لم يُذكر الزبيري في شيوخ الآجري وسنّه لا تحتمل سماعه إلا أن يكون في تاريخ وفاة أحدهما خطأ أو سقَط اسم شيخ الآجري الراوي عن الزبيري
فالله أعلم
رابعا: إثبات أئمة أهل السنة السائرين على مذهب السلف لمعاني الصفات وتطبيقاتهم في ذلك.
ـ الإمام النجاد أبو بكر أحمد بن سلمان
قال النجاد:
" فالذي ندين الله تعالى به ونعتقده: ما قد رسمناه وبيناه من معاني الأحاديث المسندة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما قاله عبد الله بن العباس ومن بعده من أهل العلم وأخذوا به كابراً عن كابر وجيلاً عن جيل إلى وقت شيوخنا في تفسير قوله تعالى عسى أن يبعثك مقاماً محموداً أن المقام المحمود: هو قعوده - صلى الله عليه وسلم - مع ربه على العرش، وكان من جحد ذلك وتكلم فيه بالمعارضة: إنما يريد بكلامه في ذلك كلام الجهمية، يجانَب ويبايَن ويُحذَّر عنه وكذلك أخبرني أبو بكر الكاتب عن أبي داود السجستاني أنه قال: من رد حديث مجاهد فهو جهمي.
وحدثنا محمد بن صهيب وجماعة من شيوخنا عن محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: سمعت هذا الحديث منذ خمسين سنة ما سمعت أحداً ينكره إنما يكاذبه الزنادقة والجهمية.
قال النجاد: وذكر لنا أبو إسماعيل السلمي أمر الترمذي الذي رد فضيلة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصغَّر أمره وقال: لا يؤمن بيوم الحساب.
قال النجاد: وعلى ذلك من أدركت من شيوخنا أصحاب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فإنهم منكرون على من رد هذه الفضيلة ولقد بين الله ذلك على ألسنة أهل العلم على تقادم الأيام فتلقاه الناس بالقبول فلا أحد ينكر ذلك ولا ينازع فيه.
قال النجاد: فبذلك أقول ولو أن حالفاً حلف بالطلاق ثلاثاً أن الله يقعد محمداً - صلى الله عليه وسلم - معه على العرش واستفتاني في يمينه لقلت له: صدقت في قولك وبررت في يمينك وامرأتك على حالها فهذا مذهبنا وديننا واعتقادنا وعليه نشأنا ونحن عليه إلى أن نموت إن شاء الله، فلزمنا الإنكار على من رد هذه الفضيلة التي قالها العلماء وتلقوها بالقبول فمن ردها فهو من الفرق الهالكة ".
والناظر أيضا في رسالته في الرد على من قال بخلق وقد تعرض فيها لبعض الصفات يعلم أنه مثبت لمعاني الصفات
ــ الإمام البربهاري
قال البربهاري في كتاب السنة:
" وإذا سمعت الرجل يقول إنا نحن نعظم الله إذا سمع آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم فاعلم أنه جهمي يريد أن يرد أثر رسول الله صلى الله عليه و سلم ويدفعه بهذه الكلمة وهو يزعم أنه يعظم الله وينزهه إذا سمع حديث الرؤية وحديث النزول وغيره أفليس قد رد أثر رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ قال إنا نحن نعظم الله أن ينزل من موضع إلى موضع فقد زعم أنه أعلم بالله من غيره فاحذر هؤلاء " ا. هـ
وقوله: " من موضع إلى موضع " نص في أنه يثبت النزول بمعناه
وفي الطبقات لابن أبي يعلى قال:
" وسمعت أخي القاسم - نضر الله وجهه - يقول: لم يكن البربهاري يجلس مجلساً إلا ويذكر فيه أن الله عز وجل يقعد محمداً - صلى الله عليه وسلم - معه على العرش " ا. هـ
ـ الإمام أبو الحسن الأشعري ت 323 هـ
قال أبو الحسن في مقالات الإسلاميين:
" وقال أهل السنة وأصحاب الحديث:
وأن له عينين كما قال: " تجري بأعيننا " ا. هـ
فمن أين أثبت أنهما عينان ولم يرِد في النصوص سوى إثبات العين لله دون تحديد أنهما اثنان؟
ما هو إلا إثبات المعنى الذي يزعم المفوضة جهله
وبنحوه قال أبو الحسن في الإبانة:
" وأن له عينين بلا كيف " ا. هـ
تثنية العينين لم تثبت في لفظ فهذا دليل على إثباته المعنى وأنه عنده غير الكيف.
وقال الإمام الأشعري في الابانة:
" وقد قال الله تعالى: (وكلم الله موسى تكليما) والتكليم هو المشافهة بالكلام ولا يجوز أن يكون كلام المتكلم حالا في غيره مخلوقا في شيء سواه كما لا يجوز ذلك في العلم " ا. هـ
وقوله: " مشافهة " هو من إثبات المعنى الذي تنفيه معطلة الأشاعرة.
وقال رحمه الله في كتابه الإبانة:
" ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم يقولون جميعا: يا ساكن السماء ومن حلفهم جميعا: لا والذي احتجب بسبع سماوات " ا. هـ
وهذا النص من الإبانة نقله ابن درباس أيضا في رسالته في الذب عن الأشعري وعزاه للإبانة فقد جاء في رسالته:
¥