن تفسيره دال على عدم التفويض ودال على أنه يفسر الصفات السمعية خلافا لمذهب المفوضة
فالمفوضة لا يثبتون أن المحبة والحنان بمعنى واحد كما يثبته هذا الإمام
ـ يحيى بن سعيد بن القطان
قال الحافظ في الفتح بعد ذكره لحديث الحبر الذي أقره النبي صلى الله عليه وسلم على أن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع ... الحديث فقال الحافظ ابن حجر:
" وزاد ابن خزيمة عن محمد بن خلاد عن يحيى بن سعيد القطان عن الأعمش فذكر الحديث، قال محمد: عدها علينا يحيى بإصبعه، وكذا أخرجه أحمد بن حنبل في " كتاب السنة " عن يحيى بن سعيد وقال:
وجعل يحيى يشير بإصبعه يضع إصبعا على إصبع حتى أتى على آخرها " ا. هـ
وهو في السنة لعبدالله كما نقل الحافظ.
وفيه: سمعت أبي رحمه الله ثنا يحيى بن سعيد بحديث سفيان عن الاعمش عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم أن الله يمسك السموات على أصبع قال أبي رحمه الله:
جعل يحيى يشير بأصابعه وأراني أبي كيف جعل يشير بأصبعه يضع أصبعا أصبعا حتى أتى على آخرها " ا. هـ
وهذا من يحيى أبلغ ما يكون في تحقيق الصفة وأنها أصابع حقيقية مع نفي المماثلة بلا شك وخير دليل فعله صلى الله عليه وسلم لذلك في السمع والبصر وفي اليد
بالله لو كان يحيى بن سعيد القطان لم يفهم من الحديث أنها أصابع حقيقية أو لم يفهم منها شيئا وأنه يجهل معنى الأصابع فكيف يحقق المعنى بإشارته بإصبعه؟
فكما أنكم حملتم إشارته صلى الله عليه وسلم إلى عينه وأذنه بأنها تحقيق للصفة (صفة السمع والبصر) باعتبار أنه نطق بهما عندما تلا الآية (إن الله كان سميعا بصيرا)
ـ ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم حال إشارته قد ذكر العين والأذن لأثبتنا الأذن على حقيقتها لكنه إنما ذكر السمع وأشار إلى الأذن ـ
ولما كانت الإشارة إلى الأذن تحتمل السمع وكان هو الموافق لما نطق به من ذكر السمع حملنا الحديث على تحقيق صفة السمع والبصر باعتبارهما المنطوق بهما والمشار إليهما
فكذلك إشارته صلى الله عليه وسلم بيده هي تحقيق للصفة أيضا لكن المنطوق به هنا والمشار إليه شيء واحد لفظا ومعنى وهو اليد فلن يكون التحقيق إلا لصفة اليد.
وكذلك الأصابع في فعل الإمام الكبير يحيى بن سعيد فالمنطوق به والمشار إليه شيء واحد وهذا الثنائي لا يدل إلا على تحقيق الصفة فما هي الصفة المحققة إن لم تكن الأصابع؟
أنا لا أدري أين أسلم المفوضة عقولهم؟
ـ حماد بن زيد
وقال الخلال في كتاب السنة:
" أخبرني جعفر بن محمد الفريابي حدثنا أحمد بن محمد المقدمي حدثنا سلميان بن حرب قال: سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء [ينزل الله إلى السماء الدنيا] يتحول من مكان إلى مكان؟ فسكت حماد بن زيد ثم قال:
هو في مكانه يقرب من خلقه كيف يشاء
رواه الخلال في السنة
ورواها ابن بطةَ في الإبانة بنحوه مختصرا
ونقله ابن عبد الهادي في الصارم المنكي
وفي هذا الأثر فسر الإمام حماد بن زيد النزول بأنه نوع قرب راجع لمشيئة الله وله كيفية ثابتة تتعلق بهذه المشيئة لكنا لا نعلمها وكل هذا إثبات لمعاني يرفضها المفوضة وهي لا تمثل المعنى التام للنزول لكنها بعض من معناه.
¥