" لا يخاصم أحدا ولا يناظره ولا يتعلم الجدل فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهي عنه ولا يكون صاحبه إن اصاب بكلامه السنة من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم
ويؤمن بالآثار والقرآن كلام الله وليس بمخلوق ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق فإن كلام الله منه وليس منه شيء مخلوق وإياك ومناظرة من أحدث فيه ومن قال باللفظ وغيره ومن وقف فيه فقال لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله وليس بمخلوق والايمان بالرؤية يوم القيامة كما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم من الأحاديث الصحاح وأن النبي صلى الله عليه و سلم قد رأى ربه وأنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه و سلم صحيح ...
والحديث عندنا على ظاهره كماجاء عن النبي صلى الله عليه و سلم والكلام فيه بدعة ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره ولا تناظر فيه أحدا " ا. هـ
والقول بإعمال الظاهر صريح في إثبات المعاني المتبادرة إلى الذهن لأنها إما أن تكون هي المراد بالظاهر مباشرة كما هو استخدام أكثر أهل العلم لمصطلح الظاهر أو أن تكون مرادة بالتبع فهي معنى اللفظ الظاهر كما هو استخدام بعض أهل العلم
ولو لم يُرِد الإمام أحمد المعنى لما عبر بمصطلح الظاهر الذي لايدل على مجرد اللفظ باتفاق أهل العلم
ولم يَرِد مصطلح الظاهر مرادا به مجرد اللفظ المسلوب معناه في أي عبارة من عبارات أهل العلم.
سوى استخدام غير واضح ولو سلمنا به فهو استخدام شاذ من أحد المضطربين في باب الأسماء والصفات الذي حاول التوفيق بين عبارات الأئمة المثبتين للصفات وبين مذهب شيوخه من المعطلة فأراد التوفيق فوقع في التلفيق وخرج باستخدام مناف لما عليه سائر العلماء، المخالف له والموافق، وأعني بهذا الخطابي فيما نقله عنه البيهقي!!
بل ويخالف استعمالاته بنفسه في غير باب الصفات
ومن أراد أن يتبين الأمر فلينظر إلى عبارات الأشاعرة أنفسهم والتي يعسر حصرها والتي أطبقت على ذم ظواهر النصوص ووصفها بالضلال بل والكفر وهي كما قلت استخدامات عامة الأشاعرة
وفي مسائل الإمام أحمد بن حنبل وابن راهويه ج2/ص535
قلت لأحمد رضي الله عنه:
ينزل ربنا تبارك وتعالى اسمه كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا أليس تقول بهذه الأحاديث ويرون - أهل الجنة - ربهم عز وجل ولا تقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته يعني صورة رب العالمين واشتكت النار إلى ربها عز وجل حتى يضع الله فيها قدمه وإن موسى عليه السلام لطم ملك الموت عليه السلام قال الإمام أحمد كل هذا صحيح قال إسحاق كل هذا صحيح ولا ينكره إلا مبتدع أو ضعيف الرأي " ا. هـ
تأمل ذكر لطم موسى للملك والرؤية، فالمقام ليس مقام تفويض
إذ لا يقول أحد إن أحمد يفوض الرؤية ولا معنى اللطم هنا
وذكر ابن حجر في فتح الباري حديث وضع السماء على إصبع والثرى و ... ثم قال:
" ورواه أبو بكر الخلال في " كتاب السنة " عن أبي بكر المروزي عن أحمد، وقال: رأيت أبا عبد الله يشير بإصبع إصبع "
وهذا لا يكون عن تفويض.
وعند الخلال كما في اجتماع الجيوش:
" وقال حنبل في موضع آخر، عن أحمد:
" ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف نفسه. قد أجمل الله الصفة فحدَّ لنفسه صفة ليس يشبهه شيء. وصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه، قال: فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير، ... ولا نزيل عنه صفة من صفاته بشناعة شنعت، وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة، ووضعه كفنه عليه، فهذا كله يدل على أن الله سبحانه وتعالى يرى في الآخرة، والتحديد في هذا كله بدعة ... فهذه صفات وصف بها نفسه لا تُدفع ولا تُردّ، وهو على العرش بلا حد، كما قال تعالى: " ثم اسْتَوَى عَلى العَرْش " سورة الفرقان آية 59. كيف شاء، المشيئة إليه، والاستطاعة إليه، ليس كمثله شيء، وهو خالق كل شيء، وهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير، لا نتعدى القرآن والحديث، تعالى عما يقول الجهمية والمشبهة.
قلت له: والمشبّه ما يقول؟ قال: من قال بَصرُ كبصري، ويدٌ كيدي، وقدمٌ كقدمي، فقد شبه الله سبحانه بخلقه. ا. هـ
تأمل قرنه رحمه الله النزول بالكلام ونفيه الحد عن السمع، ونفيه الحد عن الاستواء، ومراده نفي العلم بالكيف الذي هو تحديد وإلا فما معنى نفي الحد عن السمع؟
¥