تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" قلنا: قد أعظمتم على الله الفرية حين زعمتم أنه لا يتكلم فشبهتموه بالأصنام التي تعبد من دون الله لأن الأصنام لا تتكلم ولا تتحرك ولا تزول من مكان إلى مكان " ا. هـ

وإن لم يقصد أحمد من هذا إثبات أنه تعالى يزول من مكان إلى مكان لكن هذا الكلام يدل بالصريح على أن أحمد يُثبت أنه تعالى يفعل أفعالا حقيقية هي صفات له قائمة بذاته كالدنو والنزول والإتيان وهي تنافي الجمود والهمود وعلى وجه أكمل من غيره ودون نقص فضلا عن مفارقته بذلك حال الأصنام الميتة الجامدة ولا يمكن لأحد أن يفرغ كلام أحمد من مثل هذا المعنى إن لم يكن عينه.

ويشهد لهذا أن الاصطخري في روايته للرسالة وحربا الكرماني في مسائله كليهما رويا عن أحمد الحركة

فإما أن يقال أن أحمد يثبت الحركة كما في هذين النقلين وربما مفهوم كلامه السابق يشهد، أو على الأقل أن يقال إنه يقول بحقيقة الأفعال التي يلزم منها وصفٌ من نوع الحركة دون أن يلتزم أحمد العبارة لعدم ورودها

والعبد لله يعتقد أن الصحيح هو التقيد بالألفاظ الواردة دون الانسياق وراء اللوازم أو العبارات المجملة

وحول إثبات أحمد للأفعال على أنها صفات قائمة بالله قال ابن رجب الحنبلي في الفتح له (6/ 42):

" ومن جملة صفات الله التي نؤمن بها، وتمر كما جاءت عندهم: قوله تعالى:

(وَجَاءَ رَبُّكَ والْمَلَكُ صَفاًّ صَفاًّ) [الفجر:22] ونحو ذلك مما دل على إتيانه ومجيئه يوم القيامة.

وقد نص على ذلك أحمد وإسحاق وغيرهما.

وعندهما: أن ذلك من أفعال الله الاختيارية التي يفعلها بمشيئته واختياره. وكذلك قاله الفضيل بن عياض وغيره من مشايخ الصوفية أهل المعرفة.

وروى عنه أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني كما سبقت الإشارة في مسائله المعروفة التي نقلها عن أحمد و إسحاق وغيرهما وذكر معها من الآثار عن النبي صلى الله عيه وسلم والصحابة وغيرهم ما ذكر وهو كتاب كبير صنفه على طريقة الموطأ ونحوه من المصنفات قال في آخره في الجامع:

(باب القول في المذهب: هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها)

وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد و إسحاق بن إبراهيم بن مخلد و عبد الله بن الزبير الحميدي و سعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم) وذكر الكلام في الإيمان والقدر والوعيد والإمامة وما أخبر به الرسول من أشراط الساعة وأمر البرزخ والقيامة وغير ذلك - إلى أن قال: (وهو سبحانه بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان ولله عرش وللعرش حملة يحملونه وله حد والله أعلم بحده والله على عرشه عز ذكره وتعالى جده ولا إله غيره

...

إلى قوله:

ويفرح ويحب ويكره ويبغض ويرضى ويسخط ويغضب ويرحم ويغفو ويغفر ويعطي ويمنع وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء وكما شاء ليس كمثله شيء

وقال الخلال:

" وأنبأنا أبو بكر المروذي سمعت أبا عبد الله وقيل له إن عبد الوهاب قد تكلم وقال: من زعم أن الله كلم موسى بلا صوت فهو جهمي عدو الله وعدو الإسلام فتبسم أبو عبد الله وقال ما أحسن ما قال عافاه الله "

وقال عبد الله بن أحمد:

سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم موسى لم يتكلم بصوت؟

فقال أبي: بلى تكلم تبارك وتعالى بصوت وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت وحديث ابن مسعود: (إذا تكلم الله بالوحي سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان) قال أبي: و الجهمية تنكره قال أبي: وهؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس من زعم أن الله لم يتكلم فهو كافر إنما نروي هذه الأحاديث كما جاءت " ا. هـ

وقد روى النجاد في (ق: 87 / ب) ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)) عن عبد الله بن أحمد قوله سألت أبي – رحمة الله – عن قوم يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت، فقال أبي:، بلى، إن ربك عز وجل تكلم بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت

وقال الإمام أحمد كما في رسالة عبدوس ونقلها اللالكائي بسنده وهي أيضا في الطبقات لابن أبي يعلى:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير