تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجمع أبو بكر الخلال سائر ما عند هؤلاء من أقوال أحمد، وفتاويه، وكلامه في العلل، والرجال والسنة والفروع، حتى حصل عنده من ذلك مالا يوصف كثرة.

ورحل إلى النواحي في تحصيله، وكتب عن نحو من مئة نفس من أصحاب الامام.

ثم كتب كثيرا من ذلك عن أصحاب أصحابه، وبعضه عن رجل، عن آخر، عن آخر، عن الامام أحمد، ثم أخذ في ترتيب ذلك، وتهذيبه، وتبويبه.

وعمل كتاب " العلم " وكتاب " العلل " وكتاب " السنة " كل واحد من الثلاثة في ثلاث مجلدات.

ويروي في غضون ذلك من الاحاديث العالية عنده، عن أقران أحمد من أصحاب ابن عيينة ووكيع وبقية مما يشهد له بالامامة والتقدم.

وألف كتاب " الجامع " في بضعة عشر مجلدة، أو أكثر.

وقد قال: في كتاب " أخلاق أحمد بن حنبل " لم يكن أحد علمت عنِيَ بمسائل أبي عبد الله قط، ما عنيت بها أنا.

وكذلك كان أبو بكر المروذي، رحمه الله، يقول لي: إنه لم يعن أحد بمسائل أبي عبد الله ما عنيت بها أنت إلا رجل بهمدان، يقال له متويه، واسمه محمد بن أبي عبد الله، جمع سبعين جزءا كبارا.

ومولد الخلال كان في حياة الامام أحمد، يمكن أن يكون رآه وهو صبي "

فليستح المشككون.

وقد اعتمد أهل العلم صحة هذا الكتاب.

قال العلامة ابن القيم عن كتاب الرد على الجهمية:

" واحتج القاضي أبو يعلى في كتابه إبطال التأويل بما نقله منه عن أحمد، وذكر ابن عقيل في كتابه بعض ما فيه عن أحمد ونقله عن أصحابه قديما وحديثا. ونقل منهم البيهقي وعزاه إلى أحمد وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية عن أحمد، ولم يسمع عن أحد من متقدمي أصحابه ولا متأخريهم طعن فيه " ا. هـ

وكذا اعتمده ابن الجوزي وابن كثير والحافظ ابن حجر

بل حتى الإمام الذهبي الذي يعتمد عليه من يشككون في صحة الكتاب بين تردده فقال عند تعرضه للكتاب:

" ... فإن الرجل كان تقيا ورعا لايتفوه بمثل ذلك, ولعله قاله) اهـ

فلم يثبت على القول بالطعن في الكتاب، بل في نفس الكتاب " السير " نقل عن ابن الجوزي أن أحمد كتب الكتاب وأقره بعدم اعتراضه

بل في كتابه تاريخ الإسلام عند ترجمته للامام احمد بن حنبل قال:

" وقال عبد الله. وجدت بخط أبي مما يحتج به على الجهمية من القرآن: " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن " " إن الله يبشرك بكلمة منه " " إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته " " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته " " يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم " " ألا له الخلق والأمر " " كل شيء هالك إلا وجهه " " ويبقى وجه ربك " " ولتصنع على عيني " " وكلم الله موسى تكليما " " يا موسى إني أنا ربك " " والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه " " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان. " قلت: وذكر آيات كثيرة في الصفات أنا تركت كتابتها هنا)) اهـ

وهذا نقل المحتج فهو يثبت الكتاب هنا

قال الإمام المبجل الأصيل أحمد بن حنبل في كتابه العظيم الرد على الجهمية:

" وقلنا للجهمية: اللّه نور.

فقالوا: هو نور كله.

فقلنا لهم: قال اللّه عز وجل: " وأشْرَقَتِ الأرْضُ بنُورِ ربِّها " فقد أخبر جل ثناؤه أن له نوراً.

وقلنا لهم: أخبرونا حين زعمتم أن الله سبحانه في كل مكان، وهو نور، فلم لم يضيء البيت المظلم بلا سراج؟ وما بال السراج إذا دخل البيت المظلم يضيء؟، فعند ذلك تبين للناس كذبهم على الله تعالى.

قال الإمام أحمد رحمه اللّه: كان جهم وشيعته كذلك " ا. هـ

الكلام صريح في إثبات معنى صفة النور وذلك عندما ألزم الجهمية بالضياء الذي هو معنى النور وكذا هو معناه اللغوي، فالنور هو الضياء وهو ضد الظلمة فهي صفة ذاتية عند أحمد، وليست معنوية فحسب

وهذا ينكره عامة الأشاعرة لاستلزامه الجسمية عندهم!

فسبحان من تنزه عن التعطيل

وقال أحمد في كتابه هذا:

" فقلنا لهم:

أنكرتم أن يكون الله على العرش وقد قال تعالى: (الرحمن على العرش استوى) وقال: (خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش).

فقالوا: هو تحت الأرض السابعة كما هو على العرش، وفي السموات وفي الأرض وفي كل مكان ولا يخلو منه مكان ولا يكون في مكان دون مكان.

وتلوا آية من القرآن: (وهو الله في السموات وفي الأرض).

فقلنا: قد عرف المسلمون أماكن كثيرة، ليس فيها من عظم الرب شيء!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير