تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا كل ليلة نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفيه نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل. والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم.

فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الاخبار من ذكر النزول غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفيه النزول.

وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح أن الله جل وعلا فوق سماء الدنيا الذي أخبرنا نبينا أنه ينزل إليه إذ محال في لغة العرب أن يقول نزل من أسفل إلى أعلى ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل " ا. هـ

وقال ابن خزيمة رحمه الله:

" ألم تسمعوا يا طلاب العلم قوله تبارك وتعالى لعيسى ابن مريم: (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي)

أليس إنما يرفع الشيء من أسفل إلى أعلى لا من أعلى إلى أسفل؟

وقال الله عز و جل: (بل رفعه الله إليه) ومحال أن يهبط الإنسان من ظهر الأرض إلى بطنها أو إلى موضع أخفض منه وأسفل فيقال رفعه الله إليه!! لأن الرفعة في لغة العرب الذين بلغتهم خطوبنا لا تكون إلا من أسفل إلى أعلى وفوق " ا. هـ

تأمل إثبات المعاني هداك الله

وقال رحمه الله:

" ألم تسمعوا قول خالقنا: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه أليس معلوما في اللغة السائرة بين العرب التي خوطبنا بها وبلسانهم نزل الكتاب أن تدبير الأمر من السماء إلى الأرض إنما يدبره المدبر وهو في السماء لا في الأرض؟!!

كذلك مفهوم عندهم أن المعارج المصاعد، قال الله تعالى: (تعرج الملائكة والروح إليه) وإنما يعرج الشيء من أسفل إلى أعلى وفوق، لا من أعلى إلى دون وأسفل فتفهموا لغة العرب لا تغالطوا.

وقال جل وعلا: (سبح اسم ربك الأعلى) فالأعلى مفهوم في اللغة أنه أعلى كل شيء وفوق كل شيء والله قد وصف نفسه في غير موضع من تنزيله ووحيه وأعلمنا أنه العلي العظيم " ا. هـ

وقال ابن خزيمة:

" فأما قوله جل وعلا: (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) ففي خبر شريك بن عَبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك بيان ووضوح أن معنى قوله دنا فتدلى إنما دنا الجبار رب العزة لا جبريل " ا. هـ

ورواية شريك في الصحيح عند البخاري وفيها:

" ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله فيما أوحى إليه خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة "

وقال الإمام ابن خزيمة أيضا:

" نحن نقول وعلماؤنا جميعًا في جميع الأقطار أن لمعبودنا عز وجل وجهًا كما أعلمنا الله في محكم تنزيله فذواه بالجلال والإكرام وحكم له بالبقاء ونفى عنه الهلاك ونقول أن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره محجوب عن أبصار أهل الدنيا لا يراه بشر ما دام في الدنيا الفانية " ا. هـ

تأمل إثباته الضياء

وقال ابن خزيمة:

" فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن لله عينين فكان بيانه موافقا لبيان محكم التنزيل الذي هو مسطور بين الدفتين مقروء في المحاريب والكتاتيب " ا. هـ

وتثنية العينين إثبات صريح للمعنى

وقال رحمه الله:

" باب ذكر إمساك الله ـ تبارك وتعالى اسمه وجل ثناءه السموات والأرض وما عليها على أصابعه

جل ربنا عن أن تكون أصابعه كأصابع خلقه وعن أن يشبه شيء من صفات ذاته صفات خلقه وقد أجل الله قدر نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يوصف الخالق البارئ بحضرته بما ليس من صفاته فيسمعه فيضحك عنده ويجعل بدل وجوب النكير والغضب على المتكلم به ضحكا تبدو نواجذه تصديقا وتعجبا لقائله.

لا يصف النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة مؤمن مصدق برسالته " ا. هـ

هل الذي قاله اليهودي وأقره النبي هل هو مجهول معناه لدى النبي وأمته ويعلمه ذلك اليهودي؟!!

أم أن اليهودي مفوض أيضا؟!!!!!!!!!

وقال رحمه الله:

" باب ذكر إثبات الرّجل لله عز وجل

وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير