تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا أدل على هذا من تمثيله لذلك بصفتي السمع والبصر

ونحوه ما نقله العلامة ابن تيمية في تلبيس الجهمية واعتبره موطنا آخر:

" وقال حنبل في مواضع أخر ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف به نفسه قد أجمل تبارك وتعالى بالصفة لنفسه فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء فيعبد الله تعالى بصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف نفسه قال تعالى وهو السميع البصير " ا. هـ

فتأمل قوله: " ولا معلومة إلا بما وصف نفسه "

وبنحو سياق ابن قدامة الذي نقلته من كتابه تحريم النظر جاء عند ابن بطة أيضا:

" قال أبو عبد الله ونحن نؤمن بالأحاديث في هذا ونقرها ونمرها كما جاءت بلا كيف ولا معنى إلا على ما وصف به نفسه تعالى

نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة ونعوذ بالله من الزلل والارتياب والشك إنه على كل شيء قدير " ا. هـ

فهنا أيضا جاء واضحا " ولا معنى إلا على ما وصف به نفسه "

فإذا أضفنا إلى كل ما تقدم أن ذلك السياق الذي احتج به المفوضة: " لا كيف ولا معنى " قد تفرد به حنبل وهو ممن يهم في بعض رواياته، فقد ذكر له ابن رجب روايته عن أحمد في مسألة فقهية عن صلاة الرجل بالثوب اللطيف الذي لا يمكنه عقده ثم قال ابن رجب:

"وهذه رواية مشكلة جدا، ولم يروها عن أحمد غير حنبل، وهو ثقة إلا أنه يهم أحيانا، وقد اختلف متقدمو الأصحاب فيما تفرد به حنبل عن أحمد: هل تثبت به رواية عنه أم لا؟ " ا. هـ

وقال ابن رجب أيضا عن روايات حنبل:

" وكان أبو بكر الخلال وصاحبه لا يُثبتان بما تفرد به حنبل، عن أحمد رواية " ا. هـ

قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة:

" وذكر أبو بكر الخلال فقال قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية وأغرب بغير شيء " ا. هـ

وقال الذهبي في السير:

" له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب " ا. هـ

وغلّطه ابن شاقلا في إحدى رواياته

وفي رواية أخرى له عن أحمد في مسألة المتلاعنين ذكرها ابن القيم في الزاد قال فيها:

" وعن أحمد رواية أخرى: أنه إن أكذب نفسه حلت له وعاد فراشه بحاله، وهي رواية شاذة شذ بها حنبل عنه. قال أبو بكر لا نعلم أحدا رواها غيره " ا. هـ

فكيف نقبل ممن هذا حاله وفي عقيدة أحمد ما يخالف المستفيض عن أحمد وهذا لو سلمنا للمخالف بما فهمه من تلك العبارة

فهذا هو حال تلك الرواية التي تعلق بها من ألف البعد عن الإنصاف رواية ودراية والله الموعد.

ـ إسحاق بن راهويه

قال النجاد:

حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا علي بن خشرم حدثنا إسحاق قال:

دخلت على ابن طاهر، فقال:

ما هذه الأحاديث يروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا؟

قلت: نعم رواها الثقات الذين يروون الأحكام.

فقال: ينزل ويدع عرشه؟

فقلت: يقدر أن ينزل من غير أن يخلو منه العرش؟

قال: نعم

قلت: فلمَ تتكلم في هذا؟.

وهذا أثر صحيح

وتباحثُ مسألةِ " هل يستلزم النزول خلو العرش من عدمه " أكبر دليل على إثبات النزول بالمعنى المتبادر وهو قيام الرب بفعل حقيقي يضاد الصعود والارتفاع يقترب به تعالى إلى المنزول إليه من خلقه قربا حقيقيا

أو هو الهبوط إلى الأدنى فقد جاءت روايات لحديث النزول بلفظ الهبوط

ولو لم يكن هذا المعنى المتبادر للذهن من ذلك اللفظ مثبتا لما كان لذكر مسألة خلو العرش نفيا أو إثباتا أي معنى.

وفي الأثر أن المحظور هو التوسع في ذكر معنى الصفة بالخوض فيما هو أقرب إلى لازم الصفة

وهذا هو الذي كان السلف لا يتوسعون فيه

وجاء عن إسحاق بن راهويه أنه قال:

" جمعني وهذا المبتدع يعني إبراهيم بن أبي صالح مجلس الأمير عبد الله بن طاهر، فسألني الأمير عن أخبار النزول؟ فسردتها

فقال ابن أبي صالح: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء.

فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء قال فرضي عبد الله كلامي وأنكر على إبراهيم. " هذا معنى الحكاية كما قال الراوي

رواها البيهقي عن الحاكم عن محمد بن صالح بن هانيء سمع أحمد بن سلمة عن إسحاق به

وهي رواية بالمعنى كما هو صريح عبارة البيهقي وتروي جانبا من مجلس إسحاق فيما جرى بينه وبين المبتدع ابن أبي صالح بخلاف الرواية السابقة رواية النجاد فقد ساقت جانبا آخر وهو ما جرى مع الأمير

وقال إبراهيم بن أبي طالب: سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول: حضرت مجلس ابن طاهر وحضر إسحاق فسئل عن حديث النزول أصحيح هو؟ قال: نعم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير