قال: في قول الله عز وجل (فلما آسَفونا انتقمنا منهم) قال معناه فلما أغضبونا واحتج بقول الشاعر:
(بني عمكم إنْ تعرفوا يعرفوا لكم
وإنْ تِيسفوا يوماً على الحقِّ يَيْسَفوا)
معناه وإن تغضبوا ا. هـ
فقوله: " معناه ... " دال على إثبات المعنى الحقيقي للغضب، وتفسيرُه للأسف بالغضب كاف، وهل من يفوض الصفة يقول معناها كذا وهو يريد مجرد اللفظ؟!!!!!.
وقال أبو عبيدة:
" والعرب تقول: حنانك يا رب، وحنانيك يا رب، بمعنى واحد، تريد رحمتك " ا. هـ
تأمل قوله: " بمعنى واحد " فهل يعقل أن يريد بهذا التفويض؟
فأحدهما يوضح الآخر، وعليه فالرحمة عنده حنان من التحنن وهذا معنى ينافي التفويض بل يجته من أصله.
ـ الإمام يزيد بن هارون شيخ أحمد بن حنبل.
قال رحمه الله:
" من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي " ا. هـ
ذكره البخاري في خلق أفعال العباد
ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب السنة كما نقله عنه الذهبي وابن القيم وهو في النسخة المطبوعة، قال حدثنا عباس، حدثنا شداد ابن يحيى قال: سمعت يزيد بن هارون يقول فذكره
ورواه ابن بطة من طريق آخر قال:
حدثني أبو بكر عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الصيدلاني قال ثنا المروذي قال سمعت يزيد بن هارون يقول فذكره
ـ عبد الله بن مسلمة القعنبي
قال بنان بن أحمد:
" كنا عند القعنبي رحمه الله فسمع رجلا من الجهمية يقول الرحمن على العرش استوى فقال القعنبي من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي " ا. هـ
إذًا لا يكفي أن تؤمن بلفظ " استوى " فقط فهذا لا ينكره مسلم كلفظ وإنما لابد أن يستقر معه معنى في القلب
وبالله عليكم! هل يقول عاقل إن الذي يقر في قلوب العامة هو مجرد اللفظ؟!!
فالأثران صريحان في إثبات معنى آية الاستواء
قال الذهبي:
" والعامة مراده بهم جمهور الأمة وأهل العلم، والذي وقر في قلوبهم من الآية هو ما دل عليه الخطاب، مع يقينهم بأن المستوي ليس كمثله شيء " ا. هـ
إنها آثارٌ تدوّي ولكنه العناد!
ـ يحيى بن زياد الفراء إمام أهل الكوفة
قال في كتابه معاني القرآن:
وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ ... }
الاستواء فى كلام العرب على جهتين: إحداهما أن يستوِىَ الرجلُ [و] ينتهى شبابُه، أو يستوى عن اعوِجاج، فهذان وجهان، ووجه ثالث أن تقول: كان مقبلا على فلان ثم استوى عليّ يُشاتمنى وإليّ سَواءٌ، على معنى أقْبَلَ إليّ وعليّ؛ فهذا معنى قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ} والله أعلم. وقال ابن عباس: ثم استوى إلى السماء: صعِد، وهذا كقولك للرجل: كان قائما فاستوى قاعدا، وكان قاعدا فاستوى قائما. وكلٌّ فى كلام العرب جائزٌ.
وذكره البيهقي عنه في الأسماء والصفات. وقال:
" قلت: مراد الفراء اعتدال القائم والقاعد في صعوده على الأرض " ا. هـ
وهو قد تكلم عن آية (استوى إلى السماء) أما الآيات السبع المعدات بعلى (استوى على العرش) فالقول فيها واحد عند أهل السنة
ـ الإمام المبارك عبد الله بن المبارك
قال الإمام الصابوني:
حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل، حدثنا محبوب بن عبد الرحمن القاضي، حدثني [أبو العباس] بن أحمد بن محبوب، حدثنا [أحمد بن شبويه] حدثنا أبو عبد الرحمن [العتكي]، حدثنا محمد بن سلام قال:
سألت عبدالله بن المبارك عن نزول ليلة النصف من شعبان؟
فقال عبدالله: يا ضعيف ليلة النصف! ينزل في كل ليلة.
فقال الرجل يا أبا عبدالله! كيف ينزل؟ أليس يخلو ذلك المكان منه؟
فقال عبدالله: ينزل كيف يشاء " ا. هـ
وفي رواية أخرى لهذه الحكاية أن عبدالله ابن المبارك قال للرجل: " إذا جاءك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصغ له " ا. هـ
والاسناد فيه تحريف كما دل عليه ما جاء في الأسماء والصفات للبيهقي
ولم يسلم هو أيضا من بعض التحريف والصواب ما أثبته والله أعلم
ورجاله ثقات عدا محبوب قاضي معروف وروى عنه جماعة من الثقات
فالإسناد جيد
وجواب ابن المبارك صريح في إثبات النزول حقيقة، وذلك عندما أجاب عن لفظ النزول في السؤال من السائل دون أن يصرفه عن أصل معناه فأثبت النزول المسؤول عنه ابتداءا
¥