وتأمل تعريفه للتشبيه، لكنّ القوم هداهم الله يفهمون متى ما أرادوا!!
أخبرنا عبد الله بن محمد بن أحمد قال أخبرنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل قال
قلت لأبي عبد الله يكلم الله عبده يوم القيامة
قال نعم فمن يقضي بين الخلق إلا الله يكلمه الله عز و جل ويسأله الله عز و جل متكلم لم يزل بما شاء ويحكم وليس لله عدل ولا مثل تبارك وتعالى كيف شاء وأنى شاء " ا. هـ
وهذه معاني تنكرها الأشاعرة
قال الإمام أحمد كما في رواية الاصطخري
" والله عز وجل على العرش، والكرسي موضع قدميه " ا. هـ
وفي السنة لابنه عبد الله:
سئل عما روي في الكرسي وجلوس الرب عزوجل عليه
رأيت أبي رحمه الله يصحح هذه الاحاديث أحاديث الرؤية ويذهب اليها وجمعها في كتاب وحدثنا بها حدثني أبي رحمه الله قال حدثنا عبدالرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبدالله بن خليفة عن عمر رضي الله عنه قال إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد " ا. هـ
وهذا جواب لذلك السؤال لا يصدر من مفوض
أما الأثر الذي يحتج به المفوضة عن الإمام احمد ورواه الخلال:
" قال أخبرني: علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال:
سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السمآء الدنيا و أن الله يُرى وإن الله يضع قدمه وما أشبهه فقال أبو عبد الله:
نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى ولا نرد منها شيئا ... " ا. هـ
نقله عن الخلال الإمام ابن تيمية في أكثر من موطن وسبقه الإمام ابن قدامة في كتابه ذم التأويل
وجاء بمعناه في العقيدة التي حكاها التميمي عن أحمد وهي غير متصلة السند والغالب عليها النقل بالمعنى كما يتبين لمن درسها جاء فيها:
" وسئل قبل موته بيوم عن أحاديث الصفات فقال تمر كما جاءت ويؤمن بها ولا يرد منها شيء إذا كانت بأسانيد صحاح ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومن تكلم في معناهما ابتدع " ا. هـ
فهذا السياق مع مخالفته للفظ الصحيح وستأتي بقية ألفاظه فهو مروي دون إسناد، والواضح أنه مروي بالمعنى لمن نظر في رسالة التميمي كاملة وقد اطلعت عليها في نسخة مخطوطة في المكتبة السليمانية وقد طبعت
فأولا قبل بيان ألفاظ هذا الأثر التي تُبين معناه وتكشف استغلال المخالف وإلصاقه مذهبه بأحمد
قبل هذا نجيب على فرض أن هذا اللفظ هو الثابت فقط:
هل من الصدق في شيء إذا أردنا أن نعرف مذهب إمام من الأئمة
أن نأتي لعبارة له أو اثنتين ونُعرِض عن العشرات من عباراته ونَحْصُر مذهبه فيهما؟
هذا هو الصدق في نقل مذاهب الأئمة؟!!
إذًا ينبغي أن يكون له مذاهب بعدد عباراته، كل طائفة تتعلق بعبارة وعلى الصدق السلام!!
هذه طريقة من يستدل اليوم على صحة الديانة النصرانية واليهودية بقوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابين من آمن بالله واليوم .. فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
ويصرفون النظر عن عشرات الآيات التي تبين أن هذه ديانات منسوخة غير مقبولة بعد مجيء الإسلام ولا أجر لأهلها بل هم مأزورون وأن هذا المذكور في الآية إنما هو فيمن مات على أحد هذه الديانات يوم أن كانت سارية المفعول وليس لمن مات عليها بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم
فالصادق في تحري مفهومٍ ما، هو الذي يخرج بمفهوم يصدق على أكثر
العبارات ويحتمله القليل المشتبه، لا الذي يفترش القليل المشتبه ويلتحفه وهو عار من الكثير الذي يمثل المحكم
فأين سنذهب أيها المفوضة بهذا السيل من عبارات الإمام أحمد، وقد تركنا أمثالها خشية الإطالة؟ والتي تدل على أن أحمد كان يثبت معاني الصفات؟!
حتى قال الدكتور حامد العلي:
" ولا يزال العجب يتزايد ممن لا يعلم أن الإمام أحمد قد تكلم في معاني نصوص الصفات مع كثرة ذلك عنه " ا. هـ
السوق سوق علم أيها الإخوة لا سوق خضار يعمد فيه كل أحد إلى ما يوافق ذوقه.
وعليه فلا يشك الصادق أن السليم والصحيح هو اعتماد ما دلت عليه عشرات النصوص التي لا نملك إلغاءها من أنّ أحمد رحمه الله كان يجري نصوص الصفات على معانيها الظاهرة منها بعيدا عن التأويل والتفويض المحدَثين.
ثم نأتي لهذه العبارة التي فهم منها البعض ما أشكل عليهم فنجد حمل المعنى المنفي فيها يناسب نوعين من المعنى:
¥